18 ديسمبر، 2024 10:56 م

ابو رغيف ونباح الكلاب السائبة

ابو رغيف ونباح الكلاب السائبة

العابثون بالصيف الفقير, والشتاء الصبور, والربيع الخجول, والخريف الشغوف, تراهم يتقافزون على أوتار قيثارة سومرية, ليعزفوا لحن الرحيل الى المجهول, بصوتهم النشاز, ليمحو الإبداع برجالاته وليرسم اليأس في بلد التحدي والإصرار, ليغفو العراق على شواطئ الضياع.
مؤامرات دبرت بليل, باتت ملامحها القبيحة ظاهرة, ومن ورائها أهداف مبطنة, لتزويق الباطل, ليبدو جميلا, ولكن الله أراد أن يكشف المستور ويظهر الحقيقة, لتنجلي غيوم الرياء والكذب, ويعلو صوت الحق وتشرق  الشمس رغم أُنوف المارقين.
نوفل أبو رغيف الشاعر الإنسان, الذي تعرض لهجمة تشويه وتسقيط من قبل المدعو محمد الدراجي, وهو الأداة بيد جهة معروفة تسعى لمحاربة الناجحين, ورشقهم بتهم باطلة للوصول الى غاياتهم الخبيثة, فأدعياء الفتن وضباع البرامج التافهة لا يختلفون عن تجار الموت, وصناع الأكاذيب مع القابعين في أحضان الفساد والتآمر, لتحقيق رغباتهم الشيطانية.
كل هذه الخزعبلات والتهم غايتها الإستحواذ والإستجداء للمناصب, التي لا تصلح لهم ولا تليق بهم لأنهم فاقدي الضمير, وتسقيطاتهم الرخيصة للتزلف والنفاق لا غير, وشعورهم بعدم إستحقاقه وكفاءته لهذا المنصب, جعلهم يتهمونه بالبعثنة وأنه أحد أزلام الدكتاتور المباد, وكتب له القصائد وتغزل به, وهم يدركون تمام الإدراك كذبهم وتدليسهم لشخص أبي رغيف, ليلبسوه ما كانوا هم يلبسون.
شخصية مثل شخصية نوفل ابو رغيف تجمع كل هذه الصفات, تارة تجده شاعراً وإعلامياً محترفاً, وتارة ناشطاً سياسياً, وباحثاً أكاديمياً, رجل بتلك المميزات لابد من وجود أعداء يتربصون به, للنيل من نجاحه محاولين بكل الطرق إزاحته, بعد تسنمه ونجاحه في قيادة دائرة السينما والمسرح, وكان الرجل المناسب في المكان المناسب, إلا أن بعض المارقين سعوا سعيهم وخططوا خططهم للنيل منه, وأستطاعوا أن يجعلوا من محمد الدراجي أداة, وفلمه (تحت رمال بابل) سبباً للتسقيط والإتهام, فبئس ما تحيك أناملكم.
الرأي الآخر مهما كان مناقضا للخير بكل فضائله, فهو دليل على أن أبا رغيف وأمثاله من المبدعين يرفضون الفوضى, سيما وأن الحرية عندهم مكان آمن مطمئن لا حدود له, فالتسقيط الذي تعرض له (الدكتور نوفل) لا يعد شيئاً في عيون المتميزين, فالقافلة تسير والكلاب تنبح, وسيبحثون عن شخص ناحج آخر كي يدخلوه في قاموسهم الأسود, ويشنوا حربهم التافهة فهذا ديدنهم.