18 ديسمبر، 2024 6:58 م

احتضار الطائفية في العراق

احتضار الطائفية في العراق

تخبرنا موجة الاعتراضات في لبنان والعراق عن سقوط الطائفية ونهضة شعور المواطنة المشتركة.
تحدثت زهراء المفتي( 42 عام) من ساحة التحرير بصورة سريعة نتيجة اهتمامها الكبير بقضيتها مع جريدة Klassekampen
النرويجية، وكان صوت الآلاف من حولها يطرش السمع وهم يرددون (الشعب يريد اسقاط النظام).
بعد الاحتلال الأمريكي في عام 2003 تم توزيع السلطة على مبدأ المحاصصة الطائفية، رئيس الجمهورية يجب أن يكون كردي، رئيس الوزراء شيعي ورئيس البرلمان سني.
لأكثر من أربعة أسابيع تظاهر الشعب العراقي بغض النظر الفئوية، الدينية والمذهبية والعرقية، أضافت الناشطة ضد
اللصوص الذين جاءوا على ظهر الدبابات الامريكية، قبل الاجتياح كان العراقيون يعيشون سوية كشعب واحد وكل شيء تغير بعد ذلك.
النخبة الحاكمة تنظر الى العراق على انه غنيمة لهم الحق الشرعي والقانوني باقتسامها مع بعضهم البعض، لهذا السبب فإن مطالبات الثوار لا تتوقف عند حدود الإصلاحات الاقتصادية والسياسية. هذا ما أوضحته المفتي.
سلطة القيادات الدينية
اضافت المفتي أن القضية تتعلق كذلك بـ ( كيف أن هذه الطائفية منحت القيادات الدينية سلطة مطلقة.) أعربت المفتي عن سعادتها لأن سلطة القيادات الدينية سقطت على ارض ساحة التحرير. للمذهب الشيعي مرجعيات قوية لم تتعرض للمعارضة في الشارع العراقي من قبل.
” الناس لا يتبعون ما يفرضونه عليهم اليوم. نحن نطالب كذلك بنهاية سلطة إيران التي جاءت نتيجة شرائها للأحزاب الدينية كخدم لها. قامت ايران بالإضافة لذلك بتأسيس وتمويل مليشيات موالية لها لذلك نطالب ايضا بحل هذه الميليشيات.
دولة ايران تربطها روابط قوية بكثير من القيادات الدينية العراقية، رغم ذلك قام المتظاهرين بمهاجمة القنصلية الإيرانية في كربلاء واطاحوا بالعلم الإيراني ورفعوا العلم العراقي فوقها.
بالإضافة لذلك قام كثير من الناشطين بحملة مقاطعة المنتوجات الإيرانية في وسائل التواصل الاجتماعي. قالت زهراء المفتي
” ستزول السلطة الإيرانية من العراق مع زوال هذه الحكومة الفاسدة المؤلفة من الأحزاب الطائفية”.
هي تعمل متطوعة في منظمة تساعد الأطفال المصابين بالسرطان، ولكن عندما بدأت الثورة التحقت بها وبدأت العمل في مفرزة طبية ميدانية تدار من قبل منظمة اتحدى في ساحة التحرير تخصصت بتوفير الادوية لبقية المفارز الطبية.
وعدنا عادل عبد المهدي بإصلاحات سياسية لكن المتظاهرين يطالبون بتغير شامل للسلطة.
التحديات
تقول المفتي من ساحة التحرير، جهاز الأمن في الساحة غير مسلح لكن الوحدة الأمنية المتمركزة على الجسر المؤدي الى الخضراء والسفارات تستخدم الذخيرة الحية تجاه من يحاول عبور الجسر. رغم ذلك تقول المفتي أن الجيش الوطني يقوم بحمايتنا،
“أما الميليشيات فهي تشكل الخطر الأكبر وقد وضعوا القناصين لاصطيادنا”
يقول البروفيسور محمد سليم من جامعة بغداد فرع السياسة والقانون ” سقوط الطائفية في العراق ولبنان بات وشيكا. النظام الطائفي في لبنان عمره أطول من النظام العراقي، لكن النتائج نفسها، أدرك شعب لبنان والعراق أن نظام الدولة المدنية هو الطريق الوحيد لضمان المساواة في الحقوق بين أبناء الشعب. وأضاف قائلا أن الشعب في اصبح يدرك تماما أن ايران قد تنمكن من خلال الطائفية من السيطرة على العراق اقتصاديا، سياسيا و اجتماعيا.
أكد البروفيسور صحة اقوال زهراء المفتي بأن التحديات الكبرى أمام العراقيين هي في الميليشيات ذات التسليح المتميز بالإضافة الى سوء الثقة بين الشعب والحكومة، لأن لمصلحة النخبة السياسية في العراق ولبنان هو استمرار الحال على ما هو عليه، ولن يتنازلوا عن السلطة إلا بمعركة ضدهم، وأضاف سليم أنهم يخافون من الملاحقات القضائية في حالة سقوط النظام.
تم ترجمة هذه المقاطع من مقال أعدته الصحفية آمال وهب لجريدة klassekampen في تاريخ 8 تشرين الثاني 2019
بعد ذلك التاريخ اتصل كاتب المقال بـ زهراء المفتي التي اخبرته عن خطورة الموقف، بسبب القسوة المفرطة وعمليات الاختطاف الممنهجة، ومنهم صبا المهداوي وعلي هاشم الذين تم تسليط الضوء عليهم خلال الأيام الأخيرة.
وبعد أن وصل عدد المختطفين الى أكثر من 350 شخص اطلق سراح من كانت حولهم ضجة إعلامية ولا يزال عدد كبير من العوائل ينتظرون مصير ابنائهن وبناتهم المجهول.