23 ديسمبر، 2024 9:50 ص

ابراهيم الصميدعي..و ( الانتداب الإيراني ) على مقدرات العراق..!

ابراهيم الصميدعي..و ( الانتداب الإيراني ) على مقدرات العراق..!

( الانتداب الايراني على العراق ) مصطلح جميل أدخله علينا المحلل السياسي المخضرم ابراهيم الصميدعي ضمن فضائية “العربية الحدث” التي يبقى بالنسبة لها ( الضيف المدلل ) بعد إن وجدت في تصريحات ابراهيم الصميدعي فرصتها للاثارة المطلوبة ، وهو يبرر للعراقيين من بني جلدته اضطرارهم لهذا الخيار، بأن يقبلوا بنظرية ( الانتداب الإيراني ) و ( الوصاية ) على النظام السياسي في العراق ، كون أغلب قياداته مازالت ( قاصرة )  ولم تبلغ بعد كما يبدو ( سن الرشد ) وعلينا من وجهة نظره أن نقبل بقيادة  قاسم سليماني ( الحاكم بأمر الله ) لصفحات المعارك التي تدور رحاها في كل مرة على أرض العراق!!
لقد أجاد الكاتب ابراهيم الصميدعي فن التلاعب بمقدرات المشاهد ورسم معالم سيناريوهات مثيرة  للجمهور العراقي لارغامه على سماع ما تتفتق به عبقريته من طروحات ، بعد ان يطلب من القناة التي يود اللقاء بها ان تجري المقابلة بعد ربع ساعة من ( لحظات النشوة ) التي يطلب فيها مالذ وطاب من ( الويسكي الاسكتلندي المعتق )، شرط ان تحتوي ( المزة ) على شرابت من برتقال ديالى ورمانها اللذيذ ، أما اللبن المفضل للجاجيك المستخدم في لياليه الحمراء هو ( لبن طهران ) ، بعد ان كان يهوى ( لبن أربيل ) الذي يشكك هذه الايام في جدوى ( نقائه ) ، إذ ان ( اللبن والفستق الايراني ) يمتاز بقدرة رهيبة على ان يكون صاحبه قد ذهب بعيدا في اعماق الفضاء، بعد ان تكون نشوة الويسكي المعتق قد فعلت  فعلتها، وراحت الليالي الحمراء الساحرة الاخاذة ترغم لسان الصميدعي عن أن يكون سلسا يغرد يمينا وشمالا، وهو يجد في بعض فنون الرقص مع الاجواء الساحرة ما يجعل لتغريداته في الفضائيات سحر الانتشار، وكأنه بلغ منزلة الشاعر العربي الكبير المتنبي الذي اعلن النبوة ، في طرح مايريد فرضه من رؤى وتصورات على الرأي العام، المغرم بتغريدات هذا الشاطر، وهو يستغرب أين وصل الحال بمحللنا الستراتيجي، وقد ابتكر الصميدعي مصطلحات جديدة في علم السياسة مؤداها ان العراق بحاجة الى ( انتداب ايراني ) لأن العراقيين مايزالون قاصرين ، وهم أكثر قربا من الوصاية الايرانية من وصاية المنظمة الدولية او الوصاية الاميركية التي يرى الصميدعي ان العراقيين قد ودعوا فصولها، ولم تعد واشنطن تفرض سطوتها على الشأن العراقي ، كما كانت في بداية عدوانها الثلاثيني على العراق، بعد ان أزاحت نظامه السياسي وفرضت عليه الوصاية الدولية ، وارغمته على الخضوع للارادة الدولية ، وفرض نظام سياسي على العراقيين على اساس طائفي مذهبي بعد ان توزعت دماء العراقيين بين القبائل!!
لقد نصحنا الكاتب ابراهيم الصميدعي بالرغم من اعتلال صحته هذه الايام وبدت شخصيته مصفرة الوجه نحيفة ، بسبب معاناته من أمراض سياسية شتى ، ان نقدم شكرنا وتقديرنا لاخواله الايرانيين ونقدم لهم قرابين الطاعة والولاء ونفرش لهم ارضنا زهورا بعد ان تقدموا بجيوشهم وحرسهم الثوري في كل محافظاتنا واستباحتهم لأرضنا وديارنا وهتكهم لاعراضنا ونتغنى بامجاد “المجاهد الاكبر قاسم سليماني” وبقية المشعوذين الذين سلطتهم الاقدار اللعينة على مقدراتنا ونقدم لـ ( الخوال الجدد ) ما يرتقي الى حجم الخدمات التي قدموها للعراق، عندما حققوا حلم اجدادهم في اقامة امبراطورية ايرانية لاتغيب عنها الشمس!!
 يقول المحلل الستراتيجي ابراهيم الصميدعي (( انه لابد ان نعترف ان فشلنا في تجربة الاستقلال القصيرة ٢٠١١- ٢٠١٣ بعد الاحتلال الأميركي لكنني أصبحنا بالأمر الواقع تحت ( انتداب إيراني ) لا بأس ان نطالب مجلس الأمن بإقراره اذا كان يخمد سعير الطائفية في العراق بانتظار نتائج الصراع الامريكي – الإيراني الذي من مسؤوليتنا ان تحييد العراق عنه بعد عودة الجمهورين الصقور للبيت الأبيض )).
 
ويضيف الصميدعي في مقابلته مع فضائية الحدث ان (( الفصائل المسلحة الخامنئية الهوى والعقيدة تلقفت مقاتلي فتوى المرجعية وهم عشرات الآلاف بالتدريب والتسليح ( الإيراني ) في ساحات القتال وبإشراف من سليماني جعلت منهم جيشا محترفا وحده غير موازين القوى مع داعش خلافا لكل التوقعات .
ويستطرد المحلل الستراتيجي ابراهيم الصميدعي حديثه بالقول (( إانه لم يعد بإمكان السنة انتظار وعود التحالف الدولي واميركا والعرب وحكومة العبادي الى الأبد فالتحقوا بالحشد الشعبي بإشراف سليماني وسوف يرتفع صوت المطالبين بذلك بالانبار بعد ان اصبح تحرير تكريت باقل خسائر الاحتكاك الطائفي وبأعلى درجات الاندماج الوطني قاب قوسين او أدنى )).
ويعود الكاتب المروج للوصاية الايرانية ابراهيم الصميدعي لينصح طائفته بالقول (( مرة اخرى برأي هذا هو الواقع ومن أراد العيش بسلام في العراق عليه ان يتكيف معه الى ان تتغير معطيات الصراع وأدواته في المنطقة ، لكني أتمنى مخلصا على سنة العراق الا يكونوا بغال الصد العربي السني بوجه النفوذ الإيراني في العراق وإنما التكيف معه للعيش بسلام بدل ما عانوه من اهوال لم يرها من قبلهم احد)) .
هذه هي آخر ما تفتقت به ( عبقرية ) الكاتب ابراهيم الصميدعي بأن لم يجعل امام طائفته من خيار سوى القبول بـ ( الوصاية الايرانية ) على مقدرات العراق، لأنهم ( خوال الصميدعي ) ومن مستلزمات هذه ( القرابة ) ان نعلن ولاءنا للمرشد علي خامنئي ، فهو خليفة المسلمين ، من وجهة نظره!!
أما حركة ( العرقجية العرب ) فأصحابها والمنضوون تحت لوائها هم الوحيدون الذين اعلنوا رفضهم لطروحات ( متنبي الزمان الجديد ) ابراهيم الصميدعي ، وعدوا انفسهم بأنهم الأحق لتولي زمام امور البلد لأنهم ( الانقياء ) من كل ولاء سوى الولاء لعراقيتهم وبلدهم وترابه الطاهر، وعدوا طروحات ( صاحب مكتب الدلالية الجديد لبيع العراق ) ، ابراهيم الصميدعي ( تجاوزا ) على الاخلاق العامة ، وسخروا من اصحاب العمائم من كلا الطائفتين ، بعد ان عاث المتدينون من كلا الطائفتين في الارض فسادا وباعوا الهوية والطائفة والدين والمقدسات والاوطان بأبخس الأثمان!!