23 ديسمبر، 2024 3:02 م

احترق الاخضر بسعر اليابس

احترق الاخضر بسعر اليابس

عندما نضع الجاهل في منصب علمي رفيع نكون قد وضعنا النجاح في اسفل المقياس والفشل في آعلاه.
 أذا كيف تقنع الجاهل بآهمية بناء محطة كهرباء شمسية أذا كان لايعرف ما هي الكهرباء اساسا ! هنا يضيع العالم ( المقصود الرجل العالم ) العامل تحت مظلة الجاهل وعبثا يحاول آقناع مديره بجدوى التقدم ويتقدم عليه الكثيرون ممن لا يملكون عقله ولا قدارته لمجرد أنهم يستطيعون التملق للمدير او رئيس الدائرة والتقرب اليه بالهديا وبأفكار توازي الجهل الذي يحمله فيصبح الفانوس الذي يضيء بالكازولين اعظم اختراع لا بل هو ثورة في عالم المعلوماتية بالمقارنة مع مايملك الجاهل من معلومات .
ترى كم عالم عراقي ضاع وكم فكرة أونظرية كان يمكن لها أن تغير مجرى نهر الحياة العراقية ضاعت لمجرد أن صدام حسين أراد دخول حرب.
 لو فرضنا جدلا بأن الله هو الذي آختار صدام حسين كقائد ضرورة.
 فهل يعني ذلك أن الله كان يكره العراقييين كرها شديدا ؟؟
 أم أن الله كان يريد تلقين العراقيين درسا بليغا في عدم ترك مقود البلاد بيد الجهال من الناس ؟؟  أم أن الله كان يمني النفس بأن يثور العراقيين على صدام حسين ويبعدوه عن قيادة السفينة العراقية ؟؟
 وبغض النظر عن آي جواب نختار لماذا لم يُستبدل صدام بقائد آكثر علما؟؟
 فهل يعني ذلك أن كراهية الله قد زادت على العراقيين؟؟
 أم يعني ذلك ضياع عقول عراقية أكثر من السابق؟؟
 هل هو مزيد من الضياع العقلي العراقي ؟؟
يبدوا لي باننا نعيش حالة من العقاب الجماعي المزمن اذ أن أجيال وأجيال من العراقيين ترمى قسرا الى محرقة العقول والسؤال لماذا ؟؟
كنا نقول من أجل النفط ولكن حنفيات النفط العراقي فتحت على نهايتها ليشرب منها القاصي قبل الداني والعراقييون ينظرون ويتحصرون عيونهم تتطلع الى السعودي والكويتي والاماراتي وحتى الاردني ويتسائلون لماذا نحن؟؟
لإيجاد جواب على سؤال مستعصي علينا الخروج من الصندوق والنظر من الخارج لمشكلة العراق وخارج صندوق العراق ماذا نرى ! أولا إيران وثانيا الكويت وثالثا آسرائيل ورابعا الاكراد وخامسا الاردن وسادسا مصالح دولا غربية تبعد عن العراق قليلا لكنها تعتمد على العراق لديمومة الحياة فيها وبما أن قانون الغاب له اليد الطولى على كرتنا الارضية حيث أن القوي يأكل الضعيف صار لزاما علينا النظر الى نقاط الضعف. فصدام وأن كان جاهلا لكنه لم يكن إعمى ومن حوله وأن كانوا وصوليين وانتهازيين الا أنهم لم يكونوا قليلي خبرة فدخوله للكويت وان كان مصيدة أوفخا نصب له ألا أن الطعم الذي أستخدم كان فيه من الحقائق ولو شيء بسيط فالكويت كانت تسرق نفط العراق من الحدود المشتركة وآكو مثل عراقي جميل يقول (ما شافوهم من ديبوكون سمعهم من دا يتعاركون على القسمة )
فالنزاع بني على سرقة النفط وأستغل لجر صدام الى حرب أذاقت العراقيين نارا مازالت الى يومنا هذا تحرق فلذات اكبادنا .فأحترق الاخضر بسعر اليابس .
ومنذ زمن بعيد آصبحت آرى في آحلام اليقظة بلسما لكثير من الجراح لذا سأجركم لواحد من تلك الآحلام ماذا كان سيحدث لو أن صدام حسين أستمع لنصيحة آحد الحكماء ولم يغزو الكويت وبعث لهم رجال حكماء عقلاء ينصحونهم بعدم سرقة النفط فهل كان حكام الكويت سيستجيبون لطلب حكماء العراق ؟؟
 الأن تخيلوا أنكم حكام الكويت ماذا سيكون ردكم على مثل هذه النصيحة هل ستستجيبون لطلب جارتكم العراق ؟؟ أم أن منظر بريق الذهب الآسود سيعمي العيون ؟؟ أم سيتدخل احد المتربصين المنتشرين حول الطرفيين للأصطياد في الماء العكر والأستفادة من الفرصة المتاحة للأنقضاض على الطرفين مرة واحدة وبالتالي ضرب عصفوريين مكتنزين وذبحهما معا بحجر واحد . فأحترق الاخضر بسعر اليابس .
لأختيار من متعدد سيكون للجواب الثالث حصة الأسد من الاختيارات والثاني حصة النمر والاول حصة الأرنب و لو ذهبنا الى لغة الرياضيات فأن آحتمال تحقق الجواب الأول ضعيف جدا بينما يحتل الجواب الثالث الآحتمالية الأقوى مما يؤدي بنا الى حقيقة مرة أن الحرب العراقية الكويتية كانت ستحدث بنسبة 65% حتى لوكان العراق يحكمه شخص يحمل مواصفات الرسل والأنبياء وهنا لا أريد ابدا ان أبرء صدام من دم العراقيين ولست من مؤيده اطلاقا ولكني أعيش حلما من آحلام اليقظة واريد أن احققه …. فاحترق الاخضر بسعر اليابس ….