8 أبريل، 2024 11:09 م
Search
Close this search box.

اتساع دائرة المعتقلين في ( بغداد ) ومدن المحافظات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

حالة الرعب والخوف والفزع والهلع المباشر بدء يدب في جميع الشخصيات السياسية العراقية كافة , من خلال كلماتهم وخطاباتهم المتشنجة يخاطبون بها خصومهم أبناء الشعب العراقي , من الأكراد والسنة والشيعة العرب وجميع شرائح وأقليات المجتمع العراقي , وحالة التهديد المبطن من خلال الاعتقالات الجديدة وفي أوساط النخبة السياسية الحاكمة في العراق , تناقلتها عدد من الفضائيات العراقية والعربية والدولية ، أو النسبة الكبيرة منها ، لسببين :
الأول .. بسب التظاهرات والاعتصامات المليونية التي شهدها بلد العراق وفي عدد كبير من مناطقه لأنهم يعرفون أن هذه الحرب باتت وشيكة !
الثاني .. الخوف من المصير الأسود الذي ينتظرهم في حال قيام ثورة شعبية في العراق خلال العام الحالي ( 2020 ) أو انتخاب وتشكيل حكومة وطنية تتولى محاسبتهم , وقد بدأنا نشاهد طلائع هؤلاء تتدفق إلى العواصم الأوروبية ، وخاصة لندن ، حيث أموالهم واستثماراتهم التي نهبوها من العراق , وحيث عائلاتهم التي لم تغادر لندن أساسا لأنها لا تطيق العيش في العراق الجديد , الذي لا يناسبها ولا توجد فيه الكماليات اللازمة للاستمتاع بالمليارات التي نهبت من ثروات أبناء الشعب العراقي في اكبر عملية فساد في تاريخ المنطقة ، وربما العالم بأسره , العراق يقف حاليا إمام مرحلة دموية من الفوضى والتصفيات الطائفية بسبب الفراغ الذي سيتركه تغير الحكم في العراق الجديد , للتداول في أوساط المبشرين بالعراق الجديد , كنوع من السخرية , ( توقف الحديث مؤخرا عن نظام صدام أو بالأحرى خفت حدته ) ويبدو إن المصطلح نفسه قد يستخدم بقوة في الأيام المقبلة ولكن مع بعض التعديلات ، فبدلاً من أيتام صدام سيروج مصطلح أيتام ( ؟ ) الذين سيجدون أنفسهم وجها لوجه إمام الشعب العراقي الذي خدعوه ، ومارسوا أبشع عمليات التضليل لإقناعه بمشروعهم الدموي الثأري الطائفي ، حتى لو جاء هذا المشروع على حساب العراق ووحدته وهويته , اعترف البعض من كبار البلد العراقي ، وبشكل صريح ، في إحدى المقابلات الصحافية ، وهو اعتراف نادر على إي حال ، بان النخبة العراقية الحاكمة فشلت في أقامة نظام سياسي مستقر يحقق طموحات الشعب العراقي بسبب خلافاتها الداخلية والشخصية المتفاقمة ( 18 ) عشرة سنة جاءت بعد الاحتلال البغيض الملعون ، التي يمكن إن تكون الأخيرة فعلا ، والعراق دون حكومة رغم الوساطات والتدخلات الأمريكية التي لم تتوقف ، والبرلمان الذي تمخض عنها لم يعمل شئ للعراقيين ، ولم يتم إصدار قانون بحق المساكين , وبالتالي رئيس للجمهورية لا يعرف ماذا يعمل غير لكردستان , ولا يلوح في الأفق أي مؤشر عن قرب التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة بين بغداد وكردستان والمناطق الغربية العراقية , القوات الأمريكية انسحبت من العراق ، وخلفت وراءها أيتامها من عناصر العملاء ، ترى ماذا سيحدث لهؤلاء بعد رحيل كفيلهم الأمريكي ، وباتوا مثل اللقطاء غير معروفي الأب ، فلا هم من أجهزة العراق الجديد ، ولا هم قوات مقاومة للاحتلال التي خانوها وتعاونوا مع الاحتلال ضدها ، ولا هم من المواطنين العاديين المغلوبين على أمرهم , ولا هم رحلوا مع مستخدميهم الأمريكيين مثل نظرائهم الفيتناميين او بعضهم ، أو حتى الفلسطينيين الذين أجلاهم الإسرائيليون بعد الانسحاب من غزة .. نفهم ، ولا نتفهم ، ان لا يستوعب رجال الخيانة والعمالة والرذالة هؤلاء وزعماؤهم , ونسبة كبيرة منهم من الجهلة فكريا وسياسيا ، الدرس الأبرز في التاريخ الذي يفيد بان جميع الذين تعاونوا مع احتلال بلادهم وقواته واجهوا مصيرا حالك السواد ، بعد تخلي المحتلين عنهم وهروبهم تحت جنح الظلام مهزومين ، ولكن لا نفهم إن يقع في هذه الخطيئة سياسيون ورجال دين كبار يرتدون العمائم بمختلف ألوانها ، وبعض هؤلاء دكاترة وخريجو جامعات غربية أو حوزات علمية مشهود لها في العلوم الدينية والفقهية تعالوا لنجري جردة حساب لما جرى في العراق بعد ( 18 ) عشرة سنة من احتلاله , والانجازات التي تحققت بفضل هذا الاحتلال ، وما إذا كانت تستحق الثمن الباهظ المدفوع من دماء العراقيين والأمريكيين وثرواتهم في المقابل .. ؟
يتباهى الأمريكيون وحلفاؤهم بأنهم أطاحوا بنظام الطاغية صدام حسين حسب تعبيرهم ، وهذا صحيح ، فنظام صدام لم يعد يحكم العراق ، ولكن هناك خمسة ملايين يتيم ، ومليون أرملة , ومليوناً ومئتي شهيد ، وستة ملايين جريح ، نسبة كبيرة منهم في حالة إعاقة كاملة وأربعة ملايين مشرد داخل العراق وخارجه ، علاوة على إن العدد نفسه بقي في المنافي ولم يتحقق حلمه بالعودة , إما الطبقة الوسطى عماد المجتمع العراقي فقد اختفت بالكامل ، وكذلك الخدمات الأساسية من تعليم وطبابة وماء وكهرباء فهل يعقل أن العراق الذي يعد ثاني دول العالم من حيث الاحتياطات النفطية لا تزيد مدة إمدادات الكهرباء , فيه عن أربع ساعات يوميا وفي صيف ترتفع درجة الحرارة فيه إلى خمسين درجة مئوية ..؟ عند غزو العراق ، كان هناك حصار ، ورغم ذلك كانت هناك كهرباء وماء وجامعات ، ودولة مركزية إقليمية مهابة من الجميع ، لم تكن هناك طائفية ، ولا تفتيت مذهبي وعرقي ، ولا تنظيم القاعدة ولا رهط المليشيات الكرام , فهل تعترف البقية الباقية من دكاترة العراق بهذه الحقائق علنا ..؟
نأمل أن نرى صحوة حقيقية في أوساط العراقيين ، عنوانها محاسبة كل الذين تورطوا في جرائم الحرب هذه ، والعراقيون منهم خصوصا ، إمام محاكم دولية وإذا تعذر ذلك فمحاكم عراقية عادلة ، ولكننا نخشى من أمر واحد وهو إن تحرمنا الحرب الزاحفة ، وشبه المؤكدة من تحقيق هذه الأمنية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب