23 ديسمبر، 2024 11:15 ص

من يطمح إلى الرقي الإنساني الجمالي والمعرفي لابد وأن يحاول اولاً من امتلاك مجسات خاصة تساعده في عمليات بحثه عن الهوية والمحيط ، مجسات تمكنه من السيطرة على ذاته وتدمير صراعه النفسي وعبور طرق التجيير و الانغلاق على السائد السلبي في قوقعة مظلمة وأيضاً لتمكنه من مخاطبة عقله ووجدانه والآخر بنوعية راقية لا بعدائية أو عبثية ليضمن تخلصه وخلاصه من الوصاية والتبعية والتفسخ.

لكثرة المفاهيم والمناهج والعقد التي تعج بها حياتنا يحار المرء في كيفية الولوج والتفاعل أو السيطرة على المتغيرات الحياتية والاجتماعية والسياسية التي تتصادم او تتقاطع مع وضعه أو ما ورثه عقله من افكار زمكانية وايضا افكار مفتعلة من المفترض أن تحتم على صاحبها المشاكسة والمقارعة وعدم الخضوع وذلك من أجل تقويض وازاحة الاشكالية التي تأتي بالشريك الذهني المطواع والحياة الجميلة الآمنة وأيضاً لغلق الباب بوجه الأطر المعدة سلفاً لسلب الانسان ألقه ومقاصده النيرة.

استطيع القول أن غالبية المسلمات السلبية الاستسلامية والتقويضات التوفيقية مثل ( المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين أو هات إيدك والحئني أو عليهم عليهم ووياهم وياهم).أعتقد جازماً أن كل هذا اذا ما استمر سوف يدفع بالانسان العربي نحو الظلام أكثر وتبقى الظلامية تستفحل فيه وعليه طالما عاش.
الإنسان العربي المعاصر بحاجة الى دافع روحي نقي وقوي لكي يتحرر من المسلمات والتصورات والأفعال الاحتلالية العنكبوتية والزاحفة والطبائع المعدة فقط لارهاق النفس وتحميل العقل بما يخدم الصراعات الدينية والطائفية والعقائدية والحزبية الهدامة التي من شأنها أن تحول حياتنا الى جحيم وروتين خال من الجمال والتقدم والمشاريع الحضارية. وقد يستمر العجز والاستسلام المهلل البائس الى من لايجيدون غير فن الخطابة والوعظ المتطرف والتحريض والتخريب والاختباء ساعة الحقيقة والمواجهة والارتقاء الى ما لا نهاية.

[email protected]