18 ديسمبر، 2024 6:29 م

لحن النواقيس يسمع في الفجر تدق الاجراس وفي الفجر صوت الاذان يرفع وفي المعابد والهياكل والصوامع تتلى صلوات ويرفع دعاء كل بحسب لغته وكل بحسب معتقداته وميوله ومذاهبه .
في هذا العالم الواسع هنا وهناك كلمة الله هي العليا وكلمة الله هي يا انسان احب اخيك الانسان في الله ولله احب لأخيك ما تحب لنفسك, في كل مدن العالم منارات للمحبة ومواضع لإقامة الصلوات وفيها تتلى ادعية شتى بلغات العالم تتلى كل الاصوات تقول : (يا انسان كلمة الدين الاولى هي حب الله وحب الانسان للإنسان).
في كل مكان من هذا العالم افراد ومجموعات تجتمع في الطرقات في المصانع في المعامل في المدارس في الجامعات في المدن في الريف في عمارات مختلفة تعلو بطوابقها الشاهقة في المدن الكبيرة والصغيرة في القرى النائية في الازقة الضيقة في كل ركن وفي كل زاوية في هذا العالم الذي اصبح بفعل وسائل تكنلوجيا الاتصال الحديثة قرية صغيرة بل اكثر من هذا فهو اصبح شاشة صغيرة تحمل في اليد او في الجيب وهذا ييسر للأفكار ان تنتشر وتناقش وتقبل او ترفض على مدى الثواني بل على مدى اجزاء من الثانية .وهذا يشمل ايضا تنفيذ الخطط المختلفة و تحقيق الاهداف والارادات الفردية والدولية .
العلم والتكنولوجيا الحديثة بطبيعة الحال لها تأثير واسع في تغيير المنظومة القيمية للمجتمعات من خلال مخططات مدروسة تنفذ على ارض الواقع بوسائل مختلفة منها المعلن او غير المعلن وضمن جداول زمنية تطول او تقصر.
……………………
على احدى الصفحات كتبت بقلمي كتبت كلمات عن وطني, وطني كل ذرة من هذا البلد كل شبر فيه كل قرية او مدينة هو الاحب الاحب والاغلى الاغلى.
على الصفحة كتبت كلماتي ورسمتها وفي كل حرف كتبته وضح وهج حبي الابدي الدائم الخالد خلود الدنيا والزمن بل وجميع مافي هذا الكون وان كنت لا امثل الا ذرة صغيرة وجدت في هذا الكون انا كما قال الامام علي عليه السلام :
“تحسب انك جرم صغير***وفيك انطوى العالم الاكبر”
وانا بالفعل جرم صغير ولكن حبي لبلدي خاصة وتقديسي للحياة الانسانية عامة كبير وها انا انقل ما كتبت .
(وجهك مرسوم في الاحداق بل في دفقة الشريان وفي نبضة القلب ….ولا ادري الى اين…؟
ذرات التراب ….سنوات العمر …ايها الساكن في الروح …بل انت روحي …بل ما ابخس الثمن ان كان الثمن هو الحياة فانا لك فداء .
فجر جديد واذان الفجر نادى للصلاة .
آن اوان الدعاء….
نهضوا مسرعين توجهوا الى الطريق واجتمعوا عند باب المسجد تزاحموا عند العتبة لم يغضبوا انما ابتسموا لبعضهم وتهللت وجوههم بالبشر فهم في بيت من بيوت الله دخلوا وسوا صفوفهم وادوا الصلاة وقبل ان يسلموا فاضت ارواحهم الى بارئها ………………………………………
طائرة في السماء حلقت رمتهم بحمم نيرانها السنة من اللهب مزقت الاجساد وتدفقت الدماء وتحولت الوجوه الجميلة الى جمر محرق وامتزجت الجوارح باللهب والحجارة ,هذا صباح النار والحجارة في احد ايام الحضارة!!!!
هو فجر الدم والذبائح ,ليس لوجه الله تذبح القرابين ,وليست الانعام ذبائح ,انما هو الانسان ذبيح قربى لإلهة الحرب والمصالح والمطامع والجبروت .
قدم قرابينك يا ايها العالم فالذبائح سهلة المنال تطالها الطائرات او القنابل او الصواريخ او البنادق او الجرافات …
هذا زمن الحضارة حضارتنا قتل واحاديثنا حجارة.
اعيادنا لا تذبح فيها الانعام بل نقدم قرابيننا لا تقربا للإله بل امتثالا لأمر الجبروت وقرابيننا انسان وانسان وانسان قرابين الانسان في كل مكان وشعارنا الا فلتسقط الحياة ونشيدنا ليحيا الموت ليحيا القتل ليحيا الجبروت ليحيا الظلم ولتدوم شرائع الهمجية فنحن حضارتنا ابدية لا نقدم فيها العلوم لخدمة الانسانية بل نسخرها لقتل الانسانية ولنا شرائع وانظمة وقوانين يجب ان تطبق نسميها قوانين الحضارة تسخر فيها كل الوسائل كل الآلات كل الادوات لدعم الحضارة ليست حضارة العلم والسلام انما حضارة القتل والحجارة.
قدم قرابينك يا وطن فهذا عيد تذبح فيه الانعام هكذا يجري العرف منذ قديم الزمان لكن اليوم تبدل هذا العرف قربانك اليوم هو الانسان اشلاء ابناءك الابرياء يسوقهم الموت الزؤام اصبع مسموم يرسم طرق الموت قتلا جوعا جهلا حصار كل الطرق يسلكها الجبروت يسلكها ليحقق الهدف المنشود الا وهو استمرار نزف الدم واستمرار تشغيل مصانع السلاح واستمرار تكديس المال ونفوذ اصحاب المال .
متى تشرق يا فجر السلام يا محبة الله في الارض ومحبة الخلق لله وفي الله.
متى يخرج الصغير من بيته دون ان يطير قلب الوالدين شعاعا مخافة الا يعود…؟
متى نرسل الاولاد للمدارس دون وجل ويكتب الصغير على لوحة الصف (هذا وطني) راسما خارطته من الشمال وحتى الجنوب من الشرق وحتى الغرب وفيه يرفرف العلم المقدس عنوانه المحبة .