22 ديسمبر، 2024 7:21 م

احتجاز الحريري .. من زاويةٍ اخرى !

احتجاز الحريري .. من زاويةٍ اخرى !

هل يمكن الإفتراض أنَّ عملية حجز او إخفاء سعد الحريري في الرياض كان يراد لها أن تبقى كلغزٍ محيّرٍ اقرب الى احجية .! , لا بدّ أنّ هنالك صعوبة ما على تبنّي مثل هذا الإفتراض برغم وجود مسحاتٍ من المقبولية فيه , حيث أنّ ” العملية ” لم تكتمل بعد , ولعلها في بداياتها وقد تغدو لها فصول او محطات متقاربة , بالرغم أنّ الإبهام السعودي في الحدث لا يتحمل الأنتظار اكثر .!

ما يلفت الأنظار بحدّة وشدّة أنّ كلتا وزارتي الخارجية الأمريكية والبريطانية تلتزمان الصمت تجاه هذا التصرف السعودي , وكأنهما على علمٍ مسبق به وبتفاصيله .! كما أنّ تصريح وزير الخارجية الفرنسي ” جان لودريان ” الأخير بعد زيارته للسعودية بأنّ < الحريري يتمتّع بحرية الحركة ! > فمن الواضح أنّ تصريحه هو لدعم الموقف السعودي او بطلبٍ من السلطات السعودية > وذلك بناءً على توافقٍ في الرؤى وعلى الهدف من عملية الأحتجاز , وما يدحض تصريح الوزير الفرنسي ” على الأقل ” : هو منع الحريري من استخدام الهاتف النقّال , وتجريده وحمايته من كافة هواتفهم فور وصول طائرة الحريري الى الرياض , كما لم تعد هنالك من دواعٍ للقول أنّ السلطات السعودية لا تسمح لأيٍ من وسائل الأعلام بلقاء الحريري ! , بل وحتى مع عائلته التي تسكن في الرياض والتي جميعهم يحملون الجنسية السعودية , ولعلّ موضوع منح هذه الجنسية هو السبب الأكثر ضعفاً ليسوّغ احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية هناك .! ,

يبدو لنا في ” الإعلام ” أنّ عملية حجز الحريري لم تكن هدفاً بحدّ ذاته بقدر ما كانت وسيلة لتقويض حكومة الحريري في بيروت , واستبدالها بحكومة ٍ جديدةٍ يحظر على حزب الله المشاركة فيها , وذلك بالتناغم والتواؤم مع الموقف الأمريكي – الغربي للحد من نفوذ حزب الله في المنطقة , وتشكيل ضغط سياسي لبناني على هذا الحزب , ومع ذلك فقد لا يبدو ما يترآى لنا في ” الإعلام ” دقيقاً .

ثُمَّ , لا يمكن اغفال او التصوّر أنّ هذا السيناريو السعودي الهائل والمدوّي والذي جرى تنفيذه بحزمٍ , قد كان ايضاً بتسرّع في حساب المضاعفات والنتائج المرئية وغير المرئية .! فمهما افرزت عملية ” الأحتجاز ” من نتائجٍ ما سلباً او ايجاباً , فماذا سيتحدث و ماذا سيكشف الحريري اذا ما جرت اعادته الى بيروت يوماً ما ! , وبأيِّ زاويةٍ من الحرج سيقع السعوديون فيها آنذاك .! أمْ هو البديل الآخر بأن لا عودة للسيد الحريري مطلقاً ويبقى رهن الأعتقال .!؟ , وماذا ايضاً عن هياجٍ شعبي – جماهيري في لبنان لإستعادة الحريري , وماذا كذلك لو قامت الجاليات اللبنانية في مختلف دول العالم بأطلاق التظاهرات أمام السفارات السعودية في تلكُنّ العواصم .!
وَ ” بتواضعٍ ” كتبنا يوم امس في تغريدةٍ في تويتر أنَّ < بنفسها ورّطت السعودية نفسها !…