20 مايو، 2024 11:14 م
Search
Close this search box.

اتريدون الصدق ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

في وضح النهار وكمن “يبوك” الكحلة من العين سرق مطشر السامرائي كل الاضواء دفعة واحدة. تصريحه الرافض لالغاء الراتب التقاعدي لاعضاء البرلمان حتى لا”يديح” هو “وجهاله” مثل الشعب العراقي “البائس والتائه” على حد وصفه وضع جون كيري بـ “الجيب الصغير” ووليد المعلم بـجيب البنطلون الخلفي. اما ديفيد كاميرون  وبعد ان “سرحه” مجلس العموم البريطاني بـ “القنافذ” كان يتمنى لو  كان هو لا السامرائي صاحب هذا التصريح بحق الشعب البريطاني بعد ان طلع   بالوجه”الاسود” امام اوباما الابيض.
 قامت الدنيا ولم تقعد على تصريح لم يعرف عن صاحبه سوى انه من الساكتين دهرا برغم كل مانعانيه من مشاكل وازمات. فالازمة السورية وتهديدات البطاط بضرب المصالح الاميركية بـ”صفحة”  و”الخدمة الجهادية” في مشروع قانون التقاعد الموحد بـ “صفحة”. قامت الدنيا ليس لان السامرائي مطشر اساء للشعب العراقي وهي حقيقة لايمكن نكرانها ولكن لاننا اعتدنا على مواجهة الخطأ او الاساءة بمثلها ان لم يكن “اقمش” منها. وتقف وراء ذلك اسباب  تاريخية واجتماعية بدوية وحضرية وتناشزية طبقا لوصفة  المرحوم علي الوردي.
 السامرائي وغيره صعدوا باصوات ناخبين عراقيين ابا عن جد وليس باصوات اهالي كشمير او كوسوفو او مقاطعة دارفور. اوصلته هو او سواه الى ماوصلوا اليه من مسؤوليات وامتيازات ندفع  اثمانها  معاناة وتظاهرات ومفخخات حيث  يقودوننا من فشل الى فشل وبنجاح ساحق.
ماالذي يحصل لو تعاملنا مع السيد مطشر مثلما تعامل جورج كليمنصو رئيس وزراء فرنسا وقائدها الى النصر في الحرب العالمية الاولى مع  جندي حاول اغتياله؟ في يوم المحاكمة ارسل الى المحكمة يطلب مايلي: سجن هذا الجندي لمدة شهر ليس لانه اراد اغتيال رئيس الوزراء بل لانه اخطأ الهدف. وبعد انقضاء محكوميته طلب نقه الى وحدة عسكرية فعالة لكي يتعلم الرماية جيدا فقد يحتاجه الوطن ثانية.
مالذي يحصل لو فعل جندي عراقي الان باحد السادة المسؤولين من اصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة ومن بينهم مطشر السامرائي وباقي زملائه؟ ربما هناك من يقول ومن اين ناتي بكليمنصو.. صحيح لكن هناك من هو اقرب منه نيلسون مانديلا؟ لماذا لانتقن فن التسامح ومن يخطئ او يخونه التعبير نعمل على اصلاحه او حتى العفو عنه عند المقدرة مع ان “الرفق بالجاني عقاب” مثلما قال المتنبي مخاطبا سيف الدولة.
اتريدون الصدق ام ابن عمه؟ وبالمناسبة فان هذه العبارة المضللة ينفرد بها الشعب العراقي دون كل شعوب الارض. فلغة التخاطب عندنا دائما ذات مستويين  .. مستوى التضليل والتعمية والكلام العام العائم الذي  لانفع منه ولا فائدة. والمستوى الثاني وهو الصدق والصراحة حتى لوكانت جارحة فلن نقولها الا بعد ان نتاكد ان كان المقابل يريد الصدق ام ابن عمه؟ وهذه واحدة من المصائب الاجتماعية التي لم نتخلص منها بعد ولا يبدو في ظل كل مانعانيه من تسقيط وتسقيط مقابل سوف نتخلص منها. وطبقا لابن عم الصدق فان السامرائي اخطأ كلاميا بحق العراقيين لكن كم واحد من المسؤولين من ارتكب جرائم فعلية بحقنا .. امنيا وخدميا وسياسيا طوال عشر سنوات؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب