كل حدث او تحرك او تصريح او كلمة في عراق اليوم .. يفسر على ان وراءه اجندة .. خارجية او اقليمية او دولية ..وربما كونية ؛ ينفذها هذا الطرف او ذاك على ارض هذا الوطن المبتلى ..منذ ثلث قرن بالتمام والكمال
واكرر قولي ثانية وثالثة وعاشرة ان الشعب المسكين ..والمواطن البسيط على وجه التحديد لا يعرف اولا معنى الاجندة .. وان القلة القليلة التي تعرف معناها تؤمن يقيناً انها مجرد ورقة تراشق اعلامي بالمدفعية اللسانية واللفظية الثقيلة..وانها وسيلة للهروب او التهرب من المسؤولية ..او المشاكل التي استعصت على الحل ولا يبدو في الافق اي امل في حلّها ..فيما تحجم الجهات التي تروج لهذه النظرية عن التصريح بالجهات التي تقف وراء هذه الاجندة..مكتفيةً باشارات ضبابية اوهلامية ..والقاء المسؤولية على دول ومنظمات واطراف واجهزة مخابرات لا تسميها على الاغلب
والامثلة على وجود الاجندة في العراق كثيرة ولا تعد ولا تحصى ..وتحفل بها صحفنا وفضائيتنا ووتصريحاتنا ومجالسنا ليل نهار..فقضية نائب الرئيس المحكوم عليه تنفذ باجندات تركية هدفها تقسم العراق طائفياً واعادة نظام الخلافة العثمانية ..وتظاهرات الانبار والموصل وغيرها والعصيان المدني ومطالب الناس فيها ( وغالبيتها مشروع ) وراءها اجندة قطرية سعودية صهيونية الخ ..وبالمقابل فان اغلاق منفذي طريبيل والوليد وراءه اجندة ايرانية ….مثلما كانت الاجندة الايرانية وراء الدعوة لاقامة اقليم الجنوب فيما تقف الاجندة الخليجية والغربية وراء الدعوة لاقليم الانبار..وانسياقا وراء ذلك ؛ وحسب طبيعة الاشياء فان التظاهرات المطالبة بالكهرباء او الخدمات كانت وراءها اجندات.. كما ان انتقاد عجز الدوائر الخدمية والبلدية في جميع المناطق بالتعامل مع طوفان الامطار الاخيرة الذي اغرق البلاد والعباد..كانت وراءه اجندات اقليمية..ووراء استبعاد البصرة من استضافة خليجي 21 والتشكيك بمنشات المدينة الرياضية وراءه ايضا اجندات مجهولة الهوية .. والتشكيك بصفقات السلاح وملف البنك المركزي والخدمات المفقودة والبطاقة التموينية والكهرباء التي طال رقودها في غرف الانعاش ..والشلل التام في البلاد ( باعتراف دولة رئيس الوزراء وليس اعترافي ) كلها وراءها اجندات..واذا اردتُ الاستمرار بالاحداث والتصريحات التي وراءها اجندات فسأحتاج حتما الى موسوعة ..وستقفلون الصفحة حالاً ( وهذا من حقكم ) لانكم ستمضون وقتاً فارغاً وقد تكون وراءكم اجندات شيطانية والعياذ بالله
اما الشعب المسكين .. الذي يراقب الاجندات تنهال عليه من كل جانب وحدب وصوب ..ولا درع يحميه من شررها ..فلا اجندة له هذه الايام سوى ان يعود لاعبوه من بطولة الخليج بالكاس العتيد بعد ربع قرن من اخر لقب ..وان يقترن ذلك بمنح البصرة حق استضافة البطولة القادمة ..وعسى ان يتحقق ذلك لينسى الشعب همومه مؤقتا..ويتيح الفرصة للسياسيين والمسؤولين ليهنأوا الشعب بالفوز ( وهم فالحون جدا في ذلك ) ولكن ..بعيداً عن الاجندات الخبيثة التي تتربص بنا .