23 ديسمبر، 2024 9:19 ص

اتعرين كي اتعين اتعرين كي اتعين

اتعرين كي اتعين اتعرين كي اتعين

حينما يفتقد المرء كل الوسائل وتغلق كل الطرق والابواب بوجهه من اجل ان يحيا بادنى مستوى من كرامة حينها يُجبر المرء لاتخاذ وسائل واساليب اخرى توصله الى اقل حق من حقوقه كانسان يعيش على هذه البسيطة
البعض قد ينحرف عن جادة الحق والصواب لافتقاده القاعدة الاخلاقية السليمة فيتخذ طرق ضالة واجرامية كي يحقق مبغاه , لكن البعض الاخر ممن يحمل القاعدة الاخلاقية السليمة وهو يمتلك وجداناً نابضاً بالانسانية والعزة والكرامة فانه لايسلك سُبل الضلالة والانحراف لكنه ينشط وينتفض من اجل حقه كمنهجية القول الماثور المنسوب للامام علي وكذلك للصحابي ابي ذر الغفاري “عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهراً سيفه ” ، وهذه المقولة ليست تحريضاً على العنف وخروجا على الدساتير انما اشارة شديدة اللهجة لوجود ظلم وخلل في المجتمع يجب التنبيه اليه وتغييره
ان البعض ممن لايجد مسؤلاً سامعاً مجيباً او قانوناً عدلاً منصفاً نرى بعضهم يبدع ويبتكر وسيلة ملفتة عميقة المعنى تضرب وتراً حساساً لما بقي من احساس من اجل اسماع رسالته الى من بضميره صمم بل طرم
اظن ان كثيرين شاهدوا ذلك الكهل في مدينة الديوانية افقر مدن العراق وهو يعتصم عارياً كما خلقه ربه وهو يواري سؤته فقط رافعاً راية الله اكبر راية الوطن, التي تمثل الوطن والمواطنة الحقوق والواجبات العدالة والانصاف هذا الرجل وقف بشيبته عاريا بعد مناشدات طالت وخابت, نفذ صبره فقرر التعري من اجل التعيين ، الرجل يعاني المرض ولايملك ثمنا للعلاج وحتى المعونة الاجتماعية البائسة مقطوعةً عنه وله بنت وحيدة اتعبه وارهقه الزمان كي يمكنها من التعليم وبعد عامان على تخرجها لم يجد لها وظيفة كي تعين والديها اللذان ليس لهما  مصدر رزق سوى خالقهما والنعم بالله
وحول طريقة اعتصام هذا الرجل اختلفت الاراء وتضاربت المعلومات فبين مؤيد معارض ذُم الرجل ومُدح ، وقد ذُكر ان الرجل يملك منزلا كبيرا في حي جيد وان ابنته عينت منذ اعتصامه الاسبق بعقد مؤقت وكشفت بعض الوثائق ان  مرتبها وان قل فهو كما يتقاضاه اقرانها في الملاك الدائم  وان الرجل والدها ميسور الحال، فماذا اصاب الرجل وماذا يفعل الشباب العاطل من خريجين وغيرهم حتى يتعرى هو في شوارع مدن لاتقبل باي حال تصرف كهذا لايليق بالمدينة ولابنفسه ولا باسرته , يقول البعض
غير ان لي مصدراً موثوقاً اكد ان ابنته فعلا لها عقد مؤقت وتركته لقلة المرتب والتعيين لايشملها لانها من خريجي ٢٠١٣ فهناك اقدم منها بسلم التعيين الا ان الوزارة شملتها بالتعيين كحالة استثنائية لكن القرارات تاخرت وكان مفترضا وصولها مطلع شهر اذار الماضي وقد اطلع مصدرنا على كتاب الوزارة بنفسه كما ان مدير التربية  , استجاب للرجل و خاطب وزارته مذكرا بتعيين أبنة المواطن المذكور ,يعني الا اتعرين كي اتعين لسان حال مواطن
لكن مهما كانت حالة الرجل فله حق على الوطن ان كان ميسوراً او معسوراً، فيا اصحاب الضمائر الحية والاخلاق الرفيعة والشئنيات العالية ممن امتهنتم المسؤلية السياسية وحتى الادارية نذكركم عند توزيع الدرجات الوظيفية بينكم تكرموا وتصدقوا على المواطنين من الدرجة العاشرة تحت الصفر ببعض فتات وظائف ما تسلطتم عليه
ان البعض اعجب بهذه البدعة ودعى الى التعري من اجل التعيين ، فهل نحن بانتضار مضاهرات للعراة تجتاح المحافظات ؟ اقول الابتكار والابداع  مرة واحدة لاينفع تكراره، فلا بد من ابتكار صرخة جديدة بطرق المطالبة بالحقوق  لان ما اظن تنفع بعد اتعرين كي اتعين.