23 ديسمبر، 2024 10:45 ص

احداث الموصل محاولة للتعرف على الاسباب والنتائج – 1 / القيادات الميدانية والقادة

احداث الموصل محاولة للتعرف على الاسباب والنتائج – 1 / القيادات الميدانية والقادة

دروس التاريخ تنبع من واقعها ومن يريد الاستفادة من دروس التاريخ عليه دراستها ومعاينتها وبالتالي معرفة مواطن الخلل فيها لتجاوزها لاحقا ولكي تكون الفائدة منها مضاعفة الاولى في معرفتها والثانية في الاستفادة اللاحقه من تجاوزها في المسيرة .
وماحدث في الموصل البارحه غريب وطريف وعجيب , لم هو غريب؟ وكيف هوطريف ؟ ولماذا هوعجيب ؟ وهذا مايجعلنا سنتحدث بشكل مباشر وعلى المكشوف كما يقال لان الموصل مدينة العسكر والعسكرياتية عبرالتاريخ في العراق والمنطقه لم تكن بيدها ولابيد عسكرها ولارجال جيشها السابقين السيطرة او القيادة والقرار او اية صلاحيات او امكانية للتدخل في طريقة ادارة الجهد العسكري اوحتى المشورة المطلوبة بل والجبهة الامنية وحتى التنسيق بين الادارة المدنية متمثلة بالمحافظ (سوى قيادة الشرطة المحلية والتي استبدل قائدها خلال الاحداث كما لايفوتني ان اثبت موقف ودور محافظ نينوى التاريخي والمباشر في قيادة الجهد العسكري في المقاومة والذي ظهر بقوة مع الاحداث ولكن بعد فوات الاوان وتعامله مع قيادات مركزية غير مؤهلة ميدانيا ) ومجلس المحافظة وبين قيادات ميدانية منها قيادة الفرقة الثانية (والتي تم استبدال قائدها خلال الاحداث قبل يومين ) والثالثة شرطة اتحادية و قيادة قوات الموصل والمشاكل الكثيرة خلال السنوات السابقة وتركت المساله لقائد عسكري مغمور ومغرور ومتقلب ذلكم هو( الفريق الغراوي ) الذي كان في عهد النظام السابق يعرف بـ ( العزاوي) وبسبب من تقلبه وتلونه ابدل النقطة وموقعها من حرف الزاي الى حرف العين ولهذا الابدال معان كثيرة وهي طرفة يتندربها اهالي الموصل ,وتشير لطبيعة وقدرات هذا الرجل الذي هرب من ساحة المعركة أمس ملوثا سمعة الجيش العراقي ورجالاته كما لوث قبله ( الاميرعبدالله بن محمد العباسي ) سمعة البيت الهاشمي بهروبه من ساحة القتال عندما ارسل له المنصور جيشا لانهائه وهو اول وآخر هاشمي يفر من ساحة القتال كما هو معروف تأريخياوعسكريا ان عدم كفاءة قائد او هروبه من ساحة القتال له تأثير كبير على الامة والمنطقة التي يقودها ان خطأ قائد ليس كخطأ طبيب الذي ربما في اقسى الظروف سيؤدي لموت المريض اما خطأ القائد فانه يؤدي لكارثة وكما حصل  مع الغراوي في الموصل , ان اهم ماجعل الغراوي يصبح قائدا لقوات الموصل هو تقديمه (هدية المنصب رشوة في شرائه) لمن جعله بالمنصب اعلاه ( كل صنوف التجار والمصرفيين واصحاب المحال والفنادق وحتى ساحات وقوف السيارات ” تدفع دفترخاوة “10000” دولار او اتاوة من كل ساحه” والا تبقى الساحه مغلقه ولاتفتح ويبقى عملك وتجارتك لاتدخل للمكان الذي تريد) ان قائدا يضيع وقته في التفنن في طريقة جبي الاتاوات من الناس في مدينة كالموصل وعمل على تقطيع اوصالها من خلال الحواجز الكونكريتية التي اعاقت الحياة الاقتصادية والتجارية والعامة بالموصل وقطعت ومزقت وفصلت الاحياء والمناطق الشعبية الا من مدخل واحد وانهت كل الطرق البينية في المدينة  وتاثيره الكبير على نفسية ومعنويات الناس والجمهور والشكاوى والاستغاثات التي ظهرت لكن دون اية فائدة او تاثير,وهو موضوع قديم منذ كان غنام قد عاث في الموصل وأرضها فسادا وعبثا وتقطيعا لاوصالها واحتجازا لابنائها وتعذيبا لمعتقليها وهو ماكشفت عنه سوداويته , واذا ماعدنا لنتحدث عن التعزيزات التي ارسلت من بغداد لوجدنا ان قوة من (200) فرد من عناصر سوات كانت مع قائد القوات المشتركة ( الفريق الاول عبود كنبر) صاحب التاريخ العسكري الابيض وسجله في بوبيان سنة 1991 معروف ومشهورلكنه سوده لاحقا بعمليات بغداد واحداث الموصل الحالية ,,,,,وقائد القوات البرية (الفريق الاول الركن علي غيدان ) والرجل معروف وهناك انتقادات كثيرة لأهليته العسكرية ,,, لم ترسل للتدخل في سير المعركة بل لتكون حماية لهم في الظروف القاهرة وفي حالة الانسحاب وهم اول من انهزم من ساحة المعركة وتركها مكشوفه مع السلاح والعتاد ( طائرات هليكوبتر ودبابات وناقلات اشخاص مدرعه وعربات مختلفه  وسلاح وعتاد ) وهذا مالم يحدث في تاريخ العسكرية العراقية عبر كل معاركها وحروبها في التاريخ  كما ان حضور كنبر وغيدان للموصل لم يكن له تاثير في ساحة القتال ولم يظهر اثره وآثاره المباشرة من خلال المتابعة اليومية لمجرى الاحداث الا القصف المدفعي بهاونات اضرت سكان المدينة وقتلت الاهالي وخربت ودمرت البيوت واحالتها ركاما وجعلت الماساة فيهم اكبر من تاثيرورمي قوات داعش عليهم بل جعلتهم يقفون موقفا يميل لصالح داعش بعد القصف المتعمد عليهم من قوات الموصل التي من المفترض انها تحميهم ولاتؤذيهم والتي حاولت المدينة من خلال محافظها ومجلسها ان تثنيهم عن القصف لكن دون جدوى  ,,في نفس الوقت فان القائد العام للقوات المسلحه لايملك من مقومات القيادة الا الاسم وليس له من تجربة شخصية عسكريه في ميادين القتال الا مايوصله له مستشاريه  فالرجل عمل مصححا لغويا وله الخبرة الكبيرة في هذا الميدان أما موضوع القيادة العامة للقوات المسلحة فهو بعيد كل البعد عنها وتجارب التاريخ تؤكد ذلك ( هذا المنصب يحتاج لخبرة مهنية شئنا أم أبينا وماوقع في مصر بنكسة حزيران  1967 بسبب قيادة عبدالحكيم عامر الفاشلة  معروفه ومشهورة بالرغم من ان الرجل ثوري وعسكري لكنه لم يكن يمتلك من مهنية القيادة مايسعفه بالموقف تجاه الصهاينة ) وهذا موضوع له تاثيره الكبير في ماحدث حاليا (ان منصب القائد العام للقوات المسلحه العراقية كان يرتبط دوما بالرئيس العراقي لانه في كل الحكومات التي جاءت بعد ثورة تموز1958 كان الرئيس فيها  قائدا عسكريا وهذا مايجعل تمكنه من السيطرة على القيادة العسكرية والقادة مسالة سهلة وممكنه له بخلاف ماحدث مع المالكي ويجب اعادة الاعتبارلاحقا للقائد العام للقوات المسلحه وهذا المنصب واعادته لاهله ومستحقيه من العسكر فالاختصاص والمهنية فوق كل الاعتبارات الاخرى وهذا ماأثبتته الايام في كل الاحداث في العراق قبل الاحتلال مع صدام حسين و بعد الاحتلال الامريكي مع الجعفري والمالكي , فمنصب القائد العام للقوات المسلحه في مصر مثلا هي لرجل مهني الا وهو وزير الدفاع ) لم نسمع خلال الايام الماضية اي تصريح او اشارة او تلميح له من قريب او بعيد ولاحتى في مؤتمره الصحفي عن مايجري في الموصل ,ان القادة والقيادة المحلية والمركزية والعامة لها تاثيرها المباشر والكبير والواضح على مجريات الاحداث وساحة القتال وكما هو معروف فان التاريخ هو حياة القادة وسجلهم والقائد وهم من يصنع التاريخ فكيف بقادة ليس لهم من القيادة الا الاسم ان الدرس المهم الذي نخرج به الآن هو ضرورة وأهمية اعادة دراسة تعيين قادة بمستوى تاريخ وعراقة الجيش العراقي ويكفينا ماحدث ودروسه المستنبطة هذا من جهة ومن جهة اخرى فان لاهل الموصل شئنا ام ابينا اعداد كبيرة من القادة والقيادات المعروفه لابد ان يكون لها دورها التاريخي في مسالة المشاركة في تحديد طرق ووسائل وأساليب الدفاع عن الموصل والعراق لاحقا .