17 نوفمبر، 2024 4:37 م
Search
Close this search box.

ابن العلقمي ..وابن تيمية والتهمة الزائفة

ابن العلقمي ..وابن تيمية والتهمة الزائفة

يذكر لنا التأريخ أن ابن الأثير الكاتب والمؤرخ في كتابه الكامل قد نعى الإسلام وتأسف عليه قبل غزو هولاكو للعراق أي قبل أن يكون ابن العلقمي وزيراً لدى الحاكم العباسي ، لكننا نرى أن أصحاب الفكر التيمي الداعشي دائماً ما يلصقون تهمة وهي كون ابن العلقمي شيعياً وقد تعاون مع التتر ضد الحكومة العباسية وزعيمها القائد التيمي ، والسبب المؤكد هو الحقد الدفين الذي يحمله هؤلاء ضد أتباع اهل البيت والمسلمين بصورة عامة ، ولكي تكون الصورة أوضح وأدق لدى القارئ اللبيب في ما حصل ويحصل الآن وانطباق بعض الوقائع الماضية على مذهب الخوارج نذكر ونبين ما ذكره سماحة المرجع الصرخي الحسني في ما يتعلق بهذا الأمر
قائلاً : (( لا نذهب بعيدًا عمّا ذكره ابن الأثير فيما يتعلَّق بمورد حاجتنا للبحث، لكن لوجود عناصر إثارة مهمّة في بعض كلامه فإنّنا نضطر للتفريع والتنظير محاولين عدم الابتعاد كثيرًا عن محور البحث، وكما أخبرناكم سابقًا إنّنا سننفتح مضطرِّين إلى تفريعات مفيدة وضروريّة تبتعد عن محور البحث ثم نعود، فالمعذرة إلى الله تعالى ثم إليكم ))
والكلام في موارد:
المورد1: الكامل10/(333): [ ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة (6177هـ)]: [ذِكْرُ خُرُوجِ التَّتَرِ إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ]:
{{11ـ لَقَدْ بَقِيتُ عِدَّةَ سِنِينَ مُعْرِضًا عَنْ ذِكْرِ هَذِهِ الْحَادِثَةِ اسْتِعْظَامًا لَهَا، كَارِهًا لِذِكْرِهَا، فَأَنَا أُقَدِّمُ إِلَيْهِ رِجْلًا وَأُؤَخِّرُ أُخْرَى.
22ـ فَمَنِ الَّذِي يَسْهُلُ عَلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ نَعْيَ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ؟ وَمَنِ الَّذِي يَهُونُ عَلَيْهِ ذِكْرُ ذَلِكَ؟ ((إذن من سنة 617هـ نعى ابن الأثير الإسلام والمسلمين بسبب التتر والغزو التتري))
33ـ فَيَا لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي، وعلق المرجع الصرخي قائلاً : ((لاحظ هذه المعاناة والغيرة والتأثر، وسنرى الأئمة أولياء الأمور كيف تعاملوا مع هذه الخطورة وهذا الأمر ومع هذا الغزو والاحتلال، ليس فقط في ذلك الوقت سنة 617هـ، وإنما بعد هذا بأكثر من 40 عامًا)) وَيَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ حُدُوثِهَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا، إِلَّا أَنَّنِي حَثَّنِي جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَصْدِقَاءِ عَلَى تَسْطِيرِهَا وَأَنَا مُتَوَقِّفٌ، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنَّ تَرْكَ ذَلِكَ لَا يُجْدِي نَفْعًا.
44ـ فَنَقُولُ: هَذَا الْفِعْلُ يَتَضَمَّنُ ذِكْرَ الْحَادِثَةِ الْعُظْمَى، وَالْمُصِيبَةِ الْكُبْرَى الَّتِي عَقَّتِ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي عَنْ مِثْلِهَا، عَمَّتِ الْخَلَائِقَ، وَخَصَّتِ الْمُسْلِمِينَ.
55ـ فَلَوْ قَالَ قَائِلٌ: إِنَّ الْعَالَمَ مُذْ خَلَقَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى آدَمَ، إِلَى الْآنِ، لَمْ يُبْتَلَوْا بِمِثْلِهَا، لَكَانَ صَادِقًا، فَإِنَّ التَّوَارِيخَ لَمْ تَتَضَمَّنْ مَا يُقَارِبُهَا وَلَا مَا يُدَانِيهَا.
66ـ وَمِنْ أَعْظَمِ مَا يَذْكُرُونَ مِنَ الْحَوَادِثِ مَا فَعَلَهُ بُخْتُ نَصَّرَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْقَتْلِ، وَتَخْرِيبِ الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ، وَمَا الْبَيْتُ الْمُقَدَّسُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا خَرَّبَ هَؤُلَاءِ الْمَلَاعِنُ (المَلاعين) مِنَ الْبِلَادِ، الَّتِي كَلُّ مَدِينَةٍ مِنْهَا أَضْعَافُ الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ، وَمَا بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ قَتَلُوا، فَإِنَّ أَهْلَ مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّنْ قُتِلُوا أَكْثَرُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
7ـ وَلَعَلَّ الْخَلْقَ لَا يَرَوْنَ مِثْلَ هَذِهِ الْحَادِثَةِ إِلَى أَنْ يَنْقَرِضَ الْعَالَمُ، وَتَفْنَى الدُّنْيَا، إِلَّا يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.
88ـ وَأَمَّا الدَّجَّالُ فَإِنَّهُ يُبْقِي عَلَى مَنِ اتَّبَعَهُ، وَيُهْلِكُ مَنْ خَالَفَهُ، وَهَؤُلَاءِ لَمْ يُبْقُوا عَلَى أَحَدٍ، بَلْ قَتَلُوا النِّسَاءَ وَالرِّجَالَ وَالْأَطْفَالَ، وَشَقُّوا بُطُونَ الْحَوَامِلِ، وَقَتَلُوا الْأَجِنَّةَ}}.
وقد علق سماحته مستفهمًا: ماذا يقول العلقمي تيمية التكفيري بنعي ابن الأثير للإسلام والمسلمين؟!!
[تعليق: تردَّد لسنين عديدة في كتابة آخر صفحة في تأريخ الإسلام ووجوده صفحة نَعْي الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، وهذا النعي وهذه النهاية الواقعيّة المأساويّة ذكرها ابن الأثير قبل ابن العلقمي، أو قبل توزير ابن العلقمي، أي قبل سقوط بغداد على أيدي المغول بما يقارب الأربعين عامًا أو أكثر، فماذا يقول ابن تيمية وأتباع نهجه في هذا المقام؟!! فما علاقة ابن العلقمي في هذا النَعْي الحقيقي الواقعي للإسلام والمسلمين؟!!
{{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. الحج:466]
جاء ذلك خلال المحاضرة الخامسة والثلاثين من بحثه (وقفات مع….#توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري” والتي ألقاها يوم الثلاثاء 20 رجب الاصب 1438 هــ الموافق 18- 4- 2017 مــ
وبهذا يثبت عقلاً وشرعاً سفاهة من يتبنى هكذا افكار دخيلة وغير حقيقية يحاول البعض من مردة الفكر والسلوك تطبيقها على بعض مذاهب المسلمين والنيل منهم ومن رموزهم التي هي أكبر وأرجح من أئمة المارقة الذين لا يوجد في صفحاتهم التأريخية غير الرقص والطرب والرمزية والقدسية الزائفة .

أحدث المقالات