لم تشهد منطقة الخليج تجمعا عسكريا لخوض حرب جوية ضد اهداف داخل جمهورية اليمن اللهم الا ضد العراق عام 1991 بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها من دول العالم والمنطقة وكذلك عام 2003 ضد العراق ايضا ,والتجمع الاخير الذي قادته السعودية وباركته الولايات المتحدة هو تدخل سافر في شان اليمن الداخلي وعدوان صريح خالف كل القوانين والاعراف والاتفاقات الدولية ,وبمراجعة بسيطة جدا نستطيع معرفة هذا العدوان المسعور ,فضرب العراق عامي 1991 و2003 كانت له اسبابه لان العراق حينها اعتدى على دولة الكويت وامتنع عن تدمير اسلحة الدمار الشامل الوهمية وتم ضربه واسقاط النظام فيه ,اما الحال في اليمن فيختلف شكلا ومضمونا فاليمن يعيش منذ فترة ليست بالقصيرة صراعات داخلية قاسية جدا نتيجة لعدم التوافق في مابين الحركات والاحزاب السياسية بمختلف مشاربها واهدافها ,وطرحت مبادرات عديدة لحل هذه الاشكالات ولكن دون دوى نتيجة تزمت كل طرف بما يريد وايضا لوجود تدخلات خارجية في هذه المبادرات لذلك كله فشلت كل الجهود لاجل ايقاف الصراع وهنا لابد من استمرار الحياة ووجود من يستطيع ضبط مقود الدولة خشية انهيارها اذا ماعلمنا ان اليمن تحرر من حكم علي عبد صالح الطويل ,فاصبح الامر بيد الوطنيين من اهل اليمن الذين احتجوا على الانتخابات وغيرها من الامور التي يعتقدون هم انها تمت بصورة غير طبيعية في اليمن فاصبح لزاما اللجوء الى تحشيد الناس لمسك الامور ,وهذا الامر اغاظ السعودية واعوانها باعتبار ان الحدود بين الدولتين متلاصقة والخطر ممكن ان يصيب السعودية لذلك اتجهت السعودية الى التحشيد واقدمت على عدوانها السافر على اليمن والذي استمر قرابة اربعة اسابيع والذي اثبت فشل التحالف الدولي في ضرب ارادة الشعب اليمني وقراره اللهم الا زيادة عواء النابحين الذين طبعوا الامر بصورة طائفية مقيتة نتنة ساعدهم في هذا الامر السعودية وامريكا وجوع مصر والسودان والاردن ,عموما ثبت فشل العدوان واقر بعجز كل الدول على تغيير حقيقة الشعب اليمني ووحدته ,واضطر المعتدون الى ايقاف عدوانهم بعد استباحة اليمن شعبا وارضا لشعورهم بالفشل وان الشعب اليمني لايمكن له مع استمرار العدوان السكوت على المعتدين اذا ماعلمنا ان الشعب اليمني يعتبر من الشعوب القوية جدا ضد الغزاة فخشية انفلات الامر دفعهم الى ايقاف العدوان .
وهنا وبقراءة بسيطة نستطيع القول ان ارادة الشعوب لايمكن لها ان تكسر مهما عظم التحدي ,وبعد هذه الفترة الحرجة تستمر المصادمات هنا وهناك لغرض فرض امر معين داخل البلد وبين ابناء البلد .
نحن هنا نتفرج على الوضع من بعيد ونتمنى ونامل ان تنتهي معاناة اليمنيين وان يحلوا امرهم فيما بينهم وان لايكون تصرف العدوان الهمجي والذي عرف بعاصفة الحزم يؤثر عليهم وان تتوحد الجهود لانقاذ اليمن .
ان الذي حصل في اليمن هو دلالة على وصول الضعف والمرض الى الجسد السعودي المنهك وان خوفهم دفعهم الى القيام بهذا العدوان والسعودية دولة متمكنة اقتصاديا جمعت معها دول فقيرة بائسة باعت كل ضميرها وقيمها لاجل حفنة من المال وهي ايضا هذه الدول منفذة للمشروع الغربي في المنطقة اي انها عميلة للمشروع اليهودي الغربي وكان الاجدى بها ان تقف على الحياد وتقدم مساعدتها بحل المشاكل سلميا لاعسكريا عموما انكشفت الاوراق كلها واتضح من هو الذي يصب الزيت على النار ليزيد اتقادها ومن هو الفاعل الرئيس والمؤثر داخل اليمن والايام القادة ستوضح كل شيء بعد فشل العدوان والمستفيدين منه .
امنياتنا لليمن المسلم الهدوء والامان والتلاحم بين ابناءه.