22 ديسمبر، 2024 5:52 م

ابعدوا الحاشية الفاسدة

ابعدوا الحاشية الفاسدة

اثبتت الوقائع التاريخية ان حاشية المسؤول او القائد فيكل زمان ومكان هي السبب في سقوطه الى الهاويةوالزوال ٠٠ حيث يظن البعض انهم عدول وان الرعيةتسبح بعدالتهم بينما هم في الحقيقة حكام مستبدونفاسدون ٠٠ وانه عبر التاريخ كانت حاشية السوء سببفي زوال عروش حكام وقادة لاحصر لهم حيث اثبتتالوقائع ان وراء كل مسؤول فاشل حاشية فاسدة تمثل عليهوهي اليد الضاربة له يطلق العنان لها لتبطش بالرعيةوالتاريخ ليس ببعيد يوم وضع الرئيس الاسبق صدامحسين ثقته بصهره حسين كامل حيث انتشله من حالة العوز والفاقة واوصله الى اعلى المراتب العسكرية وسلمهمناصب ما كان يحلم بها حتى اصبح الآمر الناهي ووصلبه الامر ان زوجه صدام ابنته الكبرى اكراما له لكن هذاالشخص كان ليس بمستوى الثقة وهو اول من اخلف وعدالوفاء وخان سيده بعد ان هرب ومن معه الى الاردن وبدأمن هناك يعلن تمرده على “القائد الضرورة ” ويعلننفسه خليفة له في قيادة حكم العراق وقصة نهايته معروفةويقال ان هروبه وخيانته كانت اكبر صدمة حدثت لصدام عجلت في سقوط النظام ٠٠ ولنترك التاريخ القريبوقضية حسين كامل ونسترسل في العودة الى الوراء قليلاوننتقل الى شخصية اخرى من الحاشية الخائنة لولينعمتها ومنهم العقيد وصفي طاهر المرافق الشخصي لرئيس الوزراء نوري سعيد في عهد النظام الملكي اي قبلعام ١٩٥٨ ويقال ان هذا الشخص كانت له حظوة ومكانةبارزة لدى نوري السعيد وعند سقوط النظام الملكي عام١٩٥٨ وهروب نوري سعيد الى منطقة البتاوين هربا منبطش الانقلابيين كان طاهر يحيى اول شخص شارك فيقتله حيث ركله بحذائه وهو مسجى على الارض بعدانكشاف امره وافرغ رصاصات مسدسه على الجثة ليثبتانه مؤيد للانقلابيين العسكر وفعلا نال هذا المتمرد حظوة لدى الضباط الانقلابيين ونال عدد من المناصب المهمة لكن بقي في نظر اصدقائه هو ذلك المرافق الناكر للجميل والخائن لولي نعمته ٠٠. ومن سخريات القدر يقال ان زعيمانتفاضة العسكر عام ١٩٥٨ عبد الكريم قاسم كان من المقربين للنظام الملكي قبل سقوطه حتى يقال ان قاسم كانضمن مجموعة من الضباط حضروا احتفال اقامه الملك فيصل الثاني قبل اسبوع من تمرد قاسم على النظاموكان يسبح بحمد الملك قبل انقلابه لكنه كشر عن اسنانهالتي مزقت اجساد الملوك والامراء في انتفاضته المزعومةورباط الكلام نصيحتي لكل قائد ومسؤول ان يعمل بجدودون ابطاء او تهاون او تأخر الى اجراء تغيير واصلاحفي البنية الادارية للنظام الذي يترأسه واول عملياتالتغيير او الاصلاح هي اجراء تغيير بالحاشية ” الحبربشية ” المحيطة به من اجل القضاء على فساد هذهالزمرة التي تتكون ويتصاعد غيها وجبروتها كلما زادتمدة وجودها مع قائدها الهمام ٠٠ فلم يكن فرعون ليطغىفي الارض لولا وجود الحاشية التي صورت له الطريقسالكة وهي في حقيقتها وعرة ٠٠ فحتى لو كان القائدعادل وصالح فان تلك الحواشي ستكون سببا في غروبالشمس عن سماءه ٠٠ وليعلم الرؤساء والقادة ان الرهان على الاصلاح لايكون خارج محيط البيت الذي يترأسه فاصلاح البيت اولا هو الحل ويقول احد الحكماء الصينيين ان مكافحة الفساد مثل السلم تبدأ من الاعلى للاسفل •• وفي كل الاحوال المفروض بالقائد او المسؤولان يلتزم الخيرين والمصلحين وان يبعد الحاشية الفاشلةالجائرة والوصولية التي تبحث عن مصالحها وتمهدالطريق لتحقيق طموحاتها التي غالبا ماتكون غيرمشروعة