20 مايو، 2024 6:34 م
Search
Close this search box.

اجتثاث انصاف الصحفيين

Facebook
Twitter
LinkedIn

تقول قاعدة حياتية قديمة “اذا فسد الرأس فسد الجسد “، وهذه القاعدة تطابق تماماً مايجري اليوم في إعلامنا المحلي، قد تكون نتيجة معقولة ومألوفة للسطحية بعض المحسوبين على الاعلام العراقي وقلة الوعي وانصهار العمق المعرفي لديهم ومحاولة حرق المراحل . نقترب من السنة الحادية عشرة والإعلام العراقي المحلي ثابت لايتقدم ويراوح باسترخاء في مكانه ولم يستطع للاسف المؤلم أن يثب ذاته، نتيجة انشغال العاملين فيه بالخلافات واللهث وراء الكراسي وتولي المناصب الورقية ومحاولة كشف غطاء الخفايا أحدهم للاخر . يفترض كما هو المُعتاد في الدول المتقدمة علينا ديمقراطيا أن يتحلى الاعلامي أو صحفي بانسانية عالية وأن لايتعدى على الخصوصيات و لايشهر بلا دليل،لكن هذا مفقود تماماً في إعلامنا الذي يشهد صراعات واسعة بين جيلين ، جيل يؤمن بان العمل هو الذي يفرض نفسه وأن التنافس على المناصب مُباح في حال ابتعد عن التشهير والقذف والادعاء بلا دليل وآخر لايؤمن بعملية تسلق السلم (باية –باية )، بل يتقن بحرفنه لغة كتابة التقارير السرية وارسالها لهذه الجهة وتلك مرفقة بمعلومات مضللة، بائسة لايمت لها الواقع بصلة ،من دون أدنى شك أن النوع الثاني من الاعلاميين لايقل خطورة عن داعش وجماعاتها،فداعش تقتل مباشرة وهؤلاء يقتلون نار هادئة
!  من دون ادنى شك تتحمل المؤسسات الإعلامية مسؤولية الحزم واتخاذ قرارات عاجلة ومحاولة إعادة تأهيل هذا الجيل السيء وإصلاح مايمكن إصلاحه ،كما أنه يفترض أن تتحمل المؤسسات الرقابية والتي تقول عن نفسها عادلة مسؤولية الحكم بانصاف بالدلائل والقرائن لا بأتهامات الانداد وسطحيتهم. كنت افكر بكتابة تجربتي طيلة عام ونصف لاسرد فيها افعال بعض انصاف الصحفيين وموظفي الكافتريا ومتديني اخر زمان ومن يدعون أنهم الحرس المأمون على المال العام واتهام المنافسين لهم بالسرقة وعدم الولاء للمؤسسة الإعلامية،لكن المانع الكونكريتي الوحيد امامي هو أنني أحاول السمو عن مستواهم الساذج الذي نخر المؤسسات الاعلامية وعطل بناء دولة مدنية نقية بلا نفاق ولا كذب ، دولة لايصبح الجلاد فيها ضحية ولايتحول الضحية إلى جلاد ، ولاتتغير فيها الموازين..دولة لاتسمح لانصاف الصحفيين أن يعطلوا اي جهد اعلامي يرسخ بناء الديمقراطية في البلاد ، ارى الوقت ملائما لولادة مؤسسات اعلامية نقية بلا انصاف الصحفيين،لننتظر لعل ذلك يتحقق قريبا من يعرف ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب