اصابتني حيرة كبيرة وانا اتابع المشهد العراقي وخاصة فيما يتعلق بداعش
رأيت كثير من القيادات يتبرعون للاطراف الدولية بقتال داعش ويهرعون هنا وهناك بل ذهب بعضهم لكتابة مقالات في الصحافة الغربية يستصرخون الرأي العام الغربي ليعجل بتقديم الدعم لهم فيسبقون غيرهم في هذا المجال
داعش غضب حل على العراق بلا شك ولكن لنكن واقعيين على من حل هذا الغضب اللهم حوالينا ولا علينا
لقد لاقى ابناء نينوى الامرين من سلوك الاكراد معهم بعدالاحتلال ولم تكن لهم شكوى الا تصرفات الاكراد معهم فكان رد الفعل بالالتفاف حول اثيل النجيفي فاكتسح مقاعد مجلس المحافظة واستعدى الكرد ولم يبالي بل استنجد بقوات المالكي عليهم فلاقى ابناء الموصل من هذه القوات الويل ما هانت به مصائبهم مع الاكراد وعاد اثيل فتفاهم مع الاكراد مقابل اتمام سيطرتهم على ما يطلبونه من اراض متازع عليها
اخذ الاكراد الارض ولم تخرج قوات المالكي بل اصبحت شريكا للقاعدة فيما تستوفيه الاخيرة من اتاوات
ثم ظهرت داعش كالبرق فحسمت في ايام مالم تحسمه السياسة في سنوات واستتب لها الامر ولكن لداعش خلق ذميم يعرفه كل الناس فمن تحايل عليهم فيه وخادعهم سكتوا عنه وتركوه فهم يطلبون بيعة ونقاب ولحية وجلباب وتهديم القبور وتوحيد رب الارباب بلا توسل بالاولياء والاصحاب
ولكن ما لم يدركه الراكضون لقتال داعش انها اعادت لابناء الموصل كرامة مهدورة وخاصة لشبابها الذي كان في كل يوم معرض للاعتقال فكيف ينجحون ما لم تتغير على داعش القلوب
وهذا الذي كان اذ سرعان ما ضاق ببعض الناس ما لاقوه من داعش من فضاضة في القول والسلوك وبدؤوا يفكرون في كيف الخلاص . ولكن قبل ان يبتكروا خطة الخلاص طلعت عليهم داعش بنصر جديد فاذا بها تستعيد ما سلبه من الموصل الاكراد فبسطت نفوذها عند الحدود وسيطرت على السدود وخطوط النفط وحقولها واتتنا الاخبار من الحدباء ان الناس اليوم في عيد جديد بعد ان انقضى العيد
وهنا يثور عندي تساؤل مهم من تحارب داعش هل حاربتنا ام حاربت من اضطهدنا فلم هذا التسرع لقتالهم انخشى ان تكون لهم دولة وما الضير من ذلك فهل كانت لنا دولة ام كنا عبيد ومضطهدين من دولة
لست من داعش ولا يربطني بها فكر او نسب من قريب او بعيد ولكني انظر الى المصلحة كيف تكون .تركوا داعش تصفي لكم الحسابات وتكسر الخصوم والاعداء واقنعوا من تستنجدون بهم بالانتظار وافتحوا مع داعش باب الحوار فان نجحت فنجاحها لكم وسرعان ما ستنهج نهج الاعتدال اذ ما مارست الحكم ومقتضياته
مع داعش اليوم حلفاء بعضهم منافقون واخرون اوفياء فعلينا بالاوفياء منهم فقد يكون التفاهم معهم اسهل وتفاهمهم مع داعش افضل من قدرتنا نحن على ذلك
لقد عاش مجتمعنا السني وعلى مدى عشرة اعوام يقاتل الشيعة والاكراد ويقاتل بعضنا بعضا افما تعبنا من القتال واما ان الاوان لنجتمع مع يخالفنا
صبرنا على من سب مقدساتنا ومن خطف ابناءنا ورمى برجالنا في السجون ورمل النساء ويتم الاطفال ولم ينفع معه جميل قول او تلطف بالخطاب وعندما نعاتب رجال يقال هذه هي السياسة خذ وطالب واقول وهل قبضنا شيئا لنطالب بغيره ورغم ذلك صبرنا السنيين الطوال نأمل ان يعقل القوم رغم اننا لم نرى منهم الا عنتا
فهلا صبرنا على داعش مثلما صبرنا على المليشيات عفوا اخواني فلعظم المصاب صرنا نستجير من الرمضاء بالنار