اختلفت ردود الافعال العربية والاسلامية حول كلمة السيد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري حول ادانة حزب الله والحشد الشعبي من قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة ، فمنهم من ايد ومنهم من رفض او تحفظ فالعرب وقعوا في فخ لم يحسبوا حسابه والسبب هو مجاملة للسعودية التي صادرت القرار العربي مؤخرا ، فكيف ارتضت هذه الدول التي تدين في اجتماعتها اسرائيل وفي الوقت ذاته تدين حزب الله الذي هو رأس الحربة والجهة الفعلية المقاومة لأسرائيل بعد الفلسطينين ،فأي ازدواجية في الموقف التي بسببها صنفت المقاومة كأرهاب فهل يعقل ان يكون المقاوم ارهابي وجعل رأس المقاوم مع رأس الارهابي ،فهل التكفيري الذي يقطع الرأس اصبح اليوم مساوي للمقاوم الذي يبذل نفسه وماله للدفاع عن ارضه وعرضه ،اي مهزلة وضع نفسه فيها العربي واي نفق مظلم دخل فيه .العراق استشعر خطورة هذا التوجه كونه الساحة الكبرى التي يواجه فيها الارهاب مع سوريا فالبلدين هما من يواجه داعش وجزء من اراضيه محتلة لدى هذا التنظيم الارهابي وابنائه من يستشهدوا ،فبدل من ان تقوم الدول العربية بدعمه واسناده للخلاص من داعش ،نرى المواقف المخزية والمتوالية والتي بدأت باعلان مجلس التعاون الخليجي حزب الله كمنظمة ارهابية وتلاه اعلان وزراء الخارجية العرب ايضا حزب الله كمنظمة ارهابية بينما لم تصنف المملكة المتحدة ولا الاتحاد الاوربي حزب الله كمنظمة ارهابية سوى الولايات المتحدة الامريكية وكندا بحسب التصنيف الاخير المنشور على موسوعة الوكيبيديا .هذا الخطوة وبدون شك ستتبعها خطوات لاحقة ،فبعد الخلاص من حزب الله سيتجه دول الخليج الى اعلان الحشد الشعبي في العراق ايضا منظمة ارهابية ،والغاية من ذلك هو الطعن في حكومة العراق وشرعيتها ومن ثم توالي الاتهامات بابتعاد العراق عن الصف العربي وارتمائه في حضن ايران ، والبيان الاخير لمجلس التعاون الخليجي خير دليل على ذلك بالاضافة الى تصريحات وزير الخارجية الاماراتي التي اتهم فيها الحشد الشعبي بكل وضوح بأنه جهة ارهابية .موقف وزير الخارجية ابراهيم الجعفري الاخير اعطى درسا واضحا للدول العربية ان العراق بلد مستقل له رؤية فيما يحصل في المنطقة وانه غير تابع ولايشترى او يباع بأموال الخليج التي اعتادت استخدام مبدأ الجزرة التي طالما لوحت به للدول العربية .على دول الخليج التعقل والتفكر والاستفادة من العراق الذي هو عبارة عن شقين الاول عربي والاخر شيعي ،فلايستطيع العراق التخلي عن عروبته ولا عن تشيعه والذي يستطيع لعب دور كبير في تقريب وجهات النظر بين العرب وايران والتي تعتبر الان العدو الاول لهم بحسب تصنيفاتهم ،والتي بسببها تستنزف جميع موارد هذه الدول التي جن جنونها بعد الاتفاق النووي بين ايران والغرب .
[email protected]