23 ديسمبر، 2024 5:39 ص

احاديثٌ وحكايا في ندوة السفير المصري في بغداد

احاديثٌ وحكايا في ندوة السفير المصري في بغداد

تنبغي الإشارة الى أنّ 3شخصيات عراقية رفيعة المستوى قد استبقوا حديث السفير المصري السيد ” وليد محمد اسماعيل ” , حيث اسهب ا.د محمود علي الداود – رئيس قسم الدراسات السياسية والستراتيجية في بيت الحكمة , وهو السفير المخضرم للعراق في العديد من الدول ومنذ عهد الرئيس السابق عبد السلام عارف , والى منتصف سبعينيات القرن الماضي , في حديثٍ مفصّل عن العلاقات بين مصر والعراق منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , وكذلك الأمر لحديث ا.م.د خالد عبدالإله – عميد كلية العلوم السياسية \ جامعة المستنصرية , بالإضافة الى السفير محمد الحاج حمود – مستشار وزير الخارجية , وفي الواقع فإنّ اولئك السادة الثلاث قد اثروا واغنوا الحضور بشأن ابعاد ومداخلات ! العلاقات بين مصر والعراق , بما يفوق كثيرا ما تحدّث به سفير مصر .!

أمّا السيد السفير وليد محمد الذي في اربعينيات السّن , فكان يتمتّع بكاريزما عالية في شخصيته وفي اسلوبه في الإلقاء الذكي , وبدا انّه من الدبلوماسيين المحترفين .

لوحظَ أنّ ” سعادته ” تجنّب الحديث عن المواضيع الحسّاسة سواءً في عموم السياسة الخارجية لمصر وفي العلاقة مع العراق , وكانت محاضرته مفيدة وممتعة , كما ذكرَ في بداية حديثه أنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يقم بزيارة ايّ دولةٍ وفي فترةٍ قصيرةٍ سوى العراق .!

ولا شكّ أنّ ذلك محسوبٌ للسيد الكاظمي .

ثُمّ وفي معرض حديثه عن الجانب الإقتصادي بين مصر والعراق , ومسألة التكافؤ المفقود بين الإستيراد والتصدير , فذكرَأن لايوجد في العراق ما يمكن استيراده , والصناعات مفقودة , وإنّ ما يقال عن امكانية استيراد التمور العراقية , فإنّ مصر تتفوّق على العراق في زراعة وانتاج التمور والنخيل نوعياً وكميّاً , وغدت مصر في مصافّ الدول الأولى في العالم في هذا الشأن , وبخصوص النفط فإنّ القاهرة تستورد كمياتٍ من النفط العراقي وبأقلّ ممّا تطلبه .!

وكما اشرنا في اعلاه فسفير مصر توخّى الحذر في حديثه عن المسائل ذات الحساسية في سياسات مصر الخارجية ومع العراق بشكلٍ خاص , ويمكن القول أنّ مجمل حديثه المنتقى بعناية كان عن خطوطٍ عامة ورئيسية عن الدبلوماسية المصرية ضمن العلاقات الدولية مع العالم الخارجي والعربي .

ايضاً , وحيثُ نهبط وننحدر نحو اختزال الحديث عن تفاصيل هذه الندوة الدبلوماسية الثريّة ” مع صعوبةٍ في اختزالها ” , فقد استوقفتني إحدى فقرات حديث السفير , حيث أشار أنّ الحكومة المصرية شرعت بتشييد العاصمة الإدارية الجديدة التي ستضمّ كافة وزارات ومؤسسات واجهزة الدولة وبطريقةٍ يُمنع فيها استخدام الورق والقلم .! انها الحكومة الألكترونية العادلة والمنصفة , < وبينَ نفسي ونفسي قارنتُ ذلك بما وصل اليه التضخم في الروتين الإداري في العراق وما يرافقه ممّا يكاد يجتذب نزول الأدمع مغناطيسياً او تلقائياً  > .!

   ثُمّ ايضاً , وإذ كانَ هنالك ثناءٌ كبير من الحضور على حديث السفير المصري ومحاضرته الشيّقة , فآثرتُ تجميد او تعليق مداخلتي النقدية على ما تطرّقَ اليه واستعرضه , تجنّباً لإحراجٍ ما لبعض المسؤولين في وزارة الخارجية والجوّ العام للندوة , لكنّه وبإنتهاء الندوة وبإنتقالنا الى القاعة المجاورة او الملاصقة المخصصة لتناول وارتشاف القهوةِ والمرطبات وما الى ذلك , فكانَ هنالك حديثٌ ودّيٌ بيني وبين السفير , بدأته بأنّه لم يتطرّق الى ما يجري في محاولة تسويته بين تركيا ومصر حول قضية قادة الإخوان المسلمين المصريين المقيمين في انقرة , بإفتراضٍ مصريٍّ قائم لمحاولة تسليمهم الى السلطات المصرية ” والتي لم تنتهِ بعد , وصعوبة ذلك تركياً وما قادت اليه من تجميد انشطتهم الإعلامية , ثُمَّ طرحتُ عليه الإستغراب والإندهاش لتجنّبه الحديث عن الوضع المتأزم بين مصر واثيوبيا حول ” سدّ النهضة ” وتداعياته والتي كادت توصل الأمر الى الحافّات الحادّة الى حالة حرب , لولا حالة التمرّد الداخلي في اثيوبيا , والتي تتحكّم بمجرى نهر النيل الى مصر .! , لكنّ السفير المصري الحاذق قد اختزل التحدثّ عن بطريقةٍ دبلوماسيةٍ – غير دبلوماسية .! بأنّ الوقت المخصص < ولم يكن هنالك من وقتٍ مخصص لمحاضرته > , فلم يكن كافياً .!