في الاول من نيسان ، أغارت قوات الصرخي المسلحة على اربع صحف عراقية في يوم واحد . فأحرقت احداها ودمرت مكاتب واجهزة الاخريات .. وخرج المهاجمون بعد ان استغرقت غاراتهم قرابة الساعة والنصف لكل جريدة سالمين غانمين . ولم يعتقل اي منهم !
وكانت اثار الدمار واسعة والخسائر المادية كبيرة ، وقد تعرض مسؤولي الصحف المتواجدين اثناء الغارة الى اذى جسدي ، حيث اعتدوا على رئيس مجلس ادارة صحيفة (المستقبل العراقي) امام موظفيه وبعد الانتهاء منه تحول المهاجمون الى العاملين من صحفيين واداريين ولم ينجو منهم الا من استطاع القفز على البيوت المجاوره . وقبل ان يغادروا احرقوا مكاتب الجريدة ، ثم رحلوا .
اما صحيفة (الناس) فلم يسلم العاملون فيها من الاهانة ، ناهيك عن الكلام البذيء الموجه للعاملين ، وعند خروجهم انذروا العاملين بالجريدة بعوده اخرى الى ما اعادوا الكره ونشروا ما يسيء الى (سماحة المرجع) !
وحسب ما وصلنا من معلومات مؤكدة فأن الغارة الصرخية على جريدة (البرلمان) كانت على جبهتين .. جبهة الحوار التي كان يمثلها (ابو عمامة سودة) يرافقة ثلاثة من اصحاب العمائم البيضاء والذين استقبلهم رئيس مجلس ادارة الجريدة ، كما جاء في بيان للجريدة نشرته وسائل الاعلام . اما الجبهة الثانية فقد تمثل بحوالي ثلاثين شقياً كانوا يهتفون امام مبنى الجريدة بحياة (الامام الصرخي) ويهددون العاملين بالويل والثبور . ولم ينفع مع الجبهة الاولى (المحاورة) الاسلوب المتعقل الذي قابلهم به صاحب الجريدة ، واستعداده لنشر رد في نفس المكان الذي نشر الخبر ! اذ قام واحد من (اصحاب العمائم البيضاء) برمي عمامته على الارض صائحاً : (انا مو شيخ (فلان) اذا لم اهدم البناية على رؤوسهم !) . ويبدو أن هذه الحركة كانت دعوة للذين يهوسون امام المبنى لبدء المعركة ، حيث اندفعوا الى الداخل ليخربوا مكاتب الجريدة ويعتدوا على احدى الصحفيات بالضرب ثم ليرعبوا الاخريات اللواتي اجهضت احداهن جراء ما تعرضت له من رعب ! اما البيوت المجاوره لم ينج احدهم حيث رماه اتباع ( الامام الصرخي ) من على سطح احدى البنايات الى الارض ، وهو الحال مكسور الساقين في المستشفى .
اما جريدة ( الدستور ) فكانت الهدف الرابع للصرخيين الذين اول ما فعلوه هو الاعتداء على مدير التحرير ، وبعدها توجهوا الى الزملاء والزميلات حيث استعملوا معهم الحوار الودي بالـ(بوكسات الحديدية) ولما كان هذا لا يكفي ولا يشفي غيظهم فقد حاوروا بعض الزملاء بالسكاكين وقد بلغ عدد المصابين اربعة . وحسب ما وصلنا من معلومات موكدة فان النساء لم ينجون من الكلام البذي والشتائم والسب والتهديد بالقتل ، ولكن اكثر ما اذاهن هو ( الفشار ) البذيء جداً ، والذي يعف عن ذكره اللسان ! وقبل ان يغادروا دمروا المكاتب وفرقوا كل ما وجدوه من ورق مكتوب ، ثم توعدوا العاملين بالقتل في حال ( اضطرهم ) للعودة مرة ثانية !!
هذا وصف مختصر لغزوة ( الصرخين ) على وسائل الاعلام العراقية . ولعل ما اثار الشكوك هو ان سيارات النجدة كانت اما قريبة من مقرات تلك الصحف او كانت تمر امامها ولكنها لم تفعل شيئاً . حتى ان احدى الصحف كانت قريبة من حامية لقوات الشرطة الاتحادية ، بل تقع في مقابلتها ، ولكن لم يتحرك احداً منهم واكتفوا بالتفرج على المهاجمين وهم ( يهوسون ) امام مبنى الجريدة .. وحين سئلوا بعد ان غادر المهاجمين كان ردهم : ماكو اوامر !!
قد يتساءل البعض ما هو السبب في الهجوم المسلح للصرخيين على الصحف الاربع .. والاجابة هي ان الصحف هذه قد نشرت خبراً تناقلته وكالات الانباء مفاده ان اتباع الصرخي قد احتلوا منطقة ( سيف سعد ) في مدينة كربلاء واقاموا فيها خياماً وقاموا بتفتيش الخارجين منها والداخلين اليها واخيراً هددوا ادارة العتبة الحسينية بتسليمها اليهم والا فانهم سياخذونها بالقوة ! وقد احاطت بهم قوات الجيش والشرطة من دون ان تنفذ اي اجراء . وابدى محافظ كربلاء ( الهر ) احترامه للصرخيين ، كما جاء في بيان صحفي له ، ووصفهم بانهم اتباع ( مرجعية عربية ) !
فيما يرى المراقبون السياسيون في كربلاء والنجف ان جهة (ما) وراء هذه الظاهرة ( الصرخية ) الجديدة .. ويربطون بينها وبين ظاهرتين غريبتين سابقتين : اولهما ظاهرة ( عصائب اهل الحق ) التي خرجت الى العلن وغابت فجأة ، وقيل وقتها بانها صنعت لتهديد التيار الصدري ! اما الظاهره الثانية فهي ظاهرة البطاط الذي ترافق ظهوره مع الاضرابات والاعتصامات في الانبار والموصل .. ويقال ان البطاط صنع هو الاخر لتخويف المتظاهرين وارعاب كل من يتعاطف معهم من السياسين بعد ان اعلن البطاط استعداده لقتل كل من يايد المتظاهرين من السياسين ! في حين يرى العديد من المراقبين بان ظاهرة ( الصرخي ) الذي عرف واتباعة من خلال تصادمات حدثت بينهم وبين القوات الحكومية في البصرة وذي قار والديوانية قبل اقل من سنة . لكنه ظهر اليوم ليهدد المرجعية بالانتقام منها اذا لم تسلم لها امره وكذلك واردات العتبات المقدسة اليه .وعرف ايضاً بان جهة ثانية ( غير الخارجية المعروفة ) كانت تشجعه من طرف خفي على تصعيد تهديداته للمرجعية .
ويجمع المراقبون السياسيون في بغداد والنجف وكربلاء بان هذا التمدد الاعلامي والسياسي الواسع للصرخي واتباعه لا بد وان جهه ما تستفيد منه ! وان الصرخي ينفذ ارادة تلك الجهه ومخططاتها .