تطل علينا كل مرة، اخبار انعقاد مؤتمرات مشبوهة خارج العراق، واخرها كان في اسطنبول، اذ تتولى دول اقليمية لاتريد للعراق النهوض من مستنقع الصراع، تبني مثل هكذا لقاءات، لغاية في نفس يعقوب!
لكنها ليست خافية لكل عاقل، لان رعاية المؤتمرات تعني رعاية اطماع ومصالح، معادلة بسيطة لا تقبل الخطأ، لكن لا يمكن ان نلقي باللوم على تلك الدول، التي طالما لم يشهد لها التأريخ انها وقفت، مع العراق وقفة مشرفة على عكس مواقف العراق مع بقية الدول.
العربية منها وحتى غير العربية، ففي كل نكبة او كارثة تمر بها دول الجوار، كان ومازال العراق حاتم الطائي الوحيد الذي يجود بقوت عياله، في سبيل جاره، لكن اللوم على من يدعون الوطنية، من مسوؤلين في الحكومة، لكنهم باعوا ولاء الوطن بمزاد الخيانة!
وراحوا يلهثون مثل ذئاب جائعة، وراء مؤتمرات العمالة، لعلهم يحظون بجانب من الفريسة، واﻷ لماذا تعقد هذه المؤتمرات، بعيد عن ارض الوطن، لو لم تكن هناك نية مبيتة لضرب البلد، وبأجندات خارجية واطماع اقليمية.
وضعت لها وجوه عراقية تمثلها بمثل هكذا لقاءات، فمع اقتراب النصر لتحرير الموصل، ومع هذا الكم الهائل من التضحيات، التي قدمها ابناء الشعب من الجيش والحشد الشعبي، تتسارع خطى الذئاب لوضع خطط استباقية لمستقبل”نينوى”.
اننا قد نختلف في وسيلة المعرفة، التي نطمئن لصحتها، سواء حسآ او عقلا او حتى حدسآ، وهذا الاختلاف نفسه دليلا على ان لدينا “معرفة اولية بالاشياء” ﻷباس بها. لكن يبقى هناك المطلق، الذي لاجدال فيه، فما بني على باطل فهو باطل، وكل ما يدبر خارج ارض العراق لا يمكن ان نحسن الظن فيه!
ان وجود العراق، بحلة وطنية متلونة الاطياف يعيش بسلام، امر قد لا يروق للبعض، وليس بالامر السهل لاننا نحارب اعداء ليسوا ضعفاء، كذلك الجو السياسي المحيط بالمنطقة، متوجس خيفة من التجربة العراقية، منذ بداية التغيير والى يومنا هذا، اي ان هناك رفض وعدم تقبل قيام حكومة عراقية مستقلة، ونحن نقول لهم سواء شئتم ام أبيتم، ان العراق اعظم من ثلة ذئاب متربصة للنيل منه!