18 ديسمبر، 2024 8:07 م

ابوالغيط: افشل امين لأفشل جامعة

ابوالغيط: افشل امين لأفشل جامعة

هناك حالة اجماع شعبي كامل في البلدان العربية الاعضاء في الجامعة العربية بأن هذه المؤسسة (الجامعة) فاشلة فشل ذريع و لا يرجي منها، و ربما يكون هناك اجماع “رسمي” حكومي ايضاً بذات المضمون و ان لم يكن مصرح به لأسباب دبلوماسية..
فالجامعة منذ تأسيسها لم تستطع معالجة اي أزمة أو أشكال سياسي في المنطقة، و لم تخلق واقع سياسي أو اقتصادي جديد .. و تحولت الي منبر موسمي للخطب الرسمية كسوق عكاظ “في جاهلية العرب” بل و اقل قيمة!
حبر كثير اريق علي اوراق كثيرة دفقه مفكرون و باحثون و صحفيون لبحث اسباب فشل الجامعة العربية في بناء موقف عربي متماسك و بناء تصور سياسي و إنساني قومي مقنع و من ثم فرضه علي المنطقة و اجبار العدو و العالم علي احترامه.
اسباب كثيرة تم اقتراحها لكن ليس من بينها ان ضعف جامعة الدول العربية عائد بالاساس الي انها شيدت كجهاز بروقراطي “مكتبي/ديواني” عابر للحدود اعتمادا علي بروقراطيات صغيرة و عديدة و متنافرة فيما بينها تمثل جماع الانظمة الحاكمة في البلدان العربية كلها.
لقد مر علي منصب الامين العام للجامعة العربية منذ تأسيسها عشرات الرجال، كلهم كانوا بروقراطيين (موظفين) بلا ادني خبرة و مهارة سياسية، لكن ربما كان افشلهم علي الاطلاق هو الامين العام الحالي..
فالمنطقة تمور اليوم بعشرات الازمات و النزاعات و الحروب و تراجعت الازمة العربية الاسرائيلية لتكون اهون هموم العرب!
الحرب في سوريا و اليمن و ليبيا و ازمات و عنف في العراق و لبنان و الوضع الهش في الجزائر و السودان و الوضع الآيل للانهيار في تونس و مصر و الصراع الخليجي الخليجي و التهديد الايراني و التدخل التركي كلها ملفات شائكة للغاية و لا تملك الجامعة العربية ادني فكرة أو موقف أو تصور موحد للتعامل مع تلك الملفات! و لا يملك الأمين العام الحالي اي حضور و لا يشعر به و لا يأبه له احد!
هذا الأمين الحالي لا يعدو كونه موظف في الدبلوماسية المصرية “و هي بدورها دبلوماسية دولة يسيطر عليها البروقراطيين الذين تربوا علي خدمة الحكام من زمن الباشوات الاتراك الي زمن الباشوات الوطنيين-الجنرالات و كبار الموظفين” ..
صحيح ان مصر احتكرت منصب الامين العام لنحو ثلاثين عاما أو اكثر إلا ان الامناء العامين السابقين كانوا أفضل حالاً، فعصمت عبد المجيد كان خبيراً بدهاليز الحزب الوطني الحاكم، و احد الطباخين الرئيسين في جهاز السياسة المصرية و عمرو موسي استفاد من زخم عودة مصر “للحضن العربي” و عمل في مرحلة أفضل من هذه، بينما “أبو الغيط” لا يعدو كونه موظف مكتبي مغمور برغم المراكز المرموقة التي شغلها في مصر “مندوب لدي الأمم المتحدة” و هذه لا تشفع له حتي في توالي رئاسة خارجية مصر! و حتي منصب المستشار السياسي لوزير الخارجية و لرئيس الوزراء التي شغلها قبل تولي الخارجية لم تخرج به عن كونه “موظف” لأن جهاز ادارة الدولة في مصر اقوي من الجهاز السياسي فيها اذ ان مصر بقيت دوماً بلا حياة سياسية و بلا حراك سياسي منتظم “احزاب مصر تعاني ضعف مزمن” فهو لم يكن مستشاراً سياسياً بالمعني الحقيقي و بما تعنيه المرونة الكاملة لمفردة “سياسي” اذ كان موظفاً سياسياً! و لم يرتقي لمنصب وزارة الخارجية إلا في اعقاب زلزال 25 يناير الذي ضرب جهاز الدولة البروقراطية المصرية و كسر حزب مصر الحاكم!