12 أبريل، 2024 5:05 م
Search
Close this search box.

اتمنى ان يعتزل الصدر السياسة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد كل الاخذ والرد في موضوع اعتزال سماحة الأخ الكبير القائد السيد مقتدى الصدر لمعترك السياسة ساد صمت رهيب في اروقة المجتمع بشكل عام حول هذا القرار “ان وجد” وماهي تداعيات مثل هكذا قرار. سمعت احدهم قائلا ذاك خير له فهو لا يعرف من السياسة وأخر بأقل وطأة يقول فليدعهم فهو لم يتعلم دهائها الى الان وأخر يندب حظه من لنا بعده واخر يناشد وكثيرون وضعوا ايديهم على قلوبهم من ان يفترسهم المالكي ان حصل ذلك فعلا، وطوال كل تلك الفترة لم اكن اجيب او اشارك بأي موضوع يخص تلك المعلومات، بل كنت اتجاهلها عن عمد وظن البعض باني املك معلومات لا أحب ان ابوح بها “وهي بالتأكيد ظنون باطلة” واعتقد الكثير ان جاهل بما يجري. فيما اتهمني الكثير باني غير مبالي وجميعهم ظلموني في ذلك فانا حقا لم اكن فعلا أعلم م هو الاجمل عندي . هل ان ارى ذلك الصدر في معارك طاحنة مع السياسيين العراقيين طوال اليوم؟  ام استمتع به هادئ مبتسم تلك الابتسامة التي تقع على قلبي كنسيم من بلاد ما بين النهرين، وان ارى ذلك الصدر متفرغ للكتابة وللحوارات الجذابة عندما يكون المحاور لبقا ومثقفا كما فعلها سرمد الطائي واخذ من الصدر اروع حوار مع قائد اسلامي على الاطلاق لم أمله كلما قراته الى الان.
ظللت طوال تلك الفترة متحيرا ماذا اريد انا من الصدر كعراقي وكشيعي؟ ولكن حقا اخر ما كنت اريده هو ان ارى الصدر سياسياً لأنه يعز علي ان اقارنه بسياسي ان وضعوه في صورة معهم وقالو من الافضل. استهزئ بعقلي ان حاولت ان اقول هو الافضل فالقياسات خاطئة، لا استطيع ان اراه يقارن برجل دولة من طرازات الحاضر فهو من جيل انقرض نظيره لصفاء نيته،  فانا احب ان أراه اخا رغم فارق العمر والحنكة والنسب بيني وبينه ولكنها أمانيي انا لا أكثر، أود ان اراه ناصحا اود ان استمتع بقلبه الناصع البياض، في كلامه الخالي من التكلف، اود ان استمتع به وهو يتكلم ويخطئ في الكلمات ويعيدها من دون ان يحاول ان يصور نفسه كمتكلم لبق ويمحق ويحلق في آيات الله . لا يعنيني ما يريده الناس فكل يريد مصلحته ، اما انا فمن حقي ان ابحث عن مصلحتي معه وها انا اراها  بوجوده كناصح، كرجل سلام، كرجل دين حقيقي، كرجل حوزة مثقف ومنفتح على الحوار، كرجل علم ملم بعلوم الحداثة، كقارئ جيد ومستمع جيد ومحاور رائع، وكل تلك حرمتنا منها السياسة التي وضعوه فيها المارقون عنوة.
الا يا سود الليالي عودي بصدرنا الى خوالي الايام واعيدي ما اختطفتيه منه .
ولكل ما سبق سأفرح ان اعتزل الصدر السياسة وتركها لمن تستحقه فهو كبير على السياسة وهي لم ولن تسعه لا الان ولا في الماضي ولا الحاضر وان ظلت على هذا الحال فأقول حتى في المستقبل.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب