18 أبريل، 2024 11:00 م
Search
Close this search box.

اتقوا الله ايها الفاشلون

Facebook
Twitter
LinkedIn

-1-
استطاع أبو العلاء المعريّ – وهو الألمعي الفذ – ان يختصر مشكلة الشعوب السياسية ، عبر بيتيْن من الشعر قالهما ، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ، وهما يرّنان في سمع الزمن …
قال :
مُلَّ المُقام فكم أعاشرُ أمةً
                 أَمَرَتْ بغيرِ صَلاحِها أُمراؤُها
ظَلَمَوا الرعيةَ واستجازُوا كَيْدَها
                 وعَدَوْا مصالِحَها وَهُمْ أُجراؤُها
-2-
ان مشكلة الشعوب مع الحكّام قديمة – جديدة، وجذر المشكلة أنَّ الحكّام يريدون ان تكون الأمة بأسرها طوع بنانهم ،
يُصرّفون أمورها كيفما شاؤوا ، وما عليها الا السمع والطاعة ..!!
فهم يرون الشعب خادماً لهم، ومن حقهم الاستحواذ على ثرواتِه ، ورسم ما يرونه من سياسات وفق أهوائهم ومصالحهم ….!!!
انهم يأمرون بغير الصلاح فكيف يكون النجاح ؟!
وهم وان سَمَّوْا أنفسهم (بالأمراء) إلاّ أنهم في حقيقتهم (الأُجراء) …
لقد وضع (المعريّ) إصبعه على الجرح، حين شخّص انّ وظيفة الحكام المركزية هي الخدمة لشعبه .
وما يتقاضاه من رواتب ومخصصات انما هي أجرة مدفوعة من أموال الشعب .
-3-
ان نشوة الحكم واغراءات السلطة تُنسي الحكّام غالباً أدوارهم الحقيقية وتحولهم الى رموز غطرسةٍ واستعلاء وتوظيف امكانات الدولة واجهزتها لخدمتهم ، وخدمة ابنائهم وأصهارهم وأعوانهم … رضي من رضي ، وأبى من أبى …
-4-
ان صيغ الحكم المطلق ، والاستبداد مرفوضة دستورياً وحضارياً واجتماعياً ، ولكن الواقع يشهد ألوانا من التحايل على الدستور والقوانين لصالح الحكّام الذين يسارعون الى استخدام القوة المفرطة بحق المواطنين العزّل..!!
-5-
وفي العراق الجديد من النادر ان يبادر صاحب الكراسي الى الاستقالة من منصبه اعترافا بعجزه عن النهوض بالمسؤولية او التسليم بالتقصير في مضمار الخدمة .
-6-
وللأسف الشديد :
ترى الفاشلين يتصدرون قوائم المرشحين للانتخابات ..!!
انهم يريدون إدخال البلاد في (دورة) جديدة من المخاضات الصعبة ، كما يرغبون ان يُذيقوا المواطنين مرارات جديدة تضاف الى مراراتهم العديدة..!!
-7-
ان توفير الامن وحماية أرواح المواطنين يٌعد أبرز الواجبات الملقاة على عاتق السلطة .
والسؤال الآن :
هل سأل السلطويون أنفسهم ماهي انجازاتهم في هذا المضمار ؟
إنّ اعداد الشهداء والمصابين أقلقت المجتمع الدولي بأسره لا المجتمع العراقي وحده .
-8-
وماذا عن السياسة الاقتصادية ؟
انها جعلت 19 % من العراقيين تحت خط الفقر واصبح العراق في ظلها مهدداً بالإفلاس ..!!
هذا وهو من أكبر البلدان غنى وثراء ..!!
-9-
وما يقال في (التعليم) و(الصحة) و(النقل) و(البطالة) و(تدني الخدمات) …
لايقل سوء عن الجانبين الامني والاقتصادي …
-10-
اتقوا الله ايها الفاشلون
فلقد اتسع الخرق على الراقع ، وبلغ السيل الزبى .
(وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ) حسين الصدر
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب