يقتلع عبارات الثناء حيثما حل, ونتاجه وإبداعه كان حسماً للنتائج وأدهش المبغضون, بذل جهوداً مضنية, وأزاح الكثير من الإبتذال و الإسفاف, في مجمل الحياة الثقافية مع عصر الديمقراطية والحرية الوافدة الينا.
إنه ليس ترفاً ثقافياً أن يتم تكريم المبدعين, فهم بوابة القرون الأولى, وهي الضامن لأستمرار التنوع الثقافي, ليضاف الى الإرث الحضاري لبلاد ما بين النهرين.
باتت الثقافة مورداً مهماً لرفد الحضارة العراقية بالإبداع والديمومة, و مع ذلك يحاول بعض جنود التآمر والفساد, والطارئين على الثقافة المضي بإفشال المسيرة الثقافية, والإنتقاص من منجزاتها وتشويه الواقع حولها, رغم أن هناك شخصيات مثقفة ولها مكانة في المجتمع, لأنها موطن يشع نوراً بين صفحات الثقافة العراقية متجذرة في طياتها, خصوصا وأن بقايا النظام السابق اللا ثقافية قد إندثرت مع نظامه المقبور, والذين أثبتوا أنهم فقاعات بعثية لا تمت للإبداع في شي.
شخصية دؤوبة في عملها ومعه مواكب من المبدعين, تسرج خيولها من أجل رفد الساحة الثقافية بكل ما هو متميز ومميز, فحقَّ لنوفل أبي رغيف أن يبعث برسائل للتسامح والأصالة والإعتدال, على العكس من فريق المفسدين والمروجين للإشاعات والأخبار, خلافهم لا لشي, إلا لتضارب مصالحهم الفئوية والشخصية مع الأول, ولا يتركون للتراث الإنساني مجالاً للإنفتاح, على قديم الأمس وجديد الحديث, لأنهم أنغلقوا يوم أصمَ النظام المباد عليهم عقولهم وأقلامهم, لتتشكل بهم ثقافة معاقة عقيمة.
أحوج ما نكون اليه الآن تفاعل ثقافي حقيقي, وهذا ما يجب أن يقوم به الدكتور (نوفل) في حركته النشطة, بإتجاه التكيف مع الوضع الراهن وتكوين رؤية ثقافية إنسانية جديدة, تجعل من المثقف العراقي على هرم التراث العربي الثر, فكأنه قد قرأ المشهد الثقافي جيداً, وهو الذي عانى من الفوضى والتداخل والإنحياز, وقدم لنا بإمتياز لوحة فنية رائعة قريبة من النفوس ذات مستوى إبداعي عميق, تتزاحم حوله الآف من المبدعين والمثقفين.
رغم أنه لازال في الساحة مَنْ يُشكل علينا ثقافتنا, ويكيل لنا التهم, وغايته التسقيط وهو يعيش في قصور الوقاحة والرذيلة.
إننا نطلقها لهم أن لامجال للمساومة, وخيمة العراق سيعيش في ظلها مبدعو العراق جميعا, ولن نرخي العنان لعلاقة هجينة خبيثة, بين ثقافة الإرهاب وإرهاب الثقافة, و عندها سيموت المثقف المتطرف الأعمى الى الأبد, فعندما تسمع الآخرين يتقولون عليك فتيقن أنك تجذبهم.