استوقفتني الاحداث المتسارعة والمتقاربة وهول الدماء التي سالت وما رفقها من حزن والم اعتصر قلوب ملايين العراقيين ابتداء من تحرير الفلوجة الى فاجعة الكرادة ومجزرة سيد محمد .. احداث ملأتني اصرارا في فتح نافذة على تأريخ لازال يعاني من الامراض المستوطنة والخرافة وتقاذف التهم وتكفير الاخر لا لشئ سوى حريته في معتقده … لا اريد الخوض في من يتحمل المسؤلية المهنية والادارية عن ما حصل ..
السؤال الذي يتداوله بعض رجال الدين وبعض العراقيين ان الضحايا قد احبهم الله وجعلهم قرابين طبعا يحبهم ويصطفيهم ويسكنهم في عليين مع الشهداء والصديقين والاخيار لكننا نسأله ونرجوه بعزته وجلالته ان يحب السياسيين والعمائم الفاسدة ويقبض ارواحهم ..
الله عز وجل بقدرته وعظمته كتب آجالنا وخاتمة اعمالنا وله المآب وهؤلاء الشهداء الابرياء هم ضحايا عبث المجرمين والقتلة والافاقين والارهابيين ..وكان ابليس حاضرا.عندما اطل ابليس على ابواب امة محمد بعد ان تحول الحكم من شورى الى خلافة ازل اقدام الملوك والخلفاء وزين لهم الحياة الدنيا باللعب واللهو والليالي الحمراء لكنه لم يتمكن من الوقوف بوجه الجانب المضيء من الايمان القليل الذي كان مصدر قوة والهام في اجتياز التضاريس الطبيعية ومواجهة اعتى الجيوش لنشر الرساله المحمدية .. وكان ابليس حاضرا .هل يختلف ابليس قبل قرن مضى عن ابليس الحاضر بيننا الذي يرتاد مطاعم الهمبركر والبيتزا وله ارصدة في كل بنوك العالم ويمتاز بالجسم الرشيق الممشوق وذو مشية رومانسية يحسده عليها الكثيرين من ابناء جنسه ..وكان ابليس حاضرا..
ام دخل عالمنا بحصان طروادة ام دخل على رؤوس الاشهاد وعلى عينك ياتاجر لكن بدون مساعدة ابليس هل سياراته مصفحة هل تمويله خليجي ام تركي ام ايراني ام نحن له داعمون … وكان ابليس حاضر ..
نعم نحن من فتح له ابواب قلاعنا نعم نحن من سلمنا له عقولنا وقلوبنا .. نعم نحن من افتديناه بارواحنا وارواح ابنائنا .. كان ابليس حاضر ..ابليس انسحب بصمت واتخذ من مكانا عاليا متكأ له يراقب ويترقب ومن افعالنا وصولاتنا على ابناء جلدتنا مرة ينصدم ومرة اخرى يعاتب جنده ويقول تعلموا من هؤلاء لقد سبقونا بسنوات لؤما وخبثا .. وكان ابليس حاضرا..
من الغفلة والجرم ان تكفر امة وتحاول اجتثاثها ارضاءا لغرورك وصلفك او كان ابليس لك يوما ما نصيرا وظهيرا .. ان شيطنة الاحاديث والروايات على مر التأريخ يعتبر انحراف فكري اكثر منه تصحيحي .. كان ابليس حاضرا ..
وعندما تجول ابليس في مدن العراق من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها تقابل فقط مع ثلاثة من المؤمنين سأل الاول انت مسلم اجاب غاضبا لا انا شيعي وسأل الثاني هل انت مسلم قال ممتعضا لا انا سني وسأل الثالث انت مسلم اجاب مع ابتسامة عريضة لا انا كوردي .. ودعهم ابليس ثم قال مخاطبا اتباعه انا لا اؤمن بالاديان ولا القوميات لكن من الان اعلن دولة الابالسة لان هؤلاء قد فاقوني خبثا ولؤما كيف لهم ينكروا نعمة الله عليهم انظروهم سيدمرون بلدانهم ويقطعون ارحامهم وينحرون ابناء جلدتهم سيأكل قويهم الضعيف لكنني ام كن حاضرا ..ايقن ابليس ان قادتهم سيعبدون لاتباعهم الطريق الى جهنم وسيتفننون في تعطيل الحياة وسيطاردون الملائكة الى خارج الحدود اما اتباعهم ومن انتخبهم هم جند الابالسة الجدد وعبدة الاصنام .. ان الفكر المنحرف يسهم في تفتيت عضد الدولة والمجتمع ويسهم في انتاج جيل مليء بالاحقاد والضغينة مع رغبة جامحة بالقتل وسفك الدماء .. … ابليس ليس حاضرا ..ان ما حصل وسيحصل هي برمجه ممنهجة من اجل عراق متخلف والعودة به الى العصور الوسطى وتكون المسافة الزمنية بينه وبين اقرب الدول اليه اكثر من 100 سنة …كان الابالسة حاضرين