قلنا فيما سبق في احدى كتاباتنا: ان ملامح الإنقسام بدت على وجه التحالف الوطني،وأتضحت أكثر بعد الإعلان عن مبادرت التسوية الوطنية.
صفقنا كثيرا للتحالف الشيعي حين لملم شتاته،وانتخابه لرئيسٍ دوريّاً له، ووضع قدمه بالمسار السياسي الصحيح،وان كان لدينا تحفظات على بعض الاعضاء الفاسده في جسد التحالف.
لكن هل سيستمر التحالف في الانسجام؟أشك في ذلك! لأن المعطيات والدلالات السياسية تقول خلاف ذلك،فمثلاً:
أمس المصادف2/1/2017،صرح رئيس وزراء الحكومة السابقة”نوري المالكي” من طهران،بأنه لاينوي الترشيح لرئاسة الوزراء مرة ثالثة،وأنه في الأنتخابات القادمة،سيدخل في قائمة تضم شخصيات ورموز بارزة مؤثرة،ولها ثقل سياسي.
من المؤكد ان هذه الشخصيات هي قيادات في الحشد الشعبي، ذاع صيتها في الشارع العراقي،وقد ذكرنا اسماء هذه القيادات في مقال نشرناه سابقاً،أما قول السيد المالكي انه لا ينوي الترشيح لرئاسة الوزراء،فهو مدعاة للسخرية،وإستغفال للجمهور، وإبعاد كل الشهبات والاتهامات عنه في المستقبل،التي سيثيرها لاحقاً.
السيد المالكي،في اعتقادي انا الشخصية السياسية الأكثر خبثاً ودهاءا،ً والأخطر في الساحة السياسية العراقية الآن،ولديه قدرة وإقناع للآخرين،بسبب ما يمتلكه من مال،وإعلام،ورجال،وحرفنة بالكذب والتدليس والمخادعة والتمويه، وسياسته كسياسة معاوية الأموي.
المالكي؛يحاول افشال التسوية بكل ما أوتي من قوة،أو يؤخرها الى وقت يبتغيه هو،والإطاحة بغريمه الحكيم،وهذا واضح وجلي من خلال تتبعنا لصفحات الفيسبوك التابعة له، اضافة الى ان الرجل قد حسب حسابه جيداً،فرئاسة التحالف تركها للحكيم هذه السنة،ولكنها ستعود إليه قبيل الانتخابات،
هذا الوقت سوف يخدم اهدافه ومصالحه،فالتسوية التي يعارضها سيضع عليها بعض مواد التجميل، ويجريها مع الآخرين،كمشعان الجبوري مثلاً،وستكون المبادرة بأسمه،كما انه سيحضّر نفسه للإنتخابات من خلال التحالفات مع الأكراد،ككتلة التغيير، والسنّة المعتدلين على حد قوله، لتشكيل حكومة أغلبية،وهذا من خلال رئاسته القادمة للتحالف.
في الطرف الآخر،الذين يتوجسون خيفة من عودة المالكي للسلطة، كالصدر والعبادي،عجلوا بتحالف بينهم، فتراهم منسجمين ومتناغمين في الرؤى والأفكار،لتشكيل جبهة في مقابل جبهة المالكي مستقبلاً، وربماً سيدخلون ضمن قائمة واحدة في الأنتخابات القادمة،لتتوازن القوى بين الجبهتين،وتكون سداً لمآرب المالكي الجامحة.
نعم! ليس ببعيد ان يتقرب المالكي للعبادي، لتشكيل جبهة قوية جداً مع تحالف كردي و سنّي،مع الإبقاء على العبادي في السلطة،ويدعون مقتدى الصدر يغرّد وحده كعادته.
يبقى شيء مهم،وهو ان استطاع السيد الحكيم،تفعيل مبادرة التسوية، وتمريرها وانجاحها،فسوف يقضي على كثير من طموحات المريدين للمناصب،والمنافع الشخصية، وان لم ينجح سوف تكون الغلبة للمتحالفين الأقوياء،ولعل التسوية ستبقى معلّقة على طاولة الحوار،لحين قدوم الأنتخابات،ومن ثمة تصبح في خبر كان، ان لم يستغلها السيد المالكي كدعاية انتخابية لصالحه في زمن رئاسته للتحالف الوطني.
هناك اشارات ومواقف التقطناها من تصريحات لبعض القيادات في التحالف، تشير الى وجود خلافات بينهم، خاصة في موضوع التسوية،قد تؤدي لتشضي التحالف مستقبلاً،اضافة الى وجود صفات نفسية لدى بعض منهم، كالمراوغة،والختل،والغدر،والمكر، والنكث،ستزيد من حالة الانقسام.