7 أبريل، 2024 6:38 ص
Search
Close this search box.

اجتماع القادة فوق مائدة الذبح العراقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

يصور البعض ممن جاء بعد عام 2003 للسلطة وكأنه بالفعل قائد سياسي محنك,وبعقليته الفذة يكمن حل الاضطرابات والفوضى الأمنية والإدارية والسياسية في العراق,وكأننا دولة لأمراء الحرب على غرار طالبان, أو قادة للحارات اللبنانية(سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي),
مشكلتنا الحقيقية هو هذا التصنع والتبختر والتبجح والبطر السياسي,هم يعرفون إن بعضهم لايتجاوز من يعرفه من الشعب حدود قواعده الحزبية الصغيرة جدا,أو حواشي المصالح والمحسوبيات, أو مايتصل بنمطية الانتماء الاجتماعي التقليدي العشيرة أو القبيلة,
إلا إن الأمانة تقتضي ذكر ان بعض السياسيين الذين كانوا معارضين للنظام البائد, اكتسبوا حب الشارع ,وأصبحت لهم شعبية تفوق شعبية انتماءاتهم الضيقة,وفقا لانجازاتهم ومحاولاتهم الوطنية لحماية العراق من الانهيار.
الخلل في الدولة المتحولة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار(من الدكتاتورية الفاشية إلى الديمقراطية الحديثة ولانقصد اليمين والشمال بالانتماء الفكري المعروف),إنها قد تصاب بعقدة التطرف السياسي في اتخاذ القرارات,وتنتهج نهج اجتماعي سلبي موروث يعتمد على مخلفات الأنظمة السابقة ,يقتبس منها(الأنظمة الشمولية) مايستطيع ان يواجه به الأزمات الطارئة ,التي قد تدخل عرضا على مشروع بناء الدولة وتطوير مؤسساتها المدنية والأمنية والخدمية الخ.
المسألة والفشل والتدهور الحاصل في مسيرة العملية السياسية والأمنية في العراق,إن الذين يدعون إنهم قادة ويمثلون الشعب ,لم ينجحوا في اي من المجالات الخاصة بمسألة إعادة أعمار البلاد,ولم يتمكنوا من تشكيل جيش أو شرطة أو أجهزة أمنية عراقية حرفية ومهنية متقدمة بشكل كامل(عقد كامل مر والوضع الأمني متذبذب يعود إلى نقطة البداية,قائد القوات البرية يصرح في الإعلام إن الطريق الدولي في الانبار مؤمن 100% ,وبعد يوم أو يومين تحرق ثلاث شاحنات بسائقيها ويخطف آخرون),
وتعذر النهوض بالواقع التربوي والتعليمي والصحي وحتى الثقافي,تخبط واضح في وسائل الإعلام الرسمية,ومحسوبيات طفيلية تقود وتعربد في المشهد الإعلامي والثقافي المحلي,القائمة السوداء طويلة……………..
(فشل منذ البداية في كتابة الدستور وتفسير مواده-خلل في عملية تعويض المليشيات وتم دمجها خطأ في الأجهزة الأمنية ,هل يجوز شخص أمي لا يقرأ ولا يكتب يصبح ضابط أو لواء اوقائد-إدخال مواد في الدستور ثم نقضها كالفيدرالية-تعذر تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة تماما ومنفصلة في المحافظات-عدم اقرار قانون الأحزاب-عدم اعتماد قانون انتخابات عصري للدوائر المتعددة-فشل في استثناء المشاريع المجالات الخدمية والعمرانية عن المحاصصة,عدم وجود هيئات رسمية مستقلة,الخ.)
نحن كشعب عراقي علينا ان نكون صريحين جدا مع أنفسنا اولا ,ومع الآخرين ثانيا,
اولا تصور أو إعطاء صورة خاطئة إن نظام الحكم في العراق كان سنيا وأصبح شيعيا,هذه عبارات وصور سيئة لاتخدم المصلحة الوطنية العليا,وتضر بوحدة وسلامة تماسك المجتمع والأراضي العراقية,نعم قد تخدم الأجندات الخارجية الراغبة في تقسيم البلاد,وتتماشى مع الرغبة الكردية التواقة لتشكيل دولتهم,ولكن هذه هي بذرة التقسيم لاي بلد متعدد الثقافات والأعراق والطوائف,
نعم هناك مظالم واضحة ارتكبت بحق أبناء الجنوب والوسط من الشيعة إبان الحكم البعثي السابق,ويجب ان تشرع القوانين المنصفة للعديد منهم,وإعادة حقوق ضحايا هذا النظام المجرم(وتعود أيضا حقوق كل من ظلمهم النظام من بقية شرائح المجتمع العراقي ,من الأكراد ,والسنة ,والمسيح, وغيرهم),
للأسف نقول عدم اعتراف بعض الطائفيين من السنة(وهم بقايا حزب البعث المتحالف مع الجماعات الإرهابية)بهذه الحقوق يسبب كارثة وطنية أخلاقية ,سياسية واجتماعية ,وتضع العراقيل في مسيرة بناء نظام ديمقراطي حديث , لاتعتمد مؤسساته ودوائره الحكومية والرسمية على النهج الطائفي أو الاثني والعرقي,
