أصدر كاتب سعودي في ستينات القرن الماضي كتابا بهذا العنوان ؛ وقد ثارة ثائرة الحقد والكراهية من قبل عتاة الوهابية أنذاك وحوكم الكاتب محاكمة صورية وأصدرت عليه المحكمة حكما بألأعدام . وعلى الرغم من المناشدات التي قامت بها منظمات أنسانية ورجال دين فقد تم أعدامه.
بعد مشاهدتي للمسلسل العربي {عمر} والذي تبثه فضائيات عديدة وخاصة الجزء المتعلق بأبي طالب وموقفه ألأيماني ألداعم للنبي{ص} ؛ودعوته بني هاشم الى ألأيمان برسالته وحمايته ونصرته توصلت الى حقائق منها:
أن الصراع بين بني هاشم وبني عبد شمس الذي كان قائما في الجاهلية
أمتد الى وقتنا الحاضر ؛فقد وقف ابو سفيان الى جانب الكفر وحاول وزوجه هند وعشائرهم ألقضاء على ألأسلام وأطفاء شعلته.فقد وقفت بني أمية وقفت ألعداء لأهل البيت وجندت وعاظ السلاطين لبث ألأكاذيب ضد أهل بيت رسول الله وماموقف معاوية ورهطه ضدهم ألا استمرار لذلك العداء ؛وأن تشويه موقف ابي طالب والتشكيك بأيمانه هي أستمرار لتلك الحملة ألتي تظهر علينا بين الفينة وألأخرى.من يراجع خطب ابا طالب وأشعاره في حمد الله وتوحيده والدعوة الى نصرة النبوة هي أكبر دليل على أيمانه.
لم يتعرض أحد الى موقف عم النبي أبي لهب وزوجه أم جميل ولولا ألآيات القرآنية التي جاءت بذمهم لموقفهم من ألرسالة وتعذيبهم للنبي والتصدي لرسالته ؛لربما وجدنا مجموعة من وعاظ ألسلاطين تصدر كتبا بأيمان أبي لهب لعنه ألله!!.
لوقارنا بين موقف ابا طالب وزوجه فاطمة بنت أسد التي أرضعت ألنبي{ص} وكانت أما له بعد وفاة أمه أمينة وموقف أبا سفيان وزوجه هند يكفينا الدليل ؛ولكن ألأبواق التي تتعرض الى أبا طالب كانت تهدف الى ألأساءة الى أهل بيت ألرسول عن طرق شياطينية بألأساءة الى عم النبي وناصره وألذي تعرض الى ويلات شعب ابي طالب وهو في ذلك السن والذي توفى بسبب ذاك الحصار دفاعا عن ألأسلام ونبيه{ص}.
ألحملة المسعورة لازالت مستمرة عن طريق بقايا بني أمية من ألوهابين والسلفين؛ بتحريض الرعاع بقتل الموالين لأهل البيت وتشويه سمعتهم ؛فبعد سقوط النظام الفاشي في بغداد ؛تدفق ألقتلة الى العراق وزرعوا الموت والدمار في المناطق التي يقطنها الشيعة ولازالت مستمرة الى يومنا هذا ؛والذي يجري ألآن من حملات أعلامية من الفضائيات التي تديرها السعودية وقطر وبقية مشايخ الخليج بالتحريض ضد الشيعة والدعوة الى أستئصالهم واستعداء الغرب عليهم ماهو الى دليل صارخ على تلك الحملة.
ألحملات المستمرة على الشيعة ألمدفوعة الثمن في مصر واليمن وغيرها من الدول ألأسلامية ؛يمكن ملاحظة تأثيرها من خلال أللافتات التي يرفعها بعض ألمتطرفون من ألوهابين في سوريا {نحن قادمون أيها الفرس ألمجوس} وحملة القتل والترهيب التي يقوم فيه هؤلاء ضد الشيعة في حي السيدة زينب حيث يقومون بتصفية عوائل شيعية ونهب أموالهم ودفعهم الى ترك ديارهم يؤكد حقيقة أن أحفاد أبو لهب وأبو سفيان لازالوا على نهج أسلافهم !!.
أن الحملة المسعورة التي تشنها ابواق السلفية والوهابية ضد حزب الله وآيران تأتي متناسقة مع الحملة التي تقوم بها أسرائيل والحكومة الأمريكية ؛فقد أصبحت دول المشايخ قواعد ثابتة للأساطيل الغربية في محاصرة ألدول التي تقف ضد توسعها في المنطقة ؛وبالمقابل تقوم الدول الغربية بالتغاضي عن عمليات القتل وألأرهاب التي تقوم بها السلطات السعودية ضد المنتفظين في شرقها ومشيخة البحرين ضد ألأغلبية ألمطالبة بحقوقها ضمن مبادئ ألأممم المتحدة ضاربة بعرض الحائط حقوق ألأنسان التي تتشدق بها ليل نهار عندما يتعلق ألأمر بالشعوب والدول التي تقف ضد تمددها واستغلالها للشعوب ألمستضعفة.
كانت ولازال دولة آسرائيل تقتل وتهجر وتضطهد الشعب الفلسطيني منذ قيامها؛يقف ألأعراب موقفا متفرجا منها ولكن عندما يتعلق ألأمر بالدول العربية ؛تسارع دول المشايخ الى دعم الغرب في تدمير بنيتها ألأساسية وقتل كفائاتها العلمية ودفعهم الى ألهجرة لتصفية ألبلدان العربية وألأسلامية من أبناءها التي صرفت عليهم ألدول العربية مئات ألمليارات في تعليمهم في دول العالم ألمختلفة.
لقد بدأت هذه الحملة ضد علماء الصواريخ ألألمان في مصر وقد أمتدت الى ألمشروع النووي في العراق في ثمانينات القرن ألماضي وأستمرت الى يومنا هذا في تصفية ألكفاءات في العراق بعد السقوط وألعلماء ألأيرانين ومايجري ألآن من تصفيات للكفاءات في سوريا حيث تم تصفية أحد علماء سوريا ألمتخصصين في هندسة الصواريخ وعائلته ؛علما بأن عمليات التصفية يقوم بها عرب ومسلمون بأشراف من الموساد ألآسرائيلي وألمخابرات ألأمريكية وألغربية .
فالعرب لم يتخلصوا من عقدة الجاهلية وهي التعاون مع الشيطان ضد من يختلفون معهم بالرأي ؛فقد كانت حلقة مستمرة منذ غابر الزمان الى يومنا هذا ؛وتاريخ الغساسنة والمناذرة وكذلك دول الطوائف في ألأندلس وفي حرب أسرائيل ضد حزب الله ألذين يدعون جهارا الى القضاء عليه ويعتبرونه خطرا على ألأمة العربية أكثر من أسرائيل !!.فلا غرابة أن يقف أجدادهم من أبا طالب هذا الموقف العدائي الذي يهدف بشكل مباشر الى تشوية تاريخ ألأمام علي لأسباب قبلية وطائفية!!.