19 مايو، 2024 11:23 م
Search
Close this search box.

ابراهيم بحر العلوم أسم كبير وعقل صغير

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما تمّ تعيين السيد ابراهيم بحر العلوم وزير للنفط عام 2003 , استبشر العراقيون خيرا , وأنا شخصيا قد غمرتني فرحة لا توصف , أولا لأنه أبن رجل الدين المعارض للنظام الديكتاتوري السيد محمد بحر العلوم الذي أكنّ له احتراما استثنائيا , وكونه سليل أسرة علمية مرموقة لها منزلة كبيرة عند اتباع مذهب آل البيت عليهم السلام , وثانيا لأنّه رجل أكاديمي يحمل شهادة عليا في النفط من الولايات المتحدّة الأمريكية , ويقال إنّه عمل خبيرا نفطيا في عدد من الشركات البريطانية وله مساهمات وبحوث عن النفط والسياسة النفطية , لكن ّمن يطلّع على تصورات وآراء السيد بحر العلوم حول قانون النفط والسياسة النفطية , سيجد نفسه أمام معضلة وطنية وليس طاقة وطنية , وتصريحاته الأخيرة حول الاتفاق النفطي المبرّم بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان خير دليل على صحة ما نقول , فموقف السيد بحر العلوم من هذا الاتفاق , قد أثبت إنه أسم كبير ولكن بعقل صغير .
فالسيد بحر العلوم يقول أنّ الاتفاق النفطي والمالي بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان سيمّثل حلا أساسيا لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها العراق , وعلى افتراض أنّ الخلاف النفطي بين المركز والإقليم هو سبب الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها البلد , وليس الفساد المالي والإداري والنهب العلني للمال العام والتبذير الخرافي لموارد وأموال الشعب , فكيف سيكون هذا الاتفاق حلا لتجاوز هذه الأزمة الاقتصادية ؟ نعم ربمّا سيساهم في جزء من حل هذه الأزمة إذا كانت الأموال الداخلة إلى موازنة البلد العامة من نفط الإقليم أكبر من الأموال المخصصة للإقليم من الموازنة العامة , ففي هذه الحالة سيساهم هذا الفائض في معالجة جزء من الأزمة الاقتصادية , ولكن بعملية حسابية بسيطة لما سيضعه الإقليم من النفط والبالغ 250 ألف برميل يوميا ( هذا إذا افترضنا أنّ شركة سومو قد تحققت فعلا من أنّ هذه الكمية ستكون من نفط الإقليم وليس من نفط كركوك ) , ففي هذه الحالة فإنّ الإقليم سيساهم ب 90 مليون برميل من النفط المصدّر , وإذا اعتبرنا معدل سعر النفط 70 دولار للبرميل الواحد وفق الأسعار الحالية , فهذا يعني أنّ الإقليم سيساهم بمبلغ 6,3 مليار دولار فقط في موازنة البلد العامة , وإذا اعتبرنا أنّ ال 550 ألف برميل يوميا كلها من الإقليم وأنّ كركوك محافظة كردستانية وليست محافظة عراقية تحت إدارة الحكومة الاتحادية دستوريا , ففي هذه الحالة سيكون المبلغ الذي سيدخل إلى الموازنة العامة هو 13,8 مليار دولار فقط , وكردستان ستأخذ 17% من الموازنة العامة قبل استقطاع النفقات السيادية ( كما صرّح بذلك وزير المالية الكردي هوشيار زيباري ) , مضافا إليها مليار دولار كرواتب للبشمركة كما نصّ الاتفاق بذلك , فإذا كانت موازنة 2015 هي 140 مليار دولار كما يشاع , ففي هذه الحالة ستكون حصة الإقليم منها 23,8 مليار دولار من غير رواتب البيشمركة , أي أنّ 11 مليار دولار ستأخذ من حصة أبن البصرة والعمارة والناصرية والسماوة وباقي محافظات العراق , وتعطى لأبناء أربيل والسليمانية ودهوك , فكيف سيكون هذا الاتفاق حلا أساسيا لتجاوز الأزمة الاقتصادية يا جناب الوزير السابق والخبير النفطي ؟ .
فإذا كان هذا هو الخبير بالنفط والسياسة النفطية والذي يحمل شهادة الدكتوراه في النفط , يتحدّث ويصرّح بهذا الشكل الذي لا يرتقي لمعقولية طالب في الصف الثالث المتوسط , فكيف سيكون مستقبل العراق وشعب العراق في ظل هذه المعقوليات التي سيطرت على مقدّرات هذا الشعب المسكين ؟ فأقول للسيد ابراهيم بحر العلوم … الشعب لن يغفر لكم والتاريخ سيلعن كل من ساهم وشارك في إتمام هذا الاتفاق الخياني , وما قمتم به خيانة صريحة لوطنكم وشعبكم وأبناء طائفتكم , ولقد برهنتم أنّكم غير أمناء ولا حريصون على مصالح هذا الشعب , ولا تستّحقون تمثيله .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب