22 ديسمبر، 2024 9:04 م

“\u0627\u062a\u062d\u0632\u0645 \u0644\u0644\u0648\u0627\u0648\u064a \u0628\u062d\u0632\u0627\u0645 \u0633\u0628\u0639”

“\u0627\u062a\u062d\u0632\u0645 \u0644\u0644\u0648\u0627\u0648\u064a \u0628\u062d\u0632\u0627\u0645 \u0633\u0628\u0639”

على وفرة الأمثال والحكم التي لم تدع كل شاردة وواردة عن حياة الإنسان اليومية، وتدخلها في تفاصيلها الدقيقة وحيثياتها، تأتي بمجملها بقصد الحث والتأديب والتثقيف والتوعية والتحذير أحيانا، والتأنيب والتوبيخ أحيانا أخرى. من هذه الأمثال ما يقدم النصح لنا بطبق من ذهب، فيما يخص الدفاع على أنفسنا من اي اعتداء قد نتعرض له، منها؛ (اتحزم للواوي بحزام سبع)، وهو في الحث على أخذ الاحتياطات من كافة أوجهها، وعدم الاستهانة بإمكانية العدو وعدته وعدده، مهما كانت صغيرة.

ولم تكن القصص والحكايات غائبة عن الخوض في هذا الجانب من حياتنا، والغوص في سرد مايؤدي الغرض ذاته، إذ يحكى ان غرابا أراد ان ينصح ابنه ويعطيه درسا ينفعه في مستقبله ليدافع عن نفسه، فنصحه قائلا: (عندما ترى شخصا من بني آدم ينحني الى الأرض، فتيقن ياولدي أنه انحنى ليلتقط حجارة ليلقمك بها، فاسرع بالهرب بعيدا عنه) رد عليه ابنه: (وماذا لو كان هذا الشخص ياأبتِ حاملا حجارته تحت إبطه؟!) هنا تنفس الغراب الأب الصعداء، وقال: (روح وليدي.. اذا تحسّب هيچي حساب بعد ماخاف عليك..!).

ماذكرني بـ (حزام الواوي) وحكاية الغراب وابنه، هو التقدم الذي أحرزه ويحرزه الجيش العراقي بمساندة قوات الحشد الشعبي، في مدن ونواحٍ عديدة من الأراضي العراقية، والتي ساهمت الخيانة والتهاون والأحقاد وبيع الضمائر وغيرها مجتمعة، في احتلالها من قبل عناصر عصابات داعش، والتي ماكان من المفترض ان تحدث. لكن..! كما قيل في أمثالنا الشعبية: (ماكو زور يخلى من الواوية). وما هذا التقدم والنصر الذي تحرزه هذه القوات بجديد على العراقيين -جيشا وحشدا شعبيا- فجيشنا غني عن التعريف في صولاته طيلة عمره الذي بلغ التسعين عاما ونيف، وتشهد له بهذا أراضٍ عربية فضلا عن الأراضي العراقية. أما الحشد الشعبي فهو الآخر له سجل حافل بالنصر والتغلب على الصعاب، على اختلاف أصنافها ومصادرها، إذ لم تنل من أفراده -وهم من الأهالي والمواطنين- المحاولات الحثيثة من قوى إقليمية أرادت بكل ما أوتيت من قوة، خلال الأعوام التي أعقبت عام 2003، بث التفرقة وتمزيق لحمته ونسيجه الفسيفسائي الذي بقي سالما على مر القرون، رغم تكالب أعداء له أتوه من مشارق الأرض ومغاربها، كان التتر واحدا منهم وليس بأبشعهم، فما حدث منذ العاشر من حزيران المنصرم فاق ماتحدث عنه التاريخ في أحداث اجتياح التتر الأراضي العراقية.

وفي حقيقة الأمر أن العراقيين بقدر ماكانوا -في بداية الخرق الكبير في الموصل- قلقين حول ماآلت اليه الأوضاع، وتداعيات تقدم عصابات داعش وتوغلها في أراضيهم، هم اليوم استبشروا خيرا بما حققه جيشهم وأخوانهم المتطوعون من نصر في استرداد أراضٍ لم يكن سهلا -بحسابات أعداء العراق- استردادها، بل سعى كثير منهم الى إدخال اليأس في قلوب العراقيين، وهذا قطعا لغاية -بل لغايات- في نفوس مريضة، كانت ومازالت تكن للعراق الحقد والكراهية منذ أربعة عشر قرنا، لأسباب أظن السبب الرئيس منها طائفيا، ومعلوم أن منبع المعتقد الوهابي من أرض السعودية هو الأداة الفاعلة التي استخدمها المغرضون من إسقاط العراق أرضا وشعبا وحضارة. أما المغرضون فهم أشهر من نار على علم، ومواجهتهم تحتم على الجيش النظامي والحشد الشعبي، وكذلك الثلاثين مليون مواطن عراقي المشاركة فيها، وكما يقول مثلنا آنف الذكر: (اتحزم للواوي بحزام سبع).

*[email protected]