22 ديسمبر، 2024 10:58 م

اجتماع على مائدة الروائي ” سلام ابراهيم “

اجتماع على مائدة الروائي ” سلام ابراهيم “

على طاولة الجمال والابداع ، جمع الروائي العراقي المثابر ” سلام ابراهيم ” نقاد مدينته الديوانية ومثقفيها ، ليتناولوا بالتحليل والنقد اصداره الجديد ( في باطن الجحيم ) الرواية التسجيلية الوثائقية التي وثقّت جرائم وفضائع حملة الأنفال 1987 ـ 1988والصادرة مؤخرا ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 .
فقد شهدت قاعة قصر الثقافة والفنون في الديوانية حضورا نخبويا ًكبيرا استمتع بعرض الفلم الوثائقي الذي جسد الجريمة  التي تعرض لها ثوار حركة الانصار الشيوعيين في كردستان وحجم التضحيات التي قدموها من أجل حرية العراق عندما قامت طائرات النظام بقصف مواقعهم بالاسلحة الكيميائية ، هذه الجريمة التي دفعت الروائي الذي كان احد ضحايا تلك المأساة ان يقوم بتوثيقها وجعلها مادة أساسية لعمله الجديد ، بعد عرض الفلم استهل كاتب السطور تقديم المحتفى به مشيرا الى ان (الرواية جسدت بصدق وحشية الجلاد وانسانية الضحية ، وجرت فيها ـ بمهارة عالية ـ المزاوجة بين الوثيقة والفعل التخيلي ، بحيث نجح سلام ابراهيم في توظيفهما ضمن بنية روائية جمعت بين الامتاع الفني والتوثيق الحدثي ) . ثم جاءت ورقة الناقد د. باسم الأعسم لتصف الرواية بأنها ( من اعظم الوثائق التي تدين الطغيان وتمجد الانسان) .في حين وصف الرواية الباحث عبد العزيز ابراهيم في ورقته الموسومة ” سردية التوثيق .. قراءة في رواية في باطن الجحيم ” بأنها ( رواية وجودية مناقضة للمعرفة المسبقة ، كان فيها سلام ابراهيم مثقفاً أقرب الى غاندي في نظرته وطريقته في التغيير ) ، وقد شاطر هذا الرأي الناقد د. حسن مجاد الذي استهل ورقته مرحبا بالمحتفى به ( نحتفي اليوم بواحد خرج سهواً من باطن الجحيم ) واصفاً اياه بـ ( الكائن الفريد الذي آمن بأن التغيير لايأتي عن طريق البندقية ) وواصفا الرواية بأنها ( استعادة لمشهد غائب أو منسي ظل محفوراً في الذاكرة العراقية ) . ثم جاءت قراءة القاص كاظم الزيدي لشخصية الرائي مبينة انه ( لم يكن أنانياً انما كتب عن الآخرين وتناول يومياتهم بشكل جعلنا نتعاطف كثيرا مع قضيتهم وكانت الرواية بحق تكريما لأبطالها ) ، ثم جاءت ورقة الشاعر سعد ناجي علوان الموسومة ” بانوراما سلام ابراهيم ” لتصف الرواية على ( انها جاءت مكملة لروايته السابقة الحياة لحظة ، وانها تمثل وجه آخر جميل من بانوراما سلام الشخصية الذي كعادته سرد أوجاعه الشخصية بأناقة تامة ) ، أما ورقة الناقد اسامة غالي الموسومة ” تقنيات الحوار في رواية في باطن الجحيم ” فقد اشارت الى وظائف الحوار في هذه الرواية مبينا انه اسهم في ايضاح الشخصية واعطاء الرواية وسمة واقعية اضافة الى انه ـ اي الحوار ـ قلل من رتابة السرد ، وكانت الورقة الاخيرة للناقد أثير الهاشمي ” في باطن الجحيم .. سيرة ذاتية تاريخية ” لتشير الى ان الرواية تنطلق قيمتها بموضوعها الذي عكس الواقع الذي تمحور على خصيصة ترابطية . بعدها تركت الجلسة للمحتفى به الروائي سلام ابراهيم الذي تحدث عن ظروف ودوافع كتابته للرواية والتي لخصها بأنها شهادة للتاريخ وليس لأغراض دعائية ايدولوجية  ، وكتبها بتحرض من بعض الاصدقاء الذين كانوا جزء من تلك التجربة النضالية المشرقة وانه التزم بنقل الحقيقة دون تلاعب لانه يقدم وثيقة للتاريخ .