ان مانمر به اليوم من احداث ووقائع قاسية ومؤلمة يجعلنا نفكر في اسباب الحدوث وترابطها مع واقعنا وسنكتشف سريعا جدا ان السبب المباشر لما نمر به هو نحن ولاغيرنا لاننا لم نكن مصداقا لقول النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم)حيث قال(من راى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان )اضافة الى كوننا ابتعدنا شيئا فشيئا عن شرعة الله تعالى التي تقضي بالمحبة والعمل الصالح وخدمة الاخرين وتنفيذ طاعاته عز وجل ,كذلك ابتعدنا عن ضوابط القوانين الوضعية والتي اشتق القسم الاكبر منها من شريعة السماء ,واهملنا انفسنا بالشكل الذي وصل بنا الى انكار انسانيتنا على نحو مريع واصبحنا كالانعام ان لم نكن اضل منها سبيلا .
اعود الى عنوان المقال وهو مؤلم على المسلمين والانسانية جمعاء فقد اراد الله تبارك وتعالى بارساله النبي الخاتم (صلى الله عليه واله وسلم )اراد للبشرية النهضة والصحو من الظلمات الى النور ,وعمل رسولنا الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم )على ذلك خير عمل ونجح في ايصال الرسالة وانقاذ البشرية وسن لهم دستورا لحياتهم يقيهم العذاب ونار جهنم ,لذلك فاي عمل او تصرف يخالف هذه التشريعات والعقائد هو يبكي نبي الرحمة (صلى الله عليه واله وسلم )ويجعلنا على كرسي الاتهام والادانة من الله عز وجل ,واعمالنا اليوم الى اين اوصلتنا وباعدتنا عن دين الله الحق ,لنستعرض بعضا من اعمالنا ونرى اين نحن مما يريده الله تعالى والانبياء عليهم السلام .
اول الاحداث تمزيقنا لوحدتنا الاسلامية واتباعنا اهواء الشيطان حيث ارادوا هذا فتفقنا فرق متجزئة لانلتقي في شيء سوى الاسم ,ولم نكتف بهذا بل لجانا الى تكفير بعضنا البعض واعتبرنا كل مايعترض فكر اي منا هو باطل يجب القضاء عليه ,وايضا ابتعدنا عن الشرع القويم الحاكم وذهبنا الى القانون الوضعي الذي يجامل في بعضه على حساب الاديان السماوية واعتمدناها بفرية الحضارة والتطور الفكري ,سكتنا عمن اساء لفكر الله ودينه الحق ولم ندافع عن التشويه المتعمد والتقليل من شخصية الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم )بل اغمضنا اعيننا عن استمرار الاساءة ولم ترف لنا طرفة عين اسى لهذا العمل الشائن ,بعده مارسنا القتل والتخريب والدمار لكل عناوين الحياة من انسان الى مال الى ارض الى مقدسات , واصبح يشار لنا بالارهاب برغم انسانيتنا وصفحنا عمن يسيء لنا , كذلك نعينا وبجدارة كل شخصياتنا التاريخية التي اثرت في الحياة وكان لها دور متميز في حياة الانسانية نعيناها واسانا اليها كثيرا بان اتبعنا الصبيان الغير منضبطين والذين يتحكمون بكل شيء بحسب اهواءهم وغاياتهم الوقحة ,ونسينا الله تعالى ويوم الاخرة القريب جدا علينا بل اعتبرنا من يؤمن بالاخرة هو واهم ولايدرك الحياة .
هذه الاحداث كلها وغيرها ممن لم اذكره هي الاسباب الحقيقية في مايحدث ويحصل لنا من ويلات ودمار على جميع الاصعدة الانسانية والفكرية والثقافية والاقتصادية وسيصل بنا الحال الى نكران الله عز وجل من شدة الالم ,الى اين نحن ذاهبون لانعلم سوى اننا تائهون غريبون في الدنيا لانعرف هدف وجودنا فيها وكاننا في عصر الظلام والضياع الذي سبق رسالة النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم ),علينا العودة الى رشدنا وان نستبق الخيرات والعمل الصالح والتسامح والعيش بمودة واحترام ومحبة مع الجميع لنصل الى ابتغاء مرضاة الله تبارك وتعالى ونكون نحن الرابحين .