23 ديسمبر، 2024 10:47 ص

ابريهه ( ينكح …) والحيادر تدّي

ابريهه ( ينكح …) والحيادر تدّي

صورة تشبيهيه يمكن مطابقتها مع واقع اقل مايوصف به أنه مؤلم ومرزي، زادتني حباً بالشاعر العراقي الكبير الاستاذ حمزة الحلفي الذي قارن بين هذا المثل الشعبي العراقي وبين واقع حال عراق اليوم والامس، فالحيادر عشيرة ينتمي لها ( ابريهه ) وهو مثال للانسان المنحرف الذي لايرتدع من المنكر والممنوع ويصر عليهما وليس ذلك الا لأن وراءه عشيرته التي تدفع دائما ثمن الانحراف والغلط الى من يقع عليه الحيف من ضحايا ( ابريهه ) وياللأسى فهذا هو حالنا وحال العراق   الذي لم يحكمه سوى امثال ( ابريهه ) الذين يتنعمون بانواع الملذات وعلى حسابنا نحن حيادر الشعب، الذين ندفع ثمن خطايا حكامنا منذ عرفنا هذا الوطن الموبوء بداء الحزن والالم،ولافرق هنا بين حكامنا الساسة وحكام الدين وحكام القبيلة فما ان تثنى الوسادة لاحدهم او ( لاحدنا، على الأصح ) حتى يكشر عن انياب امراضه او اطماعه او عمالته بدل الاحساس بالمسؤلية والتفاني للوفاء بعهد الثقة التي منحت له، فالسياسي ينتهك كل القوانين والاعراف وهو محصن بقوة الدولة التي تقهر المواطن بالقانون التي تجيره وتسيره حسب اهوائها، وحاكم الدين يقهر المواطن بالسفسطة واستغلال المعتقدات التي يفسرها ويوجهها حسب اهواءه التي ما انزل الله بها من سلطان، والقيادة القبلية تحولت من دور الابوّة وكونها المسؤل والراعي للحقوق الى مهنة وصنعة قوامها سلاطة اللسان واستغلال رابط الدم والنسب الى حيث المنفعة والربح المادي، وفي كل الاحوال يخسر الفرد العادي كرامته وماله وحتى حياته باتباعه أو بانتمائه عن حسن نية وكأنه ند اعزل في مقاومة هذه القوى القاهرة، هكذا كنا دائماً وسوف نبقى كذلك الى مالانهاية إلا إذا تجردنا عن روابط التبعية الحزبية والدينية والقبلية هذه واتبعنا انسانيتنا اولاً وحبنا للتعايش بوئام وسلام حينها نجد بيننا اصلح القيادات السياسية واكمل واجمل الاديان بوجهها الحقيقي ودعواتها الصادقة وافضل نماذج الانسان القدوة كما هو الحال في الكثير من بلدان العالم التي تنعم بالامن والسكينة والاستقرار بعد ان وجدت ان الحل الوحيد هو باتباع الانسانية والمساوات  والعدل، وتاكدت بان ماضيها المضلم  انما هو بسبب الانقياد الاعمى لاي حكم او حكومة  أو حاكم.