23 ديسمبر، 2024 9:46 م

اتفاقية الآطار الآستراتيجي

اتفاقية الآطار الآستراتيجي

السياسة الآمريكية  أتجاه العراق  تنتابها الغموض والشك وعدم الجدية والريبة والحذر  وعدم الثقة الآزلية علما أن البلدين قد وقعا اتفاقية الآطار الآستراتيجي المشترك وأيذانا لعصرا جديد من  الثقة المتبادلة والتعاون المشترك , والعراق الشريك المفترض  الجديد, وكوريا جنوبية جديدة في شرق أوسطي كبير, هكذا حلمت وتأملت ووعدت قيادة دولة الحلم الكبير.   هذه الآزمة لها أسبابها ودوافعها وخلفياتها  السياسية والعقائدية والثقافية , في مقدمتها ان العراق لم يكن صديقا  للولايات المتحدة, والولايات المتحدة نفسها  لم تكن صديقة للعراق  ولم يدخلا في علاقات شعبية وسياسية عميقة من تعاون اقتصادي وأمني وثقافي مطلقا سوى علاقات سياسية  بسيطة أقرب الى التأزم الدائم أو للقطيعة التامة  ,  هنالك معتقدات وحقائق و ثقافات اتهامية بين الآوساط الشعبية والسياسية   من العداء والتأمر خلقتها اعلاميات الآنظمة  التي توالت على حكم العراق وثفافة الشعب العراقي التحررية وتطلعاته الوطنية المستقلة ومحاربته للفكر الآستعماري الآمبريالي والموقف الديني والعقائدي لبعض مكونات الشعب,  والسلوك العدواني الفعلي للولايات المتحدة  اتجاه قضايا الشعب العراقي ومصالحة خاصة وقضايا الآمة العربية والآسلامية ووقوف جميع الآدارات الآمريكية مع أعداء الآمة دورا هاما مما جعل العراقيون ينظرون اليها على انها سبب معاناتهم ,  دعمها لنظام صدام في حروبه وموقفها من انتفاضة الشعب العراقي عام 1991  وأخرها مأسات الحصار الآقتصادي الجائر وحروبها على صدام ونظامة  , هذه الحقائق والثقافات  المتراكمة  لم تمحى من ذاكرة الآنساني العراقي بسهوله , انطباع عام بعدم ثقة بأي نوع من العلاقة مع دولة امبريالية لا يهمها سوى احتكار ثروات الشعوب,  فعلى  السياسي العراقي أن يأخذها بالحسبان ويعطيها أهمية قصوى في رسم نوع العلاقة وحجمها  , أما الجانب الآمريكي فله حسابات وغايات ودوافع ومصالح اقتصادية وأمنية له ولحلفائه أولا, هذه المصالح تتحكم بجدية تلك العلاقة الغير متكافئة , علاوة على  ماتراه الآدارة الآمريكية  على ما يحكم  طبيعة القرار السياسي العراقي المتناغم بين الرغبة وعدم الرغبة في علاقة جدية, هذا القرار بأضلاعه الآثنان أو الثلاث في حقيقة الآمر والمتناقض والباحث على مصالح فئوية وعلى حساب  مصلحة العامة للوطن. الكردي والعربي ,العربي  المنقسم على نفسه الى قسمين سني وشيعي, فيرى الآمريكان أن الكرد حليف قوي وداعم لسياسات الآدارة اتجاه البلد والمنطقة في الوقت الحاضر والمستقبل هذه السياسة هدفها على أن يكون العراق  بلد هزيل متأزم دائما, فيه ألاقليم أقوى من المركز والآستفادة من الضرف الواهن للبلد في  بناء دولتهم من خيرات الدولة الآتحادية في الوقت الراهن وأعلانها مستقبلا  للآمريكان غاية أيضا أن يبقى المركز الغير مستقر والغير متوحد بشقيه الآخرين, يحتاج  الى المساعدة    في الحفاظ على وحدة أرضه وشعبه وحلحلة مشاكله,  وبهذه السياسة المتفق عليها  بين الطرفين تتحقق أهدافهم معا, أما السنة العراقيين العرب فهم لهم الرغبة بعلاقات حميمية صادقة مع الجانب الآمريكي حالهم حال أخوانهم حكام العرب ولكنهم غير سعداء بذلك  ولهم شبه زعل بظاهر  العداء  ولكن حقيقة الآمر تختلف عن ذلك ولسببين أولهما   أسقاطها لنظام  صدام الوطني بأعينهم وقناعاتهم, وتجير الوطنية لمكونهم المذهبي فقط (مذهبهم الوطني_القومي العربي) وغيرهم غير وطني وغير معني في الثاني( قومي عربي) .  وثانيا تسليم الحكم الى الشيعة والكرد وهذا ما لا ترغبه العقلية الدينية السنية  ولم تقبل أبدا, بهذا النوع من الآعتقاد المتعالي  للعقلية الطائفية للآحزاب الدينية ومن بعض الشخصيات والتي تدعي العلمانية واللبرالية والوطنية على أن المكونان الكردي والشيعي ليس أهلا لحكم البلد ولا يصلحان حتى في  المشاركة في ادارة شؤونه على أقل تقدير  ,  هذا الآحساس  الزائف  الآنتقاصي من وطنية المكونين الآخرين تغذيه عقليات حكام الآنظمة العربية الطائفية والر  ويعملان على اضعاف العراق من أنتمائه  العربي  ويعملان  على خراجه  في النهاية وميولاتهم الى أعداء العرب أيران وأسرائيل وألاخيره ليست عدو فعلي لهم وما معلنهم الا لتخدير شعوبهم,وأسرائيل الصديق والحليف المستقبلي لعدوهم المشترك المذهبي القومي أيران.
أما الطرف الذي يحظى بالحصة الكبرى من الشك الآمريكي وعدم الثقة وبيت الداء كما يعتقد  تكمن في المكون الشيعي, ليس من المعقول أبدا أن يطمئن الجانب الآمريكي  للشيعة العراقيين ويكمن العداء لشيعة المنطقة بشكل عام, النظام الشيعي في ايران وشيعة لبنان (حزب الله) , وليس من السهل أيضا على الشيعة العراقيين مسك العصا من المنتصف بين امريكا وشيعة المنطقة فعينهم على أمريكا وقلوبهم في الآتجاه المعاكس,  بهذه التوليفة من التناقض والآختلافات وصراع المصالح  المتحكمة بطبيعة القرار العراقي اتجاه استراتيجية العلاقة مع الولايات المتحدة  فترى الآدارة من جانبها الحفاظ على صداقاتها مع دول الخليج وفي مقدمتها المملكة الرافضة للوضع الجديد في العراق أهم من علاقة غير دائمة  مع دولة نصفها ديني عقائدي وأخر علماني عشائري  .
الولايات المتحده أهم أهدفها هو أمن اسرائيل وأمن حلفائها دول البترول ومنابعه , فأين نحن من تلك الآهداف؟؟؟؟ فالتاريخ والعقلية الدينية التوراتية أو بما يسمى بالمسيحية اليهودية  المتحكمة بالقرار الآمريكي المغلف بالديمقراطية وحقوق الآنسان والسلم العالمي الكاذب. تؤمن بأن العراق   أحد الجهات التي تهدد أمن وجود دولة اسرائيل وهذا ما تنص عليه وتأكده كتبهم التاريخية والدينية ,لذا نرى الجانب الآمريكي يماطل في عملية تسليح الجيش العراقي امتثالا لتلك الآهداف والغايات.
,فأمريكا غير عابهه بأمن العراق ولا بمصالحه ولا بأرواح العراقيين التي تزهق يوميا على يد أصدقائها   قبل أعدائها وبأعتراف ممثل دبلوماسيتها الآول في العراق فهل يوجد أكثر من هذا الدليل. أمريكا العدو سابقا والحليف المؤمل حاليا تهدد وحدة العراق وتضع التقسيم الحل الآمثل في حالة العداء والصداقة, فهل نتوقع خيرا بجانب هكذا يتعامل معنا.
ما تخطط له أمريكا وحلفائها في المنطقة من حروب وأغراقها بفوضى عارمة  وعدم استقرار ومستقبل مجهول  واقامة أنظمة طائفية عقائدية خطيرة على الحياة المدنية للشعوب  العربية وما تمثله تلك المخططات من تهديد  لنسيج تلك الشعوب المتعايشة سلميا منذا القدم .
 والعراق في قلب الآحداث والمتضرر الآول سياسيا وشعبيا لما له من أهمية  جغرافية وتاريخية وقابل للاشتعال للآختلافات القومية والمذهبية والدينية للشعب العراقي ,ما يحدث في المنطقة من حروب  على مرأى ومسمع ودعم من الجانب الآمريكي ومباركة ودعم من الغرب لتغيير الخارطة السياسية لتأمين مصالحهم.وفق تصورات جديد.
ما أفرزته المرحلة من متغيرات وأزمات وسياسات متبعه من قبل الآدارة الآمريكية اتضحت بأنها تعتنق المذهب الوهابي سياسيا لمعالجة قضايا المنطقة وما التصالح مع قوى التطرف الديني وقوى الآرهاب وبالتحديد في الملف السوري , تلك المنظمات الآرهابية نفسها  قاتلت أمريكا الى جانب صدام ونظامه الوحشي وبدعم من أنظمة التخلف والقمع العربي وناصرت صدام وحزبه على أساس ان حزب البعث  العربي العراقي حزب أقرب الى السنه أو حزب سني عروبي, هذه المنظمات تقاتل بشار  وحزبه  اليوم على أرض سوريا  ولكن بأعتقاد جديد وحتساب بشار  وحزب البعث السوري نظام وحزب موالي الى ايران وأنه حزبه حزب بعث شيعي.
على قيادات العراق وضع مصلحة الشعب العراقي ووحدة أراضيه وأمن شعبه مطالب أولى وأساس لكل اتفاقية وعلاقة مع أي طرف كان. ومن يتعهد بالعمل على ذلك ويدعم ووحدة الوطن ومصالحة الآمنية والآقتصادية ويساعدنا على بناء جيشنا ويمدنا بالسلاح دون فيتو من أي كان مصدره, سواء كان فيتو من داخل الوطن أو خارجة ويدعمنا في محارية الآرهاب بكل اشكاله, نريد علاقة وتعاون استراتيجي مع من لا يهددنا بين الحين والحين بالتقسيم .ومن حق العراق كدولة مستقلة غير تابعه أن تكون لها علاقات وصداقات وأتفاقيات مع دول كبرى غير الولايات المتحدة , والقطبية الواحدة قد بدأ عدها التنازلي  وتعاظم الدور الروسي والصيني ,فروسيا اليوم تختلف عن الآمس  ومن مصلحة العراق أن يقيم أوثق العلاقات معها  وهي الآقرب للعراق لآسباب كثيره في طليعة تلك الآسباب الصداقة التاريخية والثقة المتبادلة   بين شعبي الدولتين ويعانيان من الآرهاب الواحد والجهات الداعمه له هي نفسها عقائديا ومذهبيا ومن يدعم الآرهاب في العراق ويخلل وضعه الآمني والآجتماعي والآقتصادي هي نفس الجهات الداعمة للآرهاب الذي يضرب روسيا الآن , روسيا  الداعمة لسوريا وأيران فهي روسيا المعتنقة للمذهب الشيعي سياسيا فهي روسيا الشيعية  بنظر أمراء الآرهاب وشيوخ القتل والذبح,مع من يكون العراق مع أمريكا الوهابية أم روسيا الشيعية؟.ومصلحة الشعب والوطن هي المعيار.