18 ديسمبر، 2024 6:15 م

ابناء الملك الحزين !!

ابناء الملك الحزين !!

اقترحت صبح الازل ان نمضي باتجاه متحف اللوفر سيرا على الاقدام وهي تقول:
-ارجو ان لايمنعك هذا من مواصلة حديثنا عن الملكة الام
لكن ذهني كان شاردا ، وجبيني ينضح عرقا فما فائدة الحديث عن امراة عجوز وخائفة ، واقترحت انا ايضا من باب تبادل الاقتراحات ان نتسلل بهدوء الى داخل المتحف متسلحين بحسن النوايا.
في الحقيقة كنا نفكر بسرقة تاريخنا وقد وضعنا خطة لذلك فقد حملت صبح الازل تعويذة قالت انها سوف تقراها لكي نختفي عن الانظار وتركت تنفيذ باقي الخطة لي فلا يستطيع سوى الرجال تنفيذ الخطة طبعا ، والامر الاكثر اهمية ان نكون شديدي التحفظ امام الفرنسيين لئلا يكتشفوا حقيقتنا ونيتنا اختطاف الملك حمورابي واعادته الى الوطن،قالت صبح الازل عندما وصلنا الى متحف اللوفر
-هذا مذهل …
وانتبه الشرطي لكلامها فقلت لها محاولا ان اشتت انتباه الشرطي وبلهجة باريسية
-انا احبك …دائما
من الافضل طبعا ان تكون وحدك وقت تنفيذ الخطة لكن ماذا نفعل للنساء التي تحشر نفسها في كل شيء ، لاشك اننا وعندما نتمم كل شيء سوف نرجا العتاب والاسئلة او هكذا فكرت عندما مر بالقرب منا فرعون مصري متفحم يلف جسده بقطع قماش بالية هي الاخرى متفحمة ، مروره هذا جعل عيني صبح الازل تتسع بحجم قطار المترو وهي تقول :
هذا مذهل …
وارتبك الفرعون الطيب وقال :
كيف حضرتما الى هنا ؟
من الواضح انه استيقظ للتو وقد اتفق انه كان يحمل اوراقا ايضا اظن انها كانت منشورات سرية او شيء من هذا القبيل وربما كان يخفي مسدسا بين طيات اوراقه فلااحد يعرف بماذا يفكر الفراعنة ، كنت اريد ان اقول له شيء ما ولكنه فاجاني بالسؤال:
-ودون ان نقول له شيئا اكمل سيره الى خارج المتحف بعد ان تبادل بضع كلمات مع سائس الخيل الذي كان يصطحب الثور المجنح الى الاسطبل فصاحت صبح الازل
-هيه … انه لاياكل العلف
اوشكت على افساد المهمة فقد كنا سنكون هناك بعد قليل لولا ان سائس الخيل لم يسمعها ووصول الملك حمورابي الذي جاء مسرعا واثار الدهشة على محياه وهو يقول:
-انت هو الهيثم الطيب وهذه صبح الازل
لم يستطع لمس ايدينا فبكى وبكينا معه ثم اصطحبنا الى حيث نجلس وسالنا:
-اين حقائبكم؟
– حسنا انه متحف ممتاز ومن الافضل عدم اصطحاب الموتى ، هذا مفهوم . قلت له
-خذ يدي معك ، هذه التي احمل بها الصولجان ودع يدي الاخرى، خذها معك ليس هناك وقت للرفض وفي المرة القادمة سوف اعطيك يدي الاخرى. قال الملك حمورابي ثم نظر في عيني فنظرت في عيني صبح الازل التي اشارت لي براسها انها لاتعرف ماذا تفعل او انها تترك القرار لي
– حسنا سنتقاسم اليد التي تحمل الصولجان ، سنحاول نحن الاثنين ان نخفي هذا السر . قلت لصبح الازل
– هذا مذهل ..قالت
نزع حمورابي يده وهو ينظر الي قائلا :
هذا ممكن كما ترى ، خذ
ووضع يده التي تحمل الصولجان في يدي فشعرت بثقل كبير مقترن بسعادة بالغة وانطلقنا دون ان ننظر اليه مرة اخرى باتجاه البحر وخاطبته قائلا وانا اضع اليد التي تحمل الصولجان على راس الموجة
-ايها العجوز خذ مانحمله اليك من القوة وكن راضيا عنا واوصلنا الى الضفة الاخرى ، انها الحياة التي تلاؤمنا عندما يمتزج زمننا بزمنك الابدي ، دعنا نقترب منك دون نهاية نحن ابناء الملك الذي تركنا له يدا واحدة.

من مجموعتي القصصية #احيانا وبلا معنى الصادرة عن دار الشؤون الثقافية 2017