18 ديسمبر، 2024 9:20 م

اثر فايروس كورونا على الاقتصاد الراسمالي الاميركي

اثر فايروس كورونا على الاقتصاد الراسمالي الاميركي

اولا..ليعلم الجميع اسطورة الدولة العظمى، الاقتصاد الاول في العالم كانت اسطورة خيالية، الواقع اثبت عكس ذلك.

ثانياً.. ان ما يمر به المجتمع والاقتصاد الراسمالي الاميركي اليوم وبسبب اثر فايروس كورونا، هو شبه انهيار اقتصادي واجتماعي،بدليل الفوضى الاجتماعية، شبه حرب دائمة بين الشعب الاميركي المنتفض وخاصة من الاميركان السود الذين فقدوا حقوقهم المشروعة، تنامي العنصرية داخل المجتمع الاميركي، انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 33بالمئة، وهذا لم يحدث حتى في الازمة العامة 1929-1933،ناهيك عن حرب التماثيل………

ثالثاً.. ان النظام الامبريالي العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية عانى ويعاني من ازمات عامة دورية ومنتظمة، بدليل واجه هذا النظام الطفيلي واللصوصي اكثر من 250 ازمة خلال عمر هذا النظام المتوحش ويعود السبب الرئيس للازمة وتكرارها المنتظم الى اساسه الاقتصادي والمتمثل بالملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج وفشل النظام الراسمالي في ايجاد حل لهذه الازمة ولن يستطيع من ان يتخلص منها اصلا،الا بتغيير طبيعة النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الحاكم. في حين أن النظام الاشتراكي لن يواجه اي ازمة اقتصادية واجتماعية الاتحاد السوفيتي انموذجا للمدة 1917-1985.

رابعاً.. ان جميع الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمالية….، تظهر بسبب الصراع الطبقي داخل المجتمع الطبقي الراسمالي، وفي كل ازمةعامة، ازمة مالية، ازمة اقتصادية /اجتماعية فان الغالبية العظمى من الشعب الاميركي وخاصة اصحاب الدخول المحدودة هم الضحية في كل ازمة تظهر،وبنفس الوقت فان الاوليغارشية المافيوية الحاكمة، الطغمة المافيوية المالية هي الرابح الأكبر والاول من جميع الازمات، بدليل خلال شهر اذار-حزيران من هذا العام وبسبب فايروس كورونا زادت ثروة خمسة سوبر ملياردير نحو 107مليار دولار،وبنفس الوقت فقد 50 مليون اميركي اعمالهم،وخلال شهر ابريل-حزيران انخفض الاستهلاك الخاص بنسبة 35بالمئة.

خامساً.. لقد اثبت الواقع وبالملموس ان الاقتصاد الراسمالي الاميركي هش وضعيف في مواجهة فايروس كورونا، بدليل ان 52بالمئة من الشعب الاميركي لم يستطيعوا ان يعالجوا من فايروس كورونا بسبب غياب الضمان الصحي وضعف الامكانيات المادية للمواطنين ،ومن يملك المال يستطيع الحصول على العلاج، ومن لا يملك المال فاليذهب الى الجحيم،وبلغ عدد المصابين اكثر من 4مليون شخص وكما اثبت الواقع ايضاً حقيقة هشاشة وضعف وارباك النظام الصحي في اميركا، في حين بلغ عدد المصابين بفايروس كورونا اكثر من 17 مليون شخص في العالم وتحتل اميركا المرتبة الأولى في عدد المصابين بفايروس كورونا.

سادساً.. ان المجتمع الاميركي عاش ويعيش،عانى ويعاني وسيبقى يعيش ويعاني من الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمالية، وان الاقتصاد الاميركي مريض واهم مؤشرات هذا المرض تكمن في ::تباطؤ مستمر في معدل النمو الاقتصادي خلال 25 سنة الاخيرة،فلم يتجاوز 2-3بالمئة، في حين الاقتصاد الاشتراكي الصيني حقق معدل نمو اقتصادي بالمتوسط 10بالمئة،تنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية حتى بلغت اجمالي المديونية حتى عام2018 نحو 220ترليون دولار،تنامي مستمر في العجوزات المالية في الميزانية الحكومية، ميزان المدفوعات والميزان التجاري، وتجاوز عجز الميزانية الحكومية اكثر من ترليون دولار،تراجع دور ومكانة الاقتصاد الاميركي عالمياً في عام 1950 كان يشكل 50بالمئة من الاقتصاد العالمي وفي عام 2018 بلغ نسبة 18بالمئة والاتجاه العام للاقتصاد الاميركي في تراجع مستمر وبنفس الوقت ايضاً تراجع حصة الاقتصاد الاميركي في التجارة العالمية بدليل عام1950كانت حصة اميركا في التجارة العالمية نحو 50بالمئة، تراجعت الى 20 بالمئة عام 2010واليوم اقل من ذلك،تنامي معدلات البطالة والفقر والامية والجريمة المنظمة والمخدرات والانتحار والقتل المتعمد وخاصة وسط الشباب وخاصة وسط المواطنين السود،اكثر من 9بالمئة من الاطفال في اميركا يعيشون في حالة فقر مدقع واكثر من 50مليون مواطن اميركي يعانون الفقر وخاصة وسط المواطنين السود،،وجود اكثر من 310مليون قطعة سلاح في المجتمع البرجوازي الاميركي وبعدد سكان اميركا نحو 300 مليون نسمة انها ديمقراطية مدججة بالسلاح ،يشكل المواطنون الاميركان السود ما يقارب من 50 مليون نسمة وهم لم يحصلوا على حقوقهم المشروعة في التعليم والصحة والضمان الصحي،وهم يعيشون في وضع عبودي ومعدل اجور العمل اقل بكثير من معدل اجور العمل للمواطن الاميركي الابيض ومع ذلك يدعون بالديمقراطية وحقوق الإنسان، تنامي ظاهرة العنصرية والتميز العنصري في المجتمع البرجوازي الطبقي الاميركي اليوم وبشكل مرعب ومخيف،انقسام المجتمع الاميركي وبشكل ملموس وخاصة بين السود والبيض من الاميركان. ان اخطر مايواجه المجتمع الاميركي اليوم هو التمييز العنصري، والعنصرية هي افراد،نتاج للنظام الراسمالي وخاصة في مرحلته المتقدمة الامبريالية وهي تشكل ارقى، اعلى شكل للعبودية في المجتمع الطبقي، وخاصة المجتمع البرجوازي اميركا انموذجا، بالمقابل يلاحظ زيادة الانفاق العسكري الاميركي اذ تجاوز ال700مليار دولار وبشكل رسمي في حين في اول وقمة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأميركا وفي عهد ريغان لم تتجاوز ال400مليار دولار،واليوم شبح الحرب الباردة يعود من جديد بين الامبريالية الاميركية وجمهورية الصين الشعبية ويحمل هذا الصراع طابعاً ايديولوجيا واقتصادياً وعسكريا واستمرار هذه الحرب الباردة التي تتحملها امريكا تشكل خطراً حقيقياً على السلم العالمي وخطرا حقيقياً على شعوب العالم المحبة للسلام وان استمرت وتصاعدت وتيرتها ستكون كارثية اشد من فايروس كورونا الذي صنع في مختبرات الغرب الامبريالي.

ان الولايات المتحدة الأمريكية لن تستطيع ان تستقر وتخلق الامن والاستقرار لها بدون وجود عدو سواء وهمي كان ام حقيقي من اجل تصريف ازمتها العامة فسابقا كان العدو لها هو خطر موسكو، خطر الشيوعية، خطر. الاتحاد السوفيتي، وكل ذلك كان مفتعل وخزعبلات.،بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي بفعل الخيانة العظمى في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي والمتمثلة بالخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين…… ، بعدها تم افتعال عدو وهمي جديد الا وهو ما يسمى بالارهاب الدولي الهدف الرئيس من ذلك هو العمل على تقويض الانظمة الرافضة للنهج الاميركي والاستحواذ على ثروات شعوب العالم وباساليب عديدة، ناهيك عن سيناريو ما يسمى بالثورات الملونة وسيناريو ما يسمى بالربيع العربي والنتائج معروفة للجميع اليوم يتم استخدام اسوأ اسلوب غير شرعي وغير قانوني ومن طرف واحد،اي من قبل الامبريالية الاميركية الا وهو فرض الحصار الاقتصادي على الدول وفق رؤية اميركا وبدون مجلس الأمن الدولي، وبدون منظمة التجارة العالمية وبنفس الوقت اشتداد الحرب التجارية والدبلوماسية….. من طرف اميركا بالضد من جمهورية الصين الشعبية ويتم التركيز من قبل الادارة الامريكية على الحزب الشيوعي الصيني ويعتقدون يمكن تكرار سيناريو ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها على الحزب الشيوعي الصيني والدولة الصينية، والشعب الصيني،وهذا الاسلوب الخسيس والقذر والدنيئ واللاشرعي سوف يفشل،ناهيك عن تشديد الحصار ضد روسيا الاتحادية وكوبا وفنزويلا وايران…….، كل ذلك من اجل تحقيق هدفين غير شرعيين هي العمل على تقويض هذه الدول والاستحواذ على ثروات هذه الشعوب وتصريف جزء من ازمتها العامة والتي تكمن في الاساس الاقتصادي والاجتماعي للملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج، هنا تكمن مشكلة النظام الامبريالي العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية.
ان فايروس كورونا قد كشف حقيقة موضوعية وهي ان الاقتصاد الراسمالي العالمي تبين انه اقتصاد هش وغير فاعل بدليل ما حدث ويحدث اليوم في اميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا…… بالمقابل نلاحظ قوة وفاعلية الاقتصاد الاشتراكي في النمو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وفاعليته في مواجهة التحديات ومنها فايروس كورونا، الصين الشعبية، كوبا فيتنام……. الا دليل حي وملموس على ذلك.
على الجميع ان يتذكروا ما قاله ماركس حول تطور المجتمع البشري وحتمية انتهاء الراسمالية والتحول للمجتمع الشيوعي، وفي مرحلته الاولى الاشتراكية وهذه هي سنة التطور الحتمي
وبهذا الخصوص يؤكد البروفيسور المجري توماس سانتوس الى ((ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة في العملية التاريخية الموضوعية، وان نشوئها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة)).