12 أبريل، 2024 5:21 م
Search
Close this search box.

اثيلوس تقاعدي ارجوك

Facebook
Twitter
LinkedIn

اثيلوس سيري بهدوء ايتها المتوحشة في قتل الناس لا تابهي لتلك الموجة القادمة فأنها اصغر من احلام الامهات ..مالك ترتجفين من شدة الفزع فأنك تحملين الهاربين من جور أنفسهم سيري ايتها الهرمة في عباب البحر المتوسط فأنه يعرف متى ينادي على اسماكه التي تعشق لحم الاطفال الطري سيري ياسفينة الموت وأعبري نفق الرعب نحو الامل البعيد اعرفك جيدا يا بائعة الهوى فلقد بعتي بكارتك الف مرة لألف مهاجر وتقهقهين اعلى من المرة السابقة في كل فض لتلك الغشاوة السوداء بين ساقيك لا تتوقفين فأنك تعرفين دروب الدعارة جيدا وأنت تحملين هؤلاء الموتى فوق ظهرك
المحدودب الممتلئ بقمامة الشرق العربي ..
اثيلوس ايتها الشاهدة على مجزرة الاطفال في عرض البحر والمتسترة على سكين الجلاد وهو يبيع سجنائه الى البحر بعد ان عبث بعذريتهم وأنت تشترين منه هؤلاء الحمقى لترسليهم الى الموت المحتوم ..
اثيلوس ايتها العاهرة التي أحبك حد العشق (عبد الرحمن منيف ) وانا أكرهك بقدر حبه هو احبك عندما كنت فتاة جميلة تعشقين البحر وأنا كرهك ايتها العجوز الشمطاء لأنك تتعاملين مع الجلادين ولا تتوقفين عندما يطلب منك أحدهم أن يغادر ظهرك المدمى بدماء الغشاء القاني اكرهك لأنك تعرفين كل التاريخ المزور ولا تعلنين توبتك لهؤلاء الذين عشقوك وهم يتذكرون هواك لا زالوا أحياء لكنهم فضلوا العيش على ساحل غرب المتوسط انبتوا غليونهم تحت اسنان منخورة وجلسوا على دكة الانتظار وهم يتكأون على باكورات الرحيل القادم ..
كل يوم ينتظرونك حتى المساء لكنهم عندما يرون اشرعتك الممزقة يغادرون المكان لأنهم لا يودون رؤيتك عجوز سرقت ارواح الناس وسرق الزمان نضارتها ,,
اثيلوس تقاعدي ارجوك واجلسي على رصيف الميناء وأجمعي عشاقك القدماء ودعيهم يتذكرون مواعيد الحب وذكريهم اثيلوس بتلك السنين رفقا بهم انتي تعذبين ايامهم وهم يرونك عاهرة تدور على حانات الدعارة من أجل بريق الذهب ..مثلك كثيرات تقاعدن وأحتضن حبيباتهن وأنت لا زلتي تريدين ان تشقي عباب المتوسط لتجعلي قلوب الناس تبكي وهي تودع فلذات اكبادها الى المجهول ..
اثيلوس اثيلوس أني اتوسل بك لأخر مرة لقد شاهدت بالامس طفلا على الساحل يرتدي قميص احمرا وقد جلبته موجة الى رمال الموت لقد شاهدته بعيني قالوا أنه قد كان على ظهرك وافلتيه من يدك ولم تحاولي انقاذه وشاهدت أمرأة عجوز بلا عينين تنقر بهما نوارس البحر الم تقولي لي مرة أنك لا تسمحين بالنوارس المتوحشة بالحط على ساريتك البيضاء الم تقولي لي مرة أنك تحبين العيون البشرية لأنها ترسم لوحة كبيرة بحجم البحر المتوسط الم تقولي اثيلوس انك تحبين أن يركب على ظهرك عاشقين وهم يتبادلون القبل في أحدى زواياك ؟؟ لماذا أنت اصبحت هكذا والناس تمتطيك كأنها جثثا
فارقتها الارواح وتغادرك عنوة الى المجهول ربما الى الاعماق او ربما الى الساحل كذالك الطفل ذو القميص الاحمر ..
شرق المتوسط ..غرب المتوسط ..عبد الرحمن صنعك بيديه العاريتين ودفعك الى البحر وانت ترتجفين من شدة الخوف اتذكرين عندما دفعك بقوة نحو الموج وصرخت بوجه الموج قبل ان يبلل ثوبك الابيض بدماء المهاجرين ,,
هوني عليك هذا السفر فلقد حان وقت الراحة استيقظي من غرورك وتقاعدي ودعي الحالمين يحلمون بعيدا عنك ايتها الغبية فلقد صرعتك السنين وباتت اشيائك تصدر اصواتا مزعجة توقظ افراس البحر وتوقظ الحيتان المفترسة باتت تلك الوحوش تترقب قدومك مثل الموجات وهي تصطاد الاطفال وتعبث بأعينهم وشفاههم وأنت لا تفعلين شيئا حيال هذا العبث تستمرين في سيرك الى الضفة الاخرى ,,
هل تضنين أنهم لازالوا ينتظرونك الجميع غادر الميناء الغربي متشائما من اصواتك السمجة ولقد تلفع بعضهم أمام موقده الوسنان وهو يقلب بألبومه الممتلئ بصور الماضي ..
اثيلوس توقفي فعلى ظهرك الموت وهو يلتقط ارواح المهاجرين من شدة الالم والخوف توقفي اثيلوس وكفري عن ذنوبك وأجلسي امام موقدك الوسنان فالجميع جلس وترك البحر وهو يطس بغليونه تبغا رخيصا يقضي ليلته الطويلة ويقتل فيه نداء الراحلين نحو المجهول وهم يغنون اغنية الليل البارد الا من بحة نداءات الامهات البعيدات .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب