التقارب الورقة الاخيرة التي تلعب بها كل من السعودية وتركية من اجل دعم الارهاب وخاصة وان هذه العصابات تعيش الايام الاخيرة من عمرها والاستعدادات الكبيرة التي تعدها الحكومة العراقية عسكرياً للقضاء على هذه المجموعات وملامح النصر الاتي يمد ذراعيه في القريب العاجل انشاء الله.
والمعلوم قد شهدت العلاقات السعودية التركية خلال العام 2015 تطوراً كبيراً على عدة مستويات أهمها السياسي الذي تحول فيه البلدان من علاقة التعاون إلى علاقة التنسيق الاستراتيجي، فبعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز اعتبر خلفه الملك سلمان أن هناك تطابقا كبيرا في المصالح الاستراتيجية بين الرياض وأنقرة خاصة فيما يتعلق بتوافق الرؤى تجاه الأزمة السورية وبسط الطائفية وفي دعم التيارات المتطرفة ، ما دفعه إلى استغلال هذا التلاقي الكبير في مصالح البلدين والدفع في اتجاه تعظيمها وتحويلها إلى تحالف إستراتيجي، وهوما تم الإعلان عنه في زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية نهاية ديسمبر 2015.
ومن هنا نلاحظ الاصرار من قبل اردوغان في ابقاء القوات التركية في شمال العراق والمشاركة في ” قتال داعش ” هذه الكذبة المفضوحة التي أثارت ضحك الشارع العراقي وسخريته بشده وكيف افاق من نومته بعد هذه الفترة العصيبة التي تمر بالمنطقة الم يكن هو جزء مهم من وجود هذه العصابات المجرمة وساهم في انشائها ودعم وتقديم كل الممكن من اجل خلق التوتر والعودة الى الامبراطورية العثمانية التي يحلم بها في المنطقة . لم تأت الاتهامات التي وجّهت لتركيا، وتحديدا لحكومة رجب طيب أردوغان، عندما كان رئيسا للحكومة وعندما أصبح رئيسا للدولة من فراغ، فقد كشفت تقارير استخباراتية أن تركيا تنتهج سياسة الكيل بمكيالين، فهي من جهة اعلنت في اكثر من مرة “مباركتها” للتحالف الدولي العسكري ضد داعش، ومن جهة أخرى احجمت عن الانضمام للعمليات العسكرية لمحاربته، ومن باب اخر أن أنقرة فتحت منذ احتدام الصراع في سوريا والتغيير في العراق، أبوابها لمختلف المجموعات المسلحة التي تدعي المعتدلة والمتشدّدة. ومع ظهور بوادر ضعف جماعة الإخوان المسلمين، كقوة معارضة، وفشلها في تغيير مجرى الأحداث على غرار ما حدث في مصر وتونس قبل حوالي خمس سنوات، قرّر رجب طيب أردوغان، الذي كان وقتها رئيسا للحكومة التركية ومأخوذا بحلم بسط النفوذ العثماني في منطقة الشرق الأوسط، التوجّه إلى الجناح الدموي المتطرّف، الذي سيساعده على الثأر من العراقيين إلى جانب تحويل وجهة الصراع في سوريا من ثورة سلمية لإسقاط النظام إلى حرب مسلّحة.
ويعدّ التقرير الذي نشرته شبكة “cnbc”، وأعدّه ديفيد ل. فيليبس، مدير برنامج بناء السلام وحقوق الإنسان في جامعة كولومبيا، من أكثر التقارير المثيرة للاهتمام حول العلاقة الخفية بين تركيا، وبالتحديد الجانب “الأردوغاني” الدكتاتوري وتنظيم داعش الارهابي.
يشير فيليبس في هذا البحث، إلى أن أعضاء في البرلمان التركي وشخصيات بارزة، التقاهم خلال زيارته إلى تركيا، ألمحوا إلى وجود علاقة مشبوهة بين مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية وتنظيم داعش الغير الإسلامية.
كما ان هناك أعضاء من البرلمان التركي اعلنوا كثيراً وفي مناسبات مختلفة من أن حكومة العدالة والتنمية تدعم ( الجهاديين ) بتسهيل سفرهم عبر المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا
جدير بالذكر أن هذه الهيئة المعروفة اختصارا، بـ(HHI)، هي منظمة خيرية إسلامية لها باع في دعم الجماعات المتطرفة. وقد تأسست هذه الجمعية الخيرية، التي تنشط في 120 دولة، عام 1992 بغرض مساعدة المسلمين في البوسنة، وقامت بأعمال إغاثة في أماكن مختلفة من العالم. هذه المنظمة قريبة من حزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي كان حتى فترة قريبة يمتنع عن تسمية داعش جماعة إرهابية، الأمر الذي يدفع إلى ترسيخ الظن بأن تكون هذه المنظمة هي صلة الوصل بين أردوغان والتنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا ومنها داعش.
ذكرت وسائل الإعلام الألمانية ، نقلا عن مذكرة من الحكومة الاتحادية جاء فيها، أن الحزب الحاكم في تركيا-العدالة والتنمية-، ورئيس البلاد رجب طيب أردوغان، يقدمون دعما للإرهابيين في سوريا ومصر ووالعراق واليمن.
فيما قالت شبكة “سبوتنك” الروسية في نسختها بالانجليزية، إن ردا كتابيا لحزب اليسار في ألمانيا، اطلعت عليه إذاعة ARD، يوضح الروابط الأيديولوجية التي كانت قائمة بين حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العدالة والتنمية والمتطرفين في الشرق الأوسط لمدة خمس سنوات على الأقل.
وأضافت أنه “نتيجة للأسلمة التدريجية للسياسة الداخلية والخارجية لأنقرة، في المقام الأول منذ عام 2011، تحولت تركية إلى منصة عمل مركزية لتجمعات المتطرفة باسم الاسلام في منطقة الشرق الأوسط”.
وأشارة الشبكة إلى “أن العديد من مظاهر التضامن والإجراءات لداعمة لجماعات الارهابية في سوريا والعراق ” من جانب أنقرة تؤكد التقارب ولعل التقارب الجديد الى المملكة العربية السعودية التي قامت قبلها (بالتحالف مع دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر) هو اساسي و مهم للقيام بدور اعظم واقوى ومعلن في إفشال عملية التحول الشعبي في المنطقة العربية بعد الثورات التي حصلت في العديدة من بلدانها. وهي لم تتخلَّ عن هذا الدور ومستمرة في ضرب تلك الحركات في القلب ، اذاًهو جزء من التنسيق و محطةً مهمة في مسيرة التقارب التي بدأت بين البلدين قبل نحو عام . وكانت العلاقات التركية السعودية شهدت قبل ذلك تدهورًا زادت في حدته الخلافات في مصر، وتجلّى هذا التدهور أيضًا في عدم التنسيق والتنافس في سورية؛ وذلك قبل أن يتمكن البلدَان من إعادة تعريف مصالحهما في المنطقة وبدء مسيرة تقارب دفعت إليها جملةٌ من الامور أخذت تفرض نفسها عليهما بقوة في ظل حالة قرب انهيار داعش في الموصل التي تعتبره انقرة جزء من كيانها وتحلم في اعادته ومن هنا لابد من استراتيجية جديدة ،
والمعروف عن حكومة الرياض التي لاتزال مستمرة في خروقاتها لمنظومة الحياة الحرة الكريمة ، وتضع القوانيين الدولية خلفها دون ان يحرك المجتمع الدولي ساكناً اذ يكتفي في اقصى الحالات بأصدار بيانات شديدة اللهجة احياناً دون خطوات ايجابية للحد من معاناة الانسان السعودي ويرجع هذا الى المصالح التي تربط بين القوى العالمية والمملكة اذ تعتبر لدى الاخيرة رابع ميزانية لاقتناء الاسلحة العسكرية في العالم .والتي اخذت الاستفادة منها في حربها ضد البلدان الفقيرة مثل اليمن وسورية والعراق على اسس طائفية وضد حقوق الانسان.
وطبعاً طمعاً في التعاون بين السعودية وتركيا يكفل استثمارا جيدا للأموال السعودية دون الحاجة للغرب خصوصا وأن أنقرة أصبحت تعاني وتشهد تدهوراً اقتصادياً كبيرا والمال السعودي قد سيحقق لها نوعاً من الثبات في التعامل مع أوروبا .