آلمتنا الاحداث الاخيرة في مصر خصوصا بعد ان وصل الامر الى القتل وسفك الدماء وحقيقة ان ما من شيء وحدث الا ونرى خلفه التشدد والتعصب واحيانا التطرف في الراي والمعتقد ,وهذا الامر لم ولن يوجد له حل في القريب العاجل لان كل اطراف مجتمعاتنا تحت وصاية الامر والطاعة وهذان هما مايحركا العقل البشري بالحسن او بالضد ولان الصراع الفكري لايؤدي في مناطقنا الى تحسين الفكر بل الى زيادة العداوة والتناحر فاننا قادمون الى نهاية لاتحمد عقباها ,ان احداث مصر اثبتت انه لايمكن قيادة الناس بجانب احادي النظرة بلا تفاعل مع اراء ومعتقدات الغير والاهم ان مجتمع مصر هو من ارقى المجتمعات في العالم على الاطلاق والسبب هو زيادة التنوع فيه فاقلياته وطوائفه وقومياته واديانه واعراقه تبلغ اكثر من ثلاثين طرف رئيسي غير متفرع وهذا مايجعل عملية حكمه صعبة جدا بدون الرجوع الى المشاركة والتفاهم ,ان طبيعة النظام المصري السابق هي حكم عرفي امتد اكثر من ثلاثين عام بعد اغتيال الرئيس محمد انور السادات في 6 اكتوبر 1981 ومجيء حسني مبارك الذي حاول قدر استطاعته ان يجعل مصر دولة قوية متماسكة برغم اقتصادها الضعيف جدا والذي يكون دائما السبب في هدم اي حكم ونظام وبعد مدة اقتنع المصريون بفشل نظام مبارك فلجؤا الى ثورة بيضاء قدر المستطاع رغم الدماء التي اريقت بها واطاحوا بمبارك وجرت انتخابات رئاسية لاول مرة بصورة اكثر جدية من الانتخابات التي كانت تجرى في السابق واسفرت عن مجيء محمد مرسي وتياره الديني المتشدد للحكم ,وخلال فترة حكمه للدولة المصرية فشل هذا التيار في اقناع المصريين بانه الحاكم القادر على ادارة دفة الامور بصورة صحيحة في مصر رغم شرعية وجوده بل ادى حكم الاخوان المسلمين الى ضرب اهم صفة يتميز بها الشعب المصري العظيم وهي الوسطية والاعتدال وحاول جر مصر الى خندق التطرف والتعصب والتشدد وضرب كل المعارضين لسياسته بل الغاء كل ادوار المفكرين المصريين لعدم ارتباطها بفكره ومايريده ,ثم اخون الدولة بان جعل كل الدرجات الوظيفية التنفيذية بيد حركته وهمش واقصى الباقين ممن هم بنوا حضارة مصر ,وهذا مع غيره مجتمعا جعل المصريين ينتفضون في داخلهم ويخرجوا الى الشوارع يطالبون برحيل هذا النظام زطرد رموزه ايا كانت وتوالت الاحداث مسرعة وتدخل الجيش المصري الباسل لفض الاشتباك وحفظ الامن والبلد وابعاد شبح الحرب الاهلية عنها واصدر قراره الشهير باقصاء الرئيس محمد مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة لحماية مصر من التدهور ,وقوبل هذا القرار بتاييد شعبي كبير وبفرح غامر طاف ارجاء مصر كلها .
ان ماحصل في مصر العروبة هو مثال حي لارادة شعب مثقف واع لايريد لنفسه الضياع والشتات ولايريد التبعية لغيره ممن هم مشخصون ومعروفون على الساحة العربية والدولية فحضارة وتاريخ الشعب المصري ارقى واعلى من ان تتبع اقزام لاوزن لها ولاقيمة ولاتاريخ ,هذا هو الشعب المدرك لواجباته ساعة الشدة والمحنة وكيف يمكن له السيطرة على ابناءه وحمايتهم من غدر طوارق الزمن وادواتها القذرة الموجودة في المنطقة مثل قطر والسعودية وتركيا واسرائيل وشيطانهم الاكبر امريكا .
لنتعلم من هذا الدرس المجاني كيف نحمي انفسنا وكيف يجب ان نكون وان لانسمح لكل قذارات الارض ان تلعب بنا وبمقدراتنا .
تحية اخوية صادقة من قلب محب لمصر وشعبها لكل اهلنا في مصر ولكل مواطن شريف يسعى لخدمة اهله وبلده بالصورة الصحيحة السليمة .