أبو احمد كل من في المنطقة يلقبونه (ابو الطلايب) ليس لأنه سيء الخلق او غير ذلك من الصفات المذمومة، انما لأنه لا يستحي من كلمة الحق، يشهد على نفسه ان أخطأ، ويطالب بحقه حتى ولو كان دينارا واحدا، لذلك الجميع يحسب حسابا للسانه, ولا يطلبه للشهادة الا من كان واثقا من نفسه بأنه على حق, جميع من يجلس معه يمتدحه, ولكن لمجرد الابتعاد عنه يذمه ويصفه بأبشع العبارات!
حاول كثير من أهالي المنطقة ان يثنوه عن عادته، بقولهم بأن ما يقوم به يعتبر وقاحة, وانه اذا استمر بذلك سيفقد أصدقائه, وحتى عائلته, لكن دون جدوى.
كان كل من يطلب مالا او حقا لدى الغير، ويستحي او يخاف ان يداعي به، يأتي الى “ابو الطلايب” ليطالب له بذلك!
المشكلة ان أبو احمد او “ابو الطلايب” لا يرد من يأتي اليه، طالما كان يعتقد ان له حقا، بغض النظر عن علاقته معه، اما طالب الحاجة عندما يأخذها، يذهب ويذم أبو احمد؟
وصل الحال بأبو احمد بأنه سلم أوراق ابنه الى هيئة النزاهة، ليس لكون ولده سارقا، انما لوجود شبهات فساد عليه، لكن تصرفه هذا بدل ان يمدح عليه، اخذ يعير به، كلما طالب بحق، او تحدث بما يراه حق، قالت له المنطقة، انظر الى ابنك الفاسد قبل ان تتكلم!
قبل عام تقريبا، المنطقة اختارت عادل أحد أبناء ” ابو الطلايب” ليكون مختارا عليها، متوقعين من أبو احمد ان يفرحه هذا القرار، وربما يجعل صوته ينخفض قليلا، خصوصا بعد ما لاقاه من كلام بسبب تخليه عن ابنه الأول، وبذلك تكون لهم حرية التصرف بمقدرات المنطقة.
استلم عادل المنصب، وهو يعلم بأن والده لن يسكت عن أي خطأ يرتكبه، لذلك حاول ابعاده بكل وسيلة عن مصدر القرار بالمنطقة، مع ذلك بارك له والده المنصب، وقال له يا ولدي لا تحرج مني، وانت مطلق اليد في كامل استحقاقي، واني امنحك ستة أشهر، لتعيد للمنطقة هيبتها، وتعمل على اصلاح ما أفسده من كان قبلك، اما عادل فقد وعد والده بوعود كثيرة أهمها اصلاح وضع شباب المنطقة، وبناء مدارس، وكهرباء وغيرها من الأمور الكثيرة.
مضت الأشهر، والحال نفس الحال، ولم يتغير شيء، لذلك قرر ابواحمد ان يكون معارضا لولده، لأنه لم ينجز شيء لمنطقته وشبابها.
استغرب المنطقة تصرف ” ابو الطلايب” واخذوا يلومونه على تصرفه هذا، اما المنتفعين من عادل، اخذوا يروجون على أبو احمد انه أصبح يعمل ضد ولده لأنه لم يحصل على مراده منه!
عموما أبو طبع ما يجوز من طبعه، وابو الطلايب ما يسلم منه أحد، حتى أولاده!
لا والمضحك يقولون ان ابو الطلايب سيقود مظاهرة يوم الجمعة القادمة، ليطالب بالخدمات
المضحك ألمبكي ان شباب المنطقة التي سيخرج من اجلهم ” ابو الطلايب” أصبحوا ضده لأنه يريد المطالبة لهم بوظائف ويؤمن حياتهم!.