قبل ايام، في الرياض العاصمة السعودية، وبعد انتهاء اعمال المؤتمر العربي الاسلامي الذي تم عقده للتصدي على، او مواجهة الهجوم الاسرائيلي على الدوحة العاصمة القطرية مستهدفا اغتال قادة المقاومة الفلسطينية والذي فشل فيهاالكيان الاسرائيلي المحتل؛ تم ابرام اتفاقية للدفاع المشترك بين باكستان والسعودية. الاتفاقية كانت ضبابية وغير واضحة بما فيه الكفاية، لكنها ومن الجانب الثاني اكدت على ان تعرض اي من البلدين للعدوان فان هذا العدوان يعتبر عدوان على البلد الاخر، حسب ما جاء في بيان اعلان الاتفاقية. العلاقات السعودية الباكستانية ليست وليد ساعتها او ساعة ابرام او عقد هذه الاتفاقية بل هي علاقة تاريخية امتدت لعدة عقود كما ان هناك استثمارات سعودية في باكستان منذ عدة عقود، اضافة الى ان هناك في المملكة عدد من المستشارين العسكريين الباكستانيين يقومون بتدريب القوات السعودية. المملكة ومنذ تولي ولي العهد السعودي، الامير محمد بن سلمانزمام كل السياسة السعودية، وهي قد غيرت تقريبا كل سياستها سواء في الداخل السعودي او في الفضاءات العربية والاقليمية والدولية؛ وفي جميع الحقول والاصعدة، كما انها قد بدأت ومنذ عدة سنوات سياسة على صعيد الاقتصاد وعلى صعيد نقل التكنولوجيات المتقدمة سواء على الصعيد العسكري او على الصعيد المدني وفقا لرؤية محمد بن سلمان حتى عام 2030 كما درج على تسميتها برؤية 2030والتي تتركز في تخلص السعودية من الاعتماد الكلي على واردات النفط. قبل عدة سنوات وفي مقابلة للأمير ولي العهد السعودي، والحاكم الفعلي لها كليا، قال فيها ان السعودية لسوف تصنع السلاح النووي اذا ايران قامت بصناعته. في اطار السياسة السعودية الجديدة او التي كانت قد بدأتها قبل عدة سنوات من الآن وهي سياسة تنويع الشراكات وليست الاعتماد على الشريك الامريكي التقليدي؛ قامت وفي ظل الحكم الفعلي لمحمد بن سلمان بعقد عدة اتفاقات مع روسيا ومع الصين؛ اثناء زيارة الملك سلمان الى هذين البلدين قبل سنوات من الآن. يبدوا ان السعودية كانت قد ادركت ومنذ، ربما اكثر من ثلاث عقود وتحديدا بعد غزو امريكا للعراق واحتلاله، وما نتج عن هذا الاحتلال من تداعيات محورية ومفصلية،على صعيد مشرق الوطن العربي وجواره، كما انها ومن الجانب الثاني والذي هو الأكثر اهمية وخطورة سواء في الوقت الحاضر او في المستقبل القريب او البعيد؛ ان ايران لسوف تصنع السلاح النووي طال الزمن عليها او قصر؛ لذا، وفي تحرك استباقي سوف او انها فعلا قد بدأت التخطيط والتنفيذ الفعلي لامتلاك دورة الوقود النووي وما إليه من بناء او توطين مفاعلات نووية للأغراض السلمية، كي يكون المشروع كاملا ومن جميع جوانبه. في هذا السعي السعودي طلبت من شريكها الامريكي مساعدتها في امتلاك التقنية النووية للأغراض السلمية، كاملا بما فيها دورة الوقود النووي؛ الا ان الشريك او الحليف الامريكي اشترط ان تقوم السعودية بعملية التطبيع قبل البدء او المساعدة في توطين التكنولوجيا النووي على ان لا يكون من بينها امتلاك دورة تخصيب اليورانيوم على ارض المملكة وبعقول وسواعد السعوديين؛ الا ان السعودية رفضت هذا العرض كما نقلت في وقتها الصحافة؛ في جانبيه دورة الوقود النووي والتطبيع مع الكيان الصهيوني على الاقل كما يقال وقيل في الاعلام السعودي وبقية الاعلام سواء العربي او العالمي. في جانب التطبيع اشترطت السعودية كما يقال في الاعلام السعودي وكما ايضا تصريحات المسؤولون السعوديون؛ ان يتم اقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل التطبيع. المسؤولون السعوديون يدركون تمام الادراك ان ايران لسوف تصنع السلاح النووي، ربما في السنوات القليلة المقبلة، وربما اقل من حساب السنوات واكثر قليلا من حساب الاشهر. عليه ومن هذا الباب او هذه النافذة في التحليل السياسي؛ ان اتفاقية الدفاع المشترك السعودية الباكستانية على الرغم من عدم وضوحها بما يجب عليها ان تكون واضحة في التداول الاعلامي، وعلى الرغم من انها تؤسس الى شراكات دفاعية،عربية اقليمية؛ ان هناك بند مدفون فيها وفي اوراقها الخفية والتي هي الاهم من هذا الذي يتداول اعلاميا، من وجهة نظر كاتب هذه السطور المتواضعة؛ الا وهو المساعدة الباكستانية في توطين التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية بما فيها او من اهمها هو تخصيب اليورانيوم على ارض المملكة مع اشراك العقول والسواعد من ابناء المملكة من العلماء والمهندسين والفنيين. رئيس وزراء باكستان عندما سئل عن هذا الموضوع اجاب بسرعة بلا ادنى تردد او تفكير يسبق الاجابة؛ كل شىء وارد، وان كل البرنامج النووي الباكستاني مفتوح امام الاشقاء السعوديين. ان هذه التطورات وغيرها هي التي تدفع امريكا والكيان الاسرائيلي والغرب الجماعي على منع ايران من امتلاك دورة الوقود النووي؛ في محاولة للحد من الانتشار النووي في مشرق الوطن العربي وفي جواره وفي جوار جواره، لكن كل هذا الذي تريده اسرائيل او امريكا او الغرب الجماعي قد خرج من سيطرتهم سواء رضخوا او لم يرضخوا له. من هذا الباب ومن باب الشيء بالشيء يذكر؛ ان النووي الايراني سوف يشهد تطورات دراماتيكية في الايام او الاسابيع المقبلة على ابعد تقدير زماني