23 ديسمبر، 2024 1:39 ص

ابناءنا قلوبنا وخلفاءنا في الارض

ابناءنا قلوبنا وخلفاءنا في الارض

ان نعمة الابوة هي هبة ربانية لبني البشر يهبها الله لمن يشاء…. ويأتي معها الاحاسيس والمشاعر التي ترافق تربيتهم طوال فترة تواجدنا معهم… امراضهم مرضنا واحزانهم هي احزاننا وفرحتهم هي افراحنا… نشعر بهم وهم يكبرون امامنا ونتألم كثيرا عند آلامهم ونتمنى في كل الاوقات الا يتألمون بل نتمنى نحن من يتحمل هذه الالام.. نعم انها سنة الله في خلقه خلق الانسان وخلق معه هذه المشاعر والاحاسيس الابوية التي لا يمكن تغيرها مهما اختلفت لغات الشعوب وعاداتها وتقاليدها وانظمتها الحياتية… الا ان المشاعر الإنسانية تبقى واحدة لدى الجميع..
وحتى تستمر خليقة الله في الارض تجد اهتمام الانسان العاقل بذريته اهتماما ربما مبالغ فيه احيانا..ولكن الحقيقة هي زيادة في تلك المشاعر والاحاسيس لدى بعض الآباء والامهات وربما في بعض الأحيان تجد مشاعر الآباء والامهات المثاليين والاهتمام بأبنائهم يصل الى اعلى درجات الحرص وتحمل المسؤولية في تربية ابناءهم…
ما اجملها من ولادة طفل الى عائلة محرومة من الانجاب وهي تنظر الى هذا الزائر الجديد هذا الطفل الصغير الذي لا يعرفون شيء عنه سوى اسم منحوه له من قبلهم وتبدأ معه حياة جديدة وتولد معه الاهتمام والعناية الخاصة به من قبل والديه وماهي الا ساعات ويبدأ قطار العمر يسابق الزمن وتبدأ الساعات والايام تحسب وهاهي سنة او سنتان وتصل الى عدة سنوات والابن يكبر ويصل مرحلة شبابه والاهل لا يشعرون بانهم معه في قطار الزمن نفسه وما ان بلغ اشده حتى وهن العظم لدى الابوين واشتعل الرأس شيبا… وكلما كان الابن يكبر كانت المشاعر والاحاسيس تكبر معه ولكن هذه العناية الخاصة تتحول الى نصيحة والنصيحة احيانا الى نقاش وربما اختلاف في الآراء فيكون هنا الاختلاف في نشأة ذلك الابن
فإما ابنا يسمع ويقنع ويقدم الراحة لأهله في كل تصرفاته واما(( گلبي على گلب ولدي وگلب ولدي من صخر)) وتستمر الحياة فتترك فينا ذكريات مراحل طفولتنا ومراحل طفولة ابناءنا فتجدنا مصدقين انفسنا دوما باننا استطعنا ان نربي ابناءنا افضل من تربية الاهل لنا وهذه النتائج تولد عندنا نتيجة التعب في تربية الابناء وإرهاصات الدنيا…
ما ارحمك بنا يارب وانت ترى الابوين يسهرون ليلهم بقرب ابنهم المريض يشعرون بآلامه ويتألمون معه. يريدون ان يقدموا له اي شيء يطلبه وينسون حتى شيخوختهم وامراضهم من اجل خدمته وهم ينتظرون ساعة زوال ذلك المرض منه لتعود بعدها حياة الحرص والنصيحة من جديد.. نعم تستمر الحياة بكل حلاوتها ومرارتها التي نتذوقها دون ان نشعر وما ان تنتهي ازماتنا حتى تبدا تتلاشى تلك الساعات المؤلمة وتتحول الى عالم النسيان.. عالم مجهول آخر يسجل لنا كل شيء ويحولنا الى ذكريات منسية احيانا ولا يتطرقون اليها الا في احاديث التباهي والمدح وحب الانا…
ما اجملك ايتها الحياة ولكنك قصيرة بأيامك وكل المقاييس فيك وما انت الا محطات عابرة نربي فيك ابناءنا ويكبرون مع الزمن كما قام بتربيتنا الذين من قبلنا..
اللهم شافي كل مريض وارحم من رحل عنا بعد عناء طويل في هذه الدنيا…. بعد ان اكمل رسالته التي اوكلتها له وعانى وجاهد في تربية ابنائه…
امين يارب العالمين ….