23 ديسمبر، 2024 3:51 ص

احترافية الجيش العراقي : دراسة في الدور الامريكي ما بعد داعش

احترافية الجيش العراقي : دراسة في الدور الامريكي ما بعد داعش

سي.انتوني بفاف*
كانون الثاني 2020
معهد الدراسات الاستراتيجية –الكلية الحربية العسكرية الأمريكية**
مراجعة وعرض :أ.م. د.باسم علي خريسان***
يعد الجيش العراقي من الجيوش المهمة في منطقة الشرق الاوسط حيث تعود نشأته الى بداية القرن العشرين لكن مع ذلك واجه العديد من التحديات الداخلية والخارجية التي كانت وراء تراجع دوره و احترافيته العسكرية ولعل في مقدمة تلك التحديات تدخله في السياسة ومشاركته في العديد من الانقلابات العسكرية، بالاضافة الى ادخاله في العديد من الحروب العبثية لينتهي به الامر في العام 2003 الى الحل ليتم تأسيس جيش جديد، الامر الذي يتطلب الكثير من الجهد المادي والمعرفي الداخلي والخارجي وبالاخص الدعم الامريكي لتطويره وتعزيز احترافيته، وهذا ما تحاول هذه الدراسة التي تقدم بها الكاتب (سي.انتوني بفاف) والصادرة عن معهد ستوكولهم دولي لابحاث السلام في كانون الاول2020، حيث يعمد الكاتب الى تبني فرضية اساسية بان من اولويات الولايات المتحدة الامريكية بعد هزيمة داعش العمل على بناء جيش في العراق يتمتع بالاحترافية وذلك من خلال الاتي:

اولاُ:توحيد قيادة الجيش العراقي
1-تشجيع العراق على تعيين وزير دفاع غير طائفي قادر على ادارة الملف الامني في جميع المؤسسات الامنية بما فيها مؤسسة الحشد الشعبي.
2-تجنيد وتدريب القادة الصغار الذين يستجيبون من خلال التسلسل العسكري لاوامر القيادة في وزارة الدفاع وتشجيع الحكومة العراقية للعمل بطريقة هادئة على تعيينهم في المراكز القيادية.
3-الاستمرار في تحديد سلسلة القيادات البديلة والعمل على تشجيع استخدامها عن طريق تقوية السلسلة الرسمية،ومن اجل تسهيل ذلك على المستشارين الامريكان تقوية الروابط بين وزارة الدفاع ومركز قيادة العمليات وقائد الجيش.
ثانياً: الفساد
1-تقديم الدعم الامريكي الذي يتضمن التدريب والتجهيز للوحدات التي تمارس الرقابة على الفساد.
2-ا لاستفادة من الدعم الأمريكي لجعل العراقيين يتبعون الاجراءات المطلوبة للحد من فرص الفساد ،
3- الاستفادة من التكنولوجيا بقدر ما يستطيع العراقيون استيعابها بشكل يكفي لتعزيز اجراءات مواجهة الفساد.
4-تشجيع القيادة العراقية العليا على التطوير ونشر ألاخلاقيات المهنية المتوافقة مع الثقافة العراقية التي تساهم في تأسيس هوية عراقية للجيش وتشجيع الالتزام بالمثل الإنسانية والكفاءة والفعالية و الإشراف المهني.
علاوة على ذلك ، فإن اللحظة الحالية في تاريخ الجيش العراقي تعطيه زخماً نادراً للإصلاح، المحفز لهذا الإصلاح هو كلا من الحاجة طويلة الأجل المتوقعة له لمواجهة داعش والفوائد التي يجنيها العراق من خلال اداء دوراً أمنياً فاعل كعضو مقبول في المجتمع الدولي الكبير. وهكذا،الهدف طويل الأجل للتعاون الأمني ​​الأمريكي مع العراق هو تأسيس جيش عراقي يكون شريك أمان قادر على المشاركة في ترتيبات المنطقة الأمنية بنفس الطريقة المعمول بها في الأردن والمملكة العربية السعودية وحتى عمان، يعتمد الوصول لذلك على التطورات السياسية ،حيث تمتلك الولايات المتحدة الامركية قدرات محدودة للتاثير والسيطرة في العراق ،الفشل في استيعاب الجيش العراقي سوف يساهم في فتح المجال للفصائل العراقية المتنافسة في تقوية سلسلة القيادة البديلة ويقوض الوحدة المطلوبة للحد من تاثير الفساد والطائفية، ما لم يتم معالجة هذه العوامل بواسطة برنامج المساعدة العسكرية الأمريكي الطموح سيبقى الجيش العراقي أحد أقل القوات المقاتلة فعالية في العالم العربي رغم شجاعة جنوده ، أوجه القصور في الجيش العراقي والأجهزة الأمنية الأخرى المحددة في هذه الورقة ينبغي ان تكون الاساس في تحديد نوع ونطاق التعاون الامني الذي ينبغي ان تقوم به الولايات المتحدة الامريكية في العراق.