يقول مثل شعبي عراقي مع شىء من الحداثة ” اذا ضربت أوجع واذا أطعمتْ إشبع واذا فرهدت لاتقصّر ” !!
ومن عجايب وطن الخرافة بعد اربعة آلاف عام على قانون حمورابي في مسلته ، التي جاء فيها ” إذا سُرق منزل أحد المواطنين، ولم تستطع الشرطة القبض على الحرامي، فعندها يجبر الشرطة على تعويض المواطن من رواتبهم عقوبة لهم على تراخيهم وإهمالهم”، اما السارق فعقوبته القتل في عدّة مواد من المسلة !
بعد كل هذا الزمن والمواد لمحاربة اللصوصية ، يظهر لنا احد”ابطال” سرقة القرن المطلق السراح ،ليطلب من المحكمة ان ” تقسّط “عليه دفع الاموال التي سرقها ، بل يطالبها برفع الحجز عن عقاراته ومن بينها عقار في الاردن حتى يستطيع السفر ” يغير جو لأن الرجل متضايق كلش “، والاعجب والاغرب والادهش انه يطالب ان تجري تسوية سرقاته بسعر صرف الدولار الحالي 1320 دينار للدولار الواحد وليس 1460 دينار في زمن حدوث السرقة .
احترم هيثم الجبوري لانه يعترف ويقرعلنا بانه،بحسب مطالعته للمحكمة، سدد 4 مليار دينار”ميشتهي”مطالبا باعتبار مبلغ 5 مليار دينار دفعة ثانية من المسروقات بحسب الصك المصدق لدى المحكمة بهذا المبلغ ” شوف المليارات عزيزي “!
ستلاحظ الاصرار على السرقة داخل السرقة حين طالب الجبوري في مذكرته ، ان تجري تسوية مبلغ السيولة النقدية البالغة مليون ومائتي وخمسون الف دولار بسعر التصريف الرسمي وليس بسعره وقت حصر الاموال المسروقة، ولو وافقت المحكمة على طلبه هذا سيكون الفرق مليار و150 مليون دينار تذهب الى جيبه مباشرة وهو ما اطلقنا عليه “السرقة داخل السرقة “!
لااحد يسأل السيد الجبوري من اين لك كل هذه الاموال؟ وكيف جنيتها بعرق الجبين ؟
نحن ليس لدينا غير الكلام والاحتجاج على هذا النهب المنظم لحقوقنا والتراخي في الحكم على لصوص انتجتهم سلطة افسد منهم واكثر شراهة.
ليس لدينا غير الكلام نهديه لهم من اغنية ” احترامي للحرامي ” التي كتب كلماتها المبدع عبد الرحمن بن ساعد ولحنها المغرد امير عبد المجيد وغنتها باحساس مميز لايتكرر المطربة آمال ماهر ..وبعد بكيفكم !
احترامي للحرامي ..
صاحب المجد العصامي/ صبر مع حنكة وحيطة/ وابتدا بسرقة بسيطة / وبعدها سرقة بسيطة/ وبعدها تعدى محيطه / وصار في الصف الأمامي.
احترامي للحرامي..
صاحب النفس العفيفه / صاحب اليد النظيفه/ جاب هالثروة المخيفة / من معاشه في الوظيفة / وصار في الصف الأمامي.. احترامي للحرامي !!