يضع العراقيون اللوم كل اللوم على مقربي المالكي ومستشاريه.. ويقول الكثير منهم بأن الرجل راح ضحية حاشيته التي عرف عن بعضها الجهل المطبق وعن بعضها الآخر الفساد المطلق.. غير إن من بين مستشاريه من هو نظيف. لكن مالفائدة إذا كان النزيه من مساعديه محدود النفوذ ومسلوب الصلاحية.
وعبد الفلاح السوداني، وزير التجارة الاسبق، واحد من المقربين جداً جداً من المالكي، فقد عينه وزيراً للتجارة ، وبدلاً من أن يبيض وجه ولي نعمته، فأنه عاث بالوزارة فساداً، فأطعم العراقيين غذاءً لايصلح لبني البشر، وقلص مفردات البطاقة التموينية، مع أن مخصصات البطاقة كانت خيالية قياساً إلى ما قبل سنوات..وثارت ضجة في الشارع العراقي وفي البرلمان كان صداها شديداً، فأستدعي السوداني للاستجواب وسمعنا دفاعه العقيم عن نفسه.. فأستقال، تهرباً من المسؤولية، لكن استقالته رفضت لأنه سيخرج من المولد من بلا حمص، أي الراتب التقاعدي. فحصل عليه بعد اجراءات ملتوية .
وجهت المحاكم جملة من قضايا الفساد ضد الوزير السوداني بطلب من النزاهة، واصدرت احكاماً بحقه وأحد أخويه ومستشاره.. فقضى هؤلاء مدة العقوبة في السجن لكن السوداني هرب بأحدى الطائرات المتوجهة الى الكويت.. وقبل وصوله الى هناك صدر أمر من النزاهة بأسترجاع الطائرة الى مطار بغداد والقي القبض على السوداني، لكنه لم يمكث في السجن إلا ليلة أو ليلتين، حيث أطلق بكفالة لا تزيد عن (50 مليون دينار) عن تهم فساد تصل ارقام مبالغها الى المليارات من الدولارات.
هرب مرة اخرى السوداني الى الخارج، ونجح في التخلص من مصيره المحتوم ، فيما لو ظل في بغداد. ودفع الكفيل مبلغ الكفالة .
عاد السوداني الى بريطانيا حيث كان يعيش قبل (التحرير) .. وكان معه مالاً كثيراً وأراد أن (يشغل فلوسه) فعرض شراء أحدى النوادي الرياضية الشهيرة هناك مقابل أكثر من مليار دولار.. وتمت الصفقة.. إلا انه وبعد أيام الغي مجلس ادارة النادي الصفقة بأعتبار أموال المشتري (السوداني) غير شرعية ولا يعرف مصدرها .
هذا الرجل الهارب من وجه العدالة والمحكوم غيابياً أدلى بتصريح في غاية الخطورة قبل ايام قال فيه : ((إن مواصفات القائد الحكيم والرجل الشجاع قد اجتمعت في شخصية السيد نوري المالكي.. وهو رجل المرحلة وعلينا الوقوف معه.)) ويبدو من ذلك أن السوداني يتملق لكسب ود المالكي .
واضاف السوداني قائلاً : ((إن المالكي هو الوحيد القادر على محاربة الفساد والارهاب معاً، وإذا فاز بدورة انتخابية جديدة سينعم العراقيون بحياة أفضل من سكان الامارات أو الولايات المتحدة))!!
وفي آخر التصريح هذا قال السوداني : (( إذا كان البعض يلومنا على عدم توفير مفردات البطاقة التموينية خلال السنوات الماضية، فأننا كمسؤولين في حزب الدعوة لن نسمح بتكرار نفس الخطأ مرة أخرى. وسنقترح سلة غذائية من 25 مادة كحصة تموينية لتوزع على أفراد الشعب العراقي))!!
هذا القسم الأخير من التصريح الخطير كشف عن رغبة السوداني في تولي وزارة التجارة مرة أخرى، وتعهد بزيادة مفردات الحصة التموينية التي اختصرها هو الى اربع مواد الى 25مادة!!
لاندري، بعد تلك التجربة المرة مع السوداني وسنواته العجاف، هل سيعيده المالكي وزيراً مرة أخرى في حال شكل دولتة الوزارة الثالثة أم يتجاهل هذا التملق المفرط في دناءته؟؟؟