23 ديسمبر، 2024 12:49 ص

اتصال وزيارة، يلدرم في بغداد

اتصال وزيارة، يلدرم في بغداد

بعد اتصال هاتفي من اردوغان للعبادي تأتي سريعاً زيارة علي يلدرم إلى بغداد لبحث الملفات المشتركة “العالقة” بين البلدين.
 زيارة رسمية الأولى من نوعها بعد مرحلة من السجال والخلافات المتبادلة بين البلدين على خلفية وجود قوات تركية في معسكر بعشيقة شمالي العراق.
وينتظر أن يتصدر هذا اللقاء ملف حزب العمال الكردستاني (المعارض) لأنقرة أجندة أعمال زيارة يلدرم.
أسباب الزيارة التي دعت بولوج البلدين إلى طاولة الحوار، لم يكن تنظيم داعش سببا فها. فمسألة مناقشة الحرب على الإرهاب لم يكن لتركيا شأن ملح.
أنقرة والتي تسعى بغايتها في العلاقات الخارجية على مبدأ “يحوش النار لخبزته”! لم تأبه لداعش بقدر ما ترها من الحزب العمال خطورة اكبر بتواجده على حدودها.
فهذا الحزب الذي “يؤرق” أنقرة، والتي جعلها تتخذه شرطا أساسيا لمحاربته في دخولها للتحالف الدولي. هو من يتصدر النقاش لا غيره.
المفارقات التي جعلت من التصعيد في الخطاب بين بغداد وأنقرة، والتي كانت من أهمها توجيه اردوغان خطابه للعبادي بــ”اعرف حدودك” او حجمك كما تُرجمت. ينتهي بها المطاف إلى جلسة نقاش يتخللها شاي وكيك!
المفاوضات وبحث الملفات الدبلوماسية لا ينظر لها من خلال الملفات المطروحة بقدر ما ان نعرف “شخصية المفاوض”.
علي بن يلدرم الذي أُختيرَ بان يكون سفيراً (للشروط التركية)، يختلف عن “صديقه” اردوغان! لذا اختاره الأخير بان يكون الواجهة.
يلدرم الذي فضل  لحكومته ان تتبع سياسة “الإكثار من الأصدقاء وتقليل الأعداء” في سياستها الخارجية،ربما سيكون أكثر انفتاحاً في الوصول إلى حلول مرجوة.
اما تركيا التي ستبحث ملف “حزب العمال”؛ فلا تنسى أيضا ملف الحشد الشعبي الذي وصفه اردوغان بــ”مشروع التوسعة الفارسية”! وتركيا نفسها التي  لم تتدخل في مسارات حرب الموصل بقدر ما “تخوّفت” من إصرار الحشد الشعبي على معركة تلعفر دون معركة الموصل. لأسباب “جيوسياسية”
أنقرة وبغداد، سيواجهان انتظار كل منهما الطرف الذي يتنازل اكثر! حتى يصل الحوار إلى مبتغاة؛ وتنجح الزيارة.
أما اربيل وأنقرة فهما متفقان منذ البداية، حيث يتفق كفاح محمود المستشار الإعلامي لرئيس الإقليم مسعود البارزاني مع يلدرم بشأن تواجد حزب العمال الكردستاني، ووصفه بأنه “منظمة إرهابية توجد في المنطقة الخطأ”.