22 ديسمبر، 2024 6:09 م

اجراءات عاطلة عن العمل

اجراءات عاطلة عن العمل

نسمع كثيرا عن جملة من الاجراءات الحكومية التي تعلن عنها المؤسسات الرسمية في العراق على اختلافها وتنوعها بين التنفيذي والتشريعي والخدمي والدبلوماسي …. وغيرها .

ووعدت الحكومة العراقية شعبها باتخاذ اجراءات رادعة ، للفساد المالي والاداري وتعيين الخريجيين ، وفتح طرق مغلقة ، وان يكون المسؤول خادما لشعبه لاسيادا عليه ، حتى جاء وزير حقوق الانسان ليثبت ذلك من خلال اعتداء حمايه على منسبي الشرطة ، وليقول بصوت عال ان المسؤول هو السيد ونحن عبيده ، الا ان هنالك تساؤلات كثيرة، للعراقيين كم سيد ، فانا وغيري ضعت في تحديد سيدنا لاننا نمتلك ثلاثة رؤساء و 328 نائبا و 28 وزيرا ، بغض النظر عن نواب الرئاسات الثلاث ووكلاء الوزراء والمدراء العاميين ، اي يجب على العراقيين اطاعة كل هؤلاء ، مما يدفعنا الى سؤال ، هل اطاعة الوالدين ام اطاعة المسؤلين؟؟؟؟؟..

وفي الاجراءات الامنية فلقد تمكنا والحمد لله من حصر اعداد الضحايا الذين يسقوط جراء التفجيرات الارهابية التي تستهدف جملة من المناطق في العاصمة بغداد ، والتي تتنوع بين اطرافها ومركزها ، متناسين ، من هو المسؤل عن تلك التفجيرات ، شاكرين كون ان التفجيرات الاخيرة التي شهدتها العاصمة عبارة عن عبوات ناسفة ، وليست سيارات مفخخة ، الا ان النتيجة واحدة في كل يوم يسقط لنا شهداء وجرحى من اي ذنب .

وشدد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي على ضرورة رفع الحضر الليلي عن العاصمة بغداد ، حيث يوحي هذا الاجراء الى ان الامن في العاصمة بغداد قد بنسبة كبيرة ، متناسين ان التفجيرات الارهابية تحدث في اوقات الذروة للحركة التي تشهدها العاصمة ، ليموت ويصاب اكبر عدد من المدنيين .

وفيما يخص الاجراءات الخاصة بالتعيين ، فما لبث ان اقر مجلس النواب العراقي الموازنة العامة للبلاد ، حتى انهالت علينا جملة من العروض للتعيين على ملاك الوزراء والمؤسسات الحكومية ، الا ان هذه العروض كانت باهضة الثمن ، حيث ان سعر التعيين تفاوت بين وزارة واحرى ومؤسسة واخرى ، حسب اهمية تلك المؤسسة ، ما اثار فينا الشعور بالاحباط ، لان اغلب الخرجين لايمتلكون {مصرف جيب} فكيف يدفع ما لا يقل عن 5000$ كحد ادنى للتعيين .

ان العراق يعاني من اجراءات عاطلة عن العمل كحال شبابه ، ويعاني من غياب الضمير حيث ان كل مسؤول تسلم مهام عليا قرب اخوته ومحبيه ، وبقي المواطن الاعتيادي الفقير على حاله يصبر نفسه بمقولة (الك الله يالفقير) وبالفعل فان الله هو الوحيد المستعان على هذه المصائب التي تشهدها البلاد .

وفي كلمة اخيرة لسادتنا المسؤولين .. ارجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوكم اتقوا الله بنا ، فنحن لانمتلك واسطة ، ولا نمتلك مال ، انما لدينا امل بان تصحوا الضمائر النائمة منذ اعوام ، وان يكتفي السيد المسؤول ليفسح المجال لغيره ، وان تكون اربعة اعوام كافية على تعيين اقربائه واحبائه وان تنتهي محسوبياته ، ويلتفت الى ابناء شعبه .

ايها السيد العبادي ارجوك اغتنم الفرصة وطهر مؤسساتك من الداعشي المدني قبل ان تطهرها من الداعشي العسكري ، فالاثنين يريدون سوءا بالبلاد ، ليس الداعشي من يحمل السلاح فقط ، انما من يحاول ابتزاز المواطنين ، ومن يقيد حرياتهم ، ومن يحملهم فوق طاقتهم .

سيدي المحترم … اخرج الى الشارع لتجد عشرات المتسولون بين طفل ومسن وشاب وكهل ، ولتلمسوا معاناتهم ، ولكن …. {الشبعان ميحس بالجوعان } .