شعور مخجل حين ارى وقائع جلسة مجلس النواب واجتمعات الكتل والاحزاب السياسية والندوات والمؤتمرات الثقافية والعلمية والخطب الدينية,مشاهد يظهر فيها صفوة المجتمع هدفها الارتقاء بالمجتمع والحث على المواطنة ودعم الفقراء والسلم الاهلي, نقرأ ونرى ونسمع عن كثب جدا جملة المقدمات التي تسبق تفاصيل الاخبار والتقارير الاعلامية والتصريحات الصحفية والقرارات السياسية والخطب الدينية وغيرها..يبدأ التحضير بكل الامكانات المادية والمعنوية وبتخطيط ناجح وحضور اعلامي مؤثر بهدف ايصال النشاطات بغية خدمة المجتمع..ولعلي لا اغالي ان هذه المشاهد واهمه الاهداف فيما ترنو اليه.
نعم:لا اطعن في ما تقدمه من رؤى واطروحات مهمة في خدمة المجتمع..انا اعترف انها قدمت خدماتها وعالجت المشاكل..فهذا هو “ابو القواطي” قد ملىء “كونيته”بعلب العصائر والمشروبات الغازية التي خلفتها نتائج الاجتماعات ليببيعها بملغ 1000- 1500 دينار ما تكفي لشراء كيلو (طماطة وبتيتة وخيار)!!..حقا نتائج سريعة سدت رمق عيش “البروليتاري العراقي” وحفِظت عائلته من الجوع والتشرد..والفضل لمؤتمر”ابو قاط” ومن ساهم معه في انجاح كلماته المعطاء التي ثقبت تبليط الجسر لتصدح في صريفة الفقير”نحن معك وجسر للطيبين”
نقاط تبهر اذا وضعت لتقيم حياة “ابو قاط” وخدماته وحياة ” ابو القواطي” وخدماته؛ فهذا ارتدى قاطه الماركه وربطة عنقه والكماليات الاخرى متوجها بسيارته الفاخرة لحضور اجتماع والقاء كلمات تصف الواقع دون تغيير حقيقي..!!وهناك في الجانب الاخر نرى “ابو القواطي” ارتدى ملابس “الباله” حاملا “كونيته” متوجها لالتقاط نفايات الاول..!! فالاخير ساهم في نظافة مدينته والاول عبئا عليها.
فالنفكر قليلا ونطرح سؤال ماالذي قدمته الاجتماعات والمؤتمرات للمواطن الفقير؟؟ الجواب يأتي بأحصائيات وارقام خيالية تطرحها مراكز البحوث والدراسات الدولية عن تردي المستوى المعيشي للمواطنين والقتل والجرائم والظواهر اللا اخلاقية التي لوثت المجتمع وارهقت كاهل الشرفاء من ابنائه واحتلال العراق المراتب الاولى في الارهاب والظلم والتردي وخاصة على المستوى الانساني..اخر الكلام :ان اي مبادرات ثقافية ومعرفية لا يمكن ان تحقق نتائجها دون النزول للواقع ومشاركة الناس همومهم..ادعموا الشارع العراقي بأفعال لا اقوال تذهب بعد ساعات في فضاء واهي..سارعوا بدعم الفقير,تعلموا المبادرات الجميلة التي انطلق بها ثلة من المواطنين النبلاء بحملاتهم العملية الداعمة للفقير..لا ان نصنع فجوة بيننا وبينه..تقربوا الى الفقراء باياديكم وليس بكاميراتكم..لا تتجاهلوا “ابو القواطي” فقد يقييم مؤتمر يوم ما وفي عقر مؤسساتكم.