ما زال الاستبداد الديني يفعل فعلته في مجتمعاتنا الغارقة في وهم التدين الكاذب وتطبيق الشريعة الاسلامية وتناقضاتها على ارض الواقع وكأننا سنقضي اعمارنا في محاولة اثبات ما هو معرف وثابت اصلا الا وهو الحق والعدل والصدق والاحسان مستندين في ذلك على قيم سماوية شرعها الخالق عزوجل وانزلها لنا بواسطة انبيائه ورسله فلا نحن تمسكنا بها وعملنا بها بالشكل الصحيح والسليم ولا نحن وضعنا لنا اسس وضعية تعيننا على فهم هذه الحياة وتجعل من عيشنا عيشا يسيرا لان الانسان البسيط ما عاد يطيق تعقيدات هذه الحياة وتقاطعاتها المتعددة والتي جعلت من هذا الانسان حائرا في ظل هذا الاختلاف الرهيب فيما نؤمن به وفيما نعيش ونواجه على ارض الواقع.
ببساطة لم تفلح الشريعة الاسلامية في تغيير عقلية الانسان العربي فظلت قيم البداوة في الغزو والسرقة والسبي واحتقار المراة والافتراء والاحتيال والكذب تسيطر على عقله فلم تنقله قيم هذه الشريعة السمحاء من هذه الهمجية الى عالم ارحب الا في غضون سنوات عاشتها الامة في ظلال رسول الله وخلفائه الراشدين الاربعة شهدت تغيرا نوعيا لتعود بعد ذلك قيم الصحراء والبداوة هذه لتطغي من جديد ولتعود قيم سوء التفسير والفهم الخاطيء لهذه الشريعة للانتشار وكأننا لا نستطيع العيش من دون ازمات او صراعات وتقاطعات تزيد من صعوبة حياتنا وتزهق دماء الابرياء منا وتجعلها ثمنا لاستبداد البعض وطغيانه المريض.
ان مسميات القاعدة وداعش وبوكو حرام لهي المثال الحقيقي لذلك الاستبداد الديني حينما توّكل مجموعة من القتلة توّكل نفسها نيابة عن الخالق في التحكم بمصائر الناس وتكفير بني البشر من دون وجه حق فالخالق بكل بساطة خلق خلقه واعطاهم مطلق الحرية في التفكير والايمان والشك واليقين ذلك ان سره الاعظم لا تدركه العقول ويبقى المخلوق كائن بسيط تسيطر على عقله الكثير من حالات الشك واليقين في من خلقه ومن يدير هذا الكون الفريد من نوعه في صياغته وتكوينه وطريقة عمله وامتداده الزمني وكيف هي شكل العلاقة التي تربطه مع الخالق، وكذلك ان الانسان حر في عبادة الخالق ام لا فالهداية والضلالة شأن الخالق مع خلقه اما ما يهم الناس والبشر ان يتعاملوا فيما بينهم فيما يرضي الخالق ويحفظ كرامة الانسان وادميته على ان يكون هذا العيش موافق للمنطق والفطرة التي فطر الله عليها الانسان لا ان يقود الى الشذوذ والانحراف وانتشار الظلم والاستبداد والاضطهاد.
ببساطة ايها المتطرفون المجرمون انا مسلم اعمل بشرع الله الموافق للعقل والمنطق واحترم جاري اياً كان دينه ومذهبه وتوجهه الديني فالقي عليه السلام وابارك له في اعياده وازوره في مرضه ونتبادل الطعام ونتعاون في الازمات ولا يوجد لدي ما يقف عائقا لاقامة هذه العلاقة الانسانية المبنية على الحب والاحترام والتعاون والتضامن مع اي انسان طالما هو انسان فالخالق اوجد الانسان قبل الدين وبالتالي الانسان واحترامه والاحسان اليه وحفظ دمه وماله وعرضه مقدم على كل الشرائع والاديان اذا كانت ستزهق روحه وتسفك دمه وتبيح عرضه وماله من دون وجه حق واما الاختلاف في الاديان فمرده الى الله جل وعلا وهو سيقضي ويحكم بين عباده يوم القيامة في اي الاديان على حق وصواب.
ايها المتطرفون المتأسلمون المجرمون اذهبوا انتم ودينكم وتدينكم وشريعتكم ومن افتى لكم وغسل عقولكم وكذب على الله وعليكم وغرف المخابرات المظلمة ودهاليزها التي تدعمكم وتمولكم الى الجحيم.