من هنا يجب ان يتبرأ الاخوة السنة كما تبرأ الشيعة والاكراد من هذه الجرائم, والعمل مع الشركاء في الوطن على استكمال التشريعات الخاصة بتجريم حزب البعث ومحاسبة مجرميه وفقا للقانون,هذا من جهة,
من جهة ثانية جل العمليات الإرهابية والإجرامية التي تذبح العراقيين دون تمييز,هي تأتي من المناطق أو المكون السني
( يتكلم بعض شيوخ الفتنة لماذا السجناء أكثرهم من مكون واحد ,هو يعرف الجواب جيدا),
لان المعروف إسلاميا وعالميا إن الحركات السلفية التكفيرية(خوارج العصر)انبثقت من المكون السني حصرا ,وهم أول من اكتوى بنار شرورهم,(العالم لايستحي ان يسمي القاعدة منظمة إرهابية,لكنه يخجل ان يسمي حزب الله اللبناني بهذا الاسم)
بالطبع هناك بعض الجماعات الشيعية المحدودة التي تثير أحيانا قلاقل في العاصمة بغداد وبعض المحافظات, إلا إنها غير قادرة على إثارة الفتنة في العراق,فدورها وقرارها محدود جدا,
ولهذا نقول على الإخوة السنة العرب ان يمارسوا دورهم في تجنب انجرار العراق إلى فتنة طائفية, هم اول الخاسرين فيها,عبر دعم جحافل الصحوات التي شكلت حاجزا وطنيا ضد امتداد الجماعات الإرهابية إلى بقية المناطق,وإعلان البراءة العلنية الصريحة من جرائم النظام البائد والإرهاب القاعدي المستمر(اسألوا أنفسكم لماذا يلاحق محافظ صلاح الدين بالسيارات المفخخة , الذي كشف ملايين الدولارات القطرية المرصودة للفتنة في العراق).
الاجتماع الذي أقيم بعد سلسلة من موائد الذبح ,التي اجتاحت العاصمة بغداد في حصيلة مؤلمة موجعة وفاجعة(يوميا مئة يسقطون بين شهيد وجريح للشهر الماضي حزيران),
لن يأتي بجديد لان العقبات والعثرات والأزمات المفتعلة لايملك مفاتيح حلها من اجتمع في بغداد,
ماذا يعني يتصالح رئيس الوزراء مع رئيس مجلس النواب,هل يعرف احد منهم من يقف خلف التفجيرات؟
الذي يعنينا كيفية إخراج البلاد من مستنقع الطائفية,من فوضى الفساد المالي والإداري,إعطاء شيء من الأمل لشباب المستقبل,
إنقاذ العوائل من كوارث الإرهاب,وتوفير فرص العمل للعاطلين,إنقاذ المدارس من فساد المعلمين وغباء بعضهم,تحديث دوائر الدولة الصحية والعلمية والخدمية والحكومية, الخ.
إن الحلول الوطنية الشاملة التي من خلالها يمكن ان تجنب البلاد الفتنة الطائفية,لإبعاد العراق عن شبح التورط في الفتنة الطائفية الدائرة في سوريا منذ عامين تقريبا,,تحتاج إلى خطوات عملية وواقعية وليست مجاملات,
أولها على سبيل المثال لا الحصر ,الاتفاق على تعديل بعض مواد الدستور وتأخيرها,وتنفيذ بعض مطالب المتظاهرين شرط إنهاء الاعتصامات,
(وإلا يجب ان يتعامل مع المحتجين وفقا للأعراف والتقاليد الديمقراطية المعتمدة في التعامل مع الاحتجاجات والاعتصامات),
تشكيل وحدات أمنية خاصة لمراقبة شيوخ الفتنة الطائفية,ومتابعة وسائل الإعلام المحرضة على العنف,ومحاكمة كل من يحاول جر البلاد إلى الحرب الطائفية(سنيا كان أو شيعيا عربيا أو كرديا),إعطاء فرصة للشباب الذكي صاحب الحس والطموح  والرغبة للعمل في الأجهزة الأمنية من الدخول الى الكليات العسكرية دون وساطات بينية,تحديث المؤسسات الأمنية,وتغيير القيادات الكهولة والغير قادرة على العطاء أكثر,وعدم التهاون في ضرب الإرهاب, وتسريع المحاكمات الخاصة بالإرهابيين,حتى لايفتح باب الحديث عن السجناء ويتم التطرق الى قانون العفو مجددا (انتم تملئون السجون بالإرهابيين ولا تحاكموهم بالطبع يخرج أهلهم للمطالبة بإخراجهم,ويدعون إنهم أبرياء ويضيع دم الضحايا,وتشيع الفوضى ويستمر اللعب بدماء الناس,وان كان هناك أبرياء في السجون فمن حقهم المطالبة بالتعويضات المادية والمعنوية)الخ.
وترك من يريد ان يأكل كبد القتلى ,ويشرب دماء البشر ,ويقطع أثداء النساء ,ويتلذذ بقطع رؤوس الضحايا ,فليذهب إلى سوريا أو إسرائيل او الجحيم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